اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، بجملة من المواضيع أبرزها الوضع في غزة بعد الاتفاق الجديد بين إسرائيل و(حماس) جول وقف إطلاق النار، والوضع في العراق ومسألة تسليح الأكراد، والجدل بين كييف وموسكو حول القافلة الإنسانية الروسية إلى جانب قضايا أخرى ذات طابع وطنية. ففي إسبانيا اهتمت الصحف بمجموعة من المواضيع السياسية والاقتصادية، لاسيما الوضع الاقتصادي بكل من ألمانياوفرنسا، والهدنة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل و(حماس). وكتبت صحيفة (إلباييس) أن تباطئ النمو الاقتصادي الألماني والفرنسي يشكك في انتعاش البلدان الأوروبية الأخرى، مشيرة إلى أن الناتج الداخلي الخام الألماني تراجع بنسبة 0,2 في المائة، أكثر مما كان متوقعا، فيما نسبة نمو الناتج الداخلي الخام بفرنسا صفر خلال الربع الثاني كما كان الحال في الربع الأول. وأضافت اليومية أنه، إلى جانب ذلك، أعلنت باريس فعلا أنها لن تفي بالتزاماتها فيما يخص العجز العمومي برسم سنة 2014، ما سيكون له أثر سلبي على الأسواق المالية، وكذا على ثقة المستثمرين. من جهتها، اعتبرت صحيفة (إلموندو) أن الاقتصاد الألماني أوقف أوروبا، مشيرة إلى أن السلطات الألمانية تعزوا هذا التباطؤ في النمو إلى المساهمة "السلبية" للتجارة الخارجية وتراجع الاستثمارات. الموضوع نفسه تناولته صحيفة (أ بي سي) على صفحتها الأولى مشيرة إلى أن أحدث المؤشرات، التي سبق نشرها، تشير إلى تباطؤ حاد في الاقتصاد الألماني الذي عجز على مواكبة النمو خلال الربع الثاني من السنة. وعادت اليوميات الإسبانية، من جهة أخرى، إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و(حماس) لمدة 72 ساعة بعد مفاوضات استمرت عدة أيام بمصر، مبرزة أن الجانبين أعربا عن استعدادهما لمواصلة الحوار التوصل إلى اتفاقات حول القضايا الأساسية. وفي ألمانيا ركزت أغلب الصحف اهتمامها على الأزمة في العراق والجدل القائم حاليا حول قرار الحكومة الألمانية توريد معدات عسكرية تقنية لأكراد العراق، إلى جانب تسليط الضوء على الخلاف حول المساعدات الروسية لفائدة سكان شرق أوكرانيا. فكتبت صحيفة (مانهايمه مورغن)، في تعليقها على النقاش الدائر في المشهد السياسي الألماني حول توريد أو عدم توريد أسلحة لأكراد العراق من أجل مواجهة الهجمة الشرسة التي يشنها تنظيم "الدولة الإسلامية"، أن "الوضع الحالي في العراق يستدعي جوابا واحد فقط، وهو تقديم أسلحة". من جانبها، اعتبرت صحيفة (نوي أوسنايبروكه) أن "إنقاذ اليزيديين لا يمكن أن يتم إلا باستخدام السلاح، ووقف زحف تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي"، مشيرة إلى أنه سيكون من المؤسف إذا لم يتم توريد أسلحة إلى المنطقة، معتبرة أن "من لم يقم بهذه الخطوة سيتحمل جزءا من مسؤولية عمليات الإبادة الجماعية والقتل ومعاناة وبؤس المتضررين". وترى الصحيفة مع ذلك أن مثل هذه المساعدة وحدها قد لا تكفي من أجل خروج المنطقة من أزمتها. أما صحيفة (لودفيغسبورغه كرايستسايتونغ) فانتقدت حجة المعارضين لتوريد الأسلحة من قبل عدد من السياسيين من مختلف الأحزاب، مشيرة إلى أن هناك من يعتبر أن الأمريكيين هم من تسببوا في خلق هذه الفوضى، وعليهم أن يتحملوا مسؤولية إصلاح الأخطاء التي اقترفها الرئيس السابق جورج بوش في المنطقة، معتبرة مع ذلك أن هذه المسؤولية مشتركة من أجل إنقاذ اليزيديين والمسيحيين من قبضة المتشددين. وترى صحيفة (فيسر كوريير)، من جهتها، أن توريد الأسلحة قرار مناسب، لكن هناك بعض الأمور لها الأولوية، متسائلة "عما إذا كان البشمركة الأكراد سيوجهون في وقت لاحق الأسلحة ضد الحكومة المركزية في بغداد لفرض استقلالهم ¿ أو تسليمها عبر الحدود إلى إخوانهم الأكراد في تركيا لدعم تطلعاتهم إلى الاستقلال عن أنقرة". وحول الخلاف المتواصل على قافلة المساعدات الروسية لفائدة شرق أوكرانيا، اعتبرت صحيفة (ماغديبورغه فولكسشتيمه) أن هذا "جنون" خاصة وأن المساعدات المخصصة للجزء الجنوبي الشرقي من أوكرانيا الذي يواجه كارثة إنسانية حقيقية، أثارت أزمة دولية. ولاحظت صحيفة (روتلينغه غينرال تسايتونغ) أن الأزمة جاءت على خلفية عدم الثقة في الرئيس الروسي بوتين الذي يفترض أن تكون الإغاثة التي يقدمها "إنسانية بحتة"، متسائلة، في نفس الوقت، "هل بوتين قد اكتشف فجأة أن قلبه حن للجيران الأوكرانيين، بعد أن سرق منهم شبه جزيرة القرم ثم حرض على حرب أهلية". من جانبها، أكدت صحيفة (باديشه تاغبلاديت) أن الأهم هو أن تصل إمدادات الإغاثة إلى الصليب الأحمر في عين المكان، وليس عرض صور جميلة لدخول المنطقة المتضررة. وفي فرنسا تركز اهتمام الصحف حول الوضع الاقتصادي وانعكاساته، إذ أشارت صحيفة (ليبيراسيون) إلى التشاؤم الملحوظ في أوساط الطبقة السياسية الفرنسية بسبب الصعوبات الاقتصادية وآفاق دخول سياسي مضطرب بالنسبة للحكومة. وأضافت أن التحدي الرئيسي الذي يواجه الحكومة الفرنسية هو الانكماش الاقتصادي، "الذي يهدد الاقتصاد ويؤدي إلى دوامة الركود"، مشيرة إلى أن أسعار الاستهلاك تراجعت في شهر يوليوز الماضي ب0,3 بالمائة، وفقا لأرقام عممها المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية أمس الأربعاء. أما صحيفة (لوموند) فتطرقت لوباء إيبولا في غرب إفريقيا، وأوضحت أن منظمة الصحة العالمية رخصت باللجوء إلى علاجات ولقاحات لم يتم تجريبها بعد على البشر، مشيرة إلى أنه بالنسبة لهذه المنظمة الأممية فإن الأمر بتعلق بمواجهة "وباء فيروس إيبولا الأكثر انتشارا، وتعقيدا في التاريخ" الذي يواجهه غرب إفريقيا اليوم. وفي سياق آخر، اهتمت يومية (لوفيغارو) ببروز حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني المتطرف، مشيرة إلى أن الحزب يعتزم، ابتداء من شهر شتنبر المقبل، إطلاق أربعة هياكل جديدة لاقتحام المجتمع المدني، بمعدل هيكل واحد كل شهر، عبر "استراتيجية قوامها التجمعات التي أنشأها في شكل مشاتل للتفكير والاقتراح". وأضافت أن حزب ماري لوبين، وإلى حين التئام مجلسه الوطني المقرر ما بين 20 و30 نونبر المقبل بليون، يسعى إلى الظهور كقوة اقتراحية مع تأكيد أنه "مكون معارض رئيسي" في أفق الحصول على 51 بالمائة من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لعام 2017. وفي تركيا واصلت الصحف تعليقاتها على الانتخابات الرئاسية وهزيمة حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري (اليسار الكمالي)، الذي يعيش في خضم عاصفة القيادات بعد المطالبة باستقالة زعيمه كمال كليشدار أوغلو. وعادت كل من (ميليت) و(فاطان) و(الديلي صباح) إلى المواجهة بين مجموعة من النواب المعارضين وكمال كليشدار أوغلو، والذين تحدوه بالدعوة لعقد مؤتمر استثنائي عبر جمع توقيعات أزيد من نصف مندوبي الحزب. وفي سياق آخر تطرقت صحيفة (الديلي الصباح) إلى "المعايير" التي سيتعين أن يخضع لها، وبشكل صارم، رئيس الوزراء المقبل الذي سيختاره حزب العدالة والتنمية في 27 غشت الجاري. وأضافت أنه يأتي على رأس اللائحة، التي حددها حزب العدالة والتنمية، الاستمرار في محاربة "الهيكل الموازي" الذي شكله داخل جهاز الدولة فتح الله غولن الحليف السابق للرئيس المنتخب أردوغان، والداعية التركي على رأس زاوية إسلامية مؤثرة تدعي أن لها ملايين الأتباع. كما أن رئيس الحكومة المقبل، الذي سيتولى دور زعيم الحزب ورئيس السلطة التنفيذية بالحماس والحجم السياسي نفسه، مدعو لمواصلة مسلسل المصالحة مع حزب العمال الكردستاني وصياغة دستور جديد. كما تطرقت الصحف للأسطول الدولي الجديد الذي تعتزم مجموعة من النشطاء السير به لكسر الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، وذلك قبل متم سنة 2014، ومساعدات تركيا للفلسطينيين، وكذا لموضوع فيروس إيبولا الذي بات على أبواب تركيا، بعد الاشتباه في وصول أول حالة إصابة بهذا المرض إلى اسطنبول. وفي بلجيكا لا تزال الصحف مهتمة بمبادرات الاتحاد الأوروبي لمواجهة مقاتلي (داعش) ومساعدة السكان النازحين. وكتبت (لا ليبر بلجيك) أن جرائم حرب منسوبة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام"، وما تخلفه من أثر على اليزيديين والمسيحيين، أنذر أخيرا العواصم الغربية. وأضافت اليومية أن الأوروبيين اتفقوا على أن كل دولة عضو تقرر ما إن كانت ستسلم أسلحة للقوات الكردية أم لا، طالما أنها تفي بمعايير معينة، مثل موافقة الحكومة المركزية في بغداد والامتثال لمدونة قواعد السلوك. من جهتها، ذكرت (لوسوار) أنه "بعد أيام من الأخذ والرد، ومقاومة بعض العواصم، جاء الأمر فجأة : وتقرر التئام وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غدا الجمعة لدارسة الوضع بالعراق"، لاسيما وأن سفراء بلدان الاتحاد تفرقوا أول أمس الثلاثاء، بعد اجتماعات ماراطونية، دون تلميح ولو بسيط لمثل هذا الاجتماع. وبالنسبة لصحيفة (لافونير) فإن التدابير المتخذة لحد الآن، في استعجالية، تخفي بالكاد الارتجال الذي يجبر الولاياتالمتحدة وحلفاءها على التحرك للوقوف في وجه هؤلاء المتشددين "القتلة"، ومنعهم من القيام ب"إبادات جماعية"، والتصدي "للوحشية والهمجية، بصوت واحد بعيدا عن القناعات وغيرها". وفي هولندا اهتمت الصحف بالوضع بكل من غزةوالعراق. وكتبت (دي فولكس كرانت) حول تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس خمسة أيام أخرى، ساعات قبيل انتهاء هدنة 72 ساعة بين الجانبين. وأشارت اليومية إلى أن الاقتراح المصري بشأن هدنة طويلة الأمد تعثر بسبب المواقف المتشددة للطرفين فيما يتعلق برفع الحصار وإطلاق سراح السجناء بالنسبة لحماس، ونزع سلاح غزة بالنسبة لإسرائيل. من جهتها، عادت (إن إر سي) إلى عزم الأممالمتحدة فتح تحقيق حول انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان وجرائم حرب في غزة من قبل إسرائيل، أما بخصوص الوضع في العراق، فأشارت إلى نية هولندا المساهمة في العمليات الإنسانية الموجهة للسكان اليزيديين النازحين بعد طردهم من أراضيهم من قبل تنظيم (داعش). من ناحيتها، ذكرت صحيفة (أ دي) أنه بالموازاة مع المساعدات الإنسانية، قرر الغربيون، بينهم فرنسا وبريطانيا، مد القوات الكردية بمزيد من الأسلحة لمواجهة مقاتلي (داعش) الذين يواصلون تقدمهم إلى قرى أخرى وطرد سكانها لاسيما المسيحيين والأكراد منهم. أما (دي تليغراف) فأشارت إلى أن طائرة عسكرية هولندية محملة بالأغذية والأغطية ستقلع يوم الأحد المقبل في اتجاه الإمارات العربية المتحدة، قبل أن تتجه إلى المناطق التي تجمع بها عدد من النازحين المقدر عددهم بعشرات الآلاف. وفي بولونيا تركز اهتمام الصحف حول شد الحبل بين موسكو وكييف بشأن دخول قافلة إنسانية روسية مكونة من 260 شاحنة إلى الأراضي الأوكرانية، إذ ترفض كييف عبورها الحدود خوفا من أن تكون بها أسلحة موجهة للمتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. وكتبت (لاغازيت جوريديك) تحت عنوان "قافلة إنسانية أم فخ عسكري ¿" أن كييف تشك في أن الالتفاتة الإنسانية من موسكو ليست سوى فخ لتسليم أسلحة للانفصاليين الذين تقهقروا كثيرا في الأيام الأخيرة، معترفة بأن هناك سكانا فروا من الحرب في حاجة للمساعدات الإنسانية، لكن الكرملين لم يتراجع ومستمر في موقفه السلبي بشأن تطبيع الوضع في شرق أوكرانيا. من جهتها، زكت (لاغاويت إلكتورال) قرار أوكرانيا الرافض لدخول القافلة الروسية لأراضيها، معتبرة أن نوايا موسكو ليست واضحة، ويؤكد ذلك اقتراح السلطات الأوكرانية تفريغ المساعدات الإنسانية عند الحدود بين البلدين لنقلها بواسطة شاحنات أوكرانية إلى المدنيين المعنيين. وأضافت اليومية أنه أمام الجدل بين موسكو وكييف، اختار بوتين التوجه للقرم التي ضمتها روسيا في شهر مارس الماضي لعقد اجتماع لمجلس الأمن، اليوم، سيتخذ خلاله رئيس الكرملين قرارات مهمة، مشيرة إلى أن خطوة بوتين تشكل رسالة للسلطات الأوكرانية بأن ضم شبه الجزيرة إلى فيدرالية روسيا بات "أمر لا رجعة فيه". وفي السويد، تركز اهتمام الصحف أيضا حول الوضع في العراق، إذ لاحظت (داغينس نيهيتر) أن أزيد من مليون عراقي أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب القتال في البلاد، مضيفة أن التطورات الأخيرة في هذا البلد ستكون محور اجتماع طارئ لوزراء شؤون خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي. وأضافت اليومية أن فرنسا وإيطاليا ترغب في تسليح الأكراد العراقيين، مشيرة، في سياق آخر، إلى تزايد الضغط على نوري المالكي من أجل التخلي عن السلطة كرئيس للوزراء في وقت عبر فيه المزيد من القادة عن دعمهم لحيدر العبادي، الذي كلفه الرئيس العراقي بتشكيل حكومة جديدة. من جهتها، نشرت (سفينسكا داجبلاديت) مقال رأي دعا فيه رئيس الوزراء ووزير الخارجية السويديالأممالمتحدة إلى التدخل لمنع إبادة جماعية في العراق، وللمساعدة على تشكيل حكومة شرعية وديمقراطية وذات تمثيلية في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم (داعش). وأضافت اليومية أن المسؤولين أكدا أن السكان المسيحيين وأقليات أخرى مثل اليزيديين اضطهدوا وأجبروا على ترك منازلهم أمام تقدم (داعش)، مشيرة إلى أن هذه المجموعات فرت إلى المناطق الجبلية أو إلى مخيمات اللاجئين حيث ظروف العيش سيئة. من جانبها، ذكرت (افتونبلاديت) أن الحزب الليبرالي، عضو الائتلاف الحاكم، يؤيد توريد أسلحة إلى الأكراد العراقيين، رغم أن المعتدلين التابعين لرئيس الوزراء فريدريك راينفيلدت، عبروا علنا عن رفضهم لهذا الخيار. وتابعت اليومية أنه وفقا لليبراليين، فإنه يتعين على السويد تقديم الأسلحة للأكراد لمنع الإبادة الجماعية في العراق، مشيرة، في المقابل، إلى تذكير رئيس الدبلوماسية السويدية بأن بلاده لا يمكنها تصدير أسلحة إلى بؤر النزاع.
