شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، موجة غضب واسعة عقب تداول صورة لثلاثة شبان، اثنين منهم لا تتجاوز أعمارهم 15 عاما، وهم مقيدين على عمود كهرباء، بطريقة بشعة، وكشفت جانبًا من معاناة أبناء المحافظات الشمالية المتواجدين في عدن جنوبي اليمن. واظهرت الصورة، تعرض الشبان الثلاثة لعملية تعذيب بطريقة بشعة بعد اعتقالهم في مدينة عدن من قبل عناصر المجلس لانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً. قد يهمك ايضاً
* عاجل : الإمارات تحاول تخويف سكان عدن بالطائرات لوقف الاحتجاجات وأقوى قوة في الجنوب تهدد الانتقالي وتحذره من تصويب الأسلحة نحو المتظاهرين
* وردنا قبل قليل خبر هام وعاجل من البنك المركزي بصنعاء
* عاجل : الوضع يخرج عن السيطرة في اليمن.. إعلان حالة الطوارئ في العاصمة وعموم المحافظات والجيش يرفع الجاهزية القتالية وحالة الاستنفار إلى اعلى درجة.. "ليلة ساخنة"
* مفاجأة .. الزبيدي يتهم الحوثيين باشعال العاصمة عدن ويلوح بتورط السنباني في مخطط اجتياح الجنوب
* عاجل : هروب قيادات بارزة في صفوف مليشيا الإنتقالي الى هذه المحافظة الشمالية؟
* عاجل : عمليةٌ خاطفة للحوثيين على ابواب مدينة عدن.. والانتقالي يستنجد بقواته في شبوة و ثلاث محافظات جنوبية تسقط بيد الحوثيين (ليلة ساخنة)
وأفادت مصادر محلية بأن عناصر المجلس الانتقالي الجنوبي اعتقلت ثلاثة مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية في حي ريمي بمديرية المنصورة بمدينة عدن وتم ربطهم على عمود كهرباء بجوار مستشفى صابر.
وشهدت هذه الحادثة ترويج دعائي من ناشطين جنوبيين مواليين للمجلس الانتقالي، يفيد بإلقاء القبض على ثلاثة من أبناء اليمن الشمالي بتهمة سرقة أسطوانات غاز (أنبوب الغاز المنزلي) من المنازل المجاورة لمستشفى صابر بحي ريمي في مديرية المنصورةبعدن.
وأثارت الحادثة مشاعر استياء واسعة لدى الأوساط اليمنية، وذلك بعد تداول ناشطين جنوبيين للصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وتتفاخر بهذا العمل.
وطالب ناشطون على مواقع التواصل بالتحرك العاجل للقبض على مرتكبي هذه الحادثة ومحاسبتهم ووقف معاناة المواطنين الشماليين في عدن من قبل مسلّحي المجلس الانتقالي. ونشر ناشطون تدوينات على نطاق واسع تطالب بالقبض على مسلحي الانتقالي مرتكبي الحادثة وتقديمهم إلى العدالة، خاصة وأن هذه الحادثة تأتي بعد أيام قليلة من جريمة قتل الشاب عبدالملك السنباني، بطريقة بشعة على يد مسلحي المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج جنوبي البلاد.
ووجهت الناشطة الجنوبية "نجود الجنوب" الموالية للانتقالي، رسالة عاجلة للمجلس الانتقالي في منشور على حسابها: " شاهدث اليوم صورة لثلاثة اطفال تم ربطهم الى عمود كهرباء بدعاوى لا تقدم مبررا لهكذا عمل مهما كان حجمها، وتم نشر صورهم وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتفاخر بهذا العمل".
وخاطبت الناشطة الجنوبية رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي قائلة: " ان حدوث امر كهذا في دولتكم الكريمة يقدمكم كميليشيات ووحوش يحكم فيها الغوغاء وينفذون الاحكام وكانه لا وجود لاقسام الشرطة والمحاكم والنيابات".
وتابعت متسائلة: "فهل اصبح الجميع مخولون بالحكم والتنفيذ؟، فاين العدالة اذن؟، هل يعلم جنابكم ان نظام المحاماة والمرافعات بدا في العصر اليوناني قبل 2500 سنة، الا يستحق هؤلاء محاكمة عادلة اذا كان هناك تهمة موجهة اليهم؟؟".
وأشارت إلى أن "عمل كهذا يستحق ان يدرج اي نظام يتواطؤ على فعله في قائمة العار لمرتكبي جرائم الطفولة، ولكي لا تلتصق ايديكم بفعل كهذا انصح بتشكيل لجنة للتحقيق وبشكل عاجل".
وطالبت في ختام منشورها: "نتطلع الى ان يتم محاسبة من يقفون وراء هذا العمل المشين والفاضح ليكونوا عبرة لغيرهم، ونتمنى ان لا نضطر لمخاطبة الاممالمتحدة ومنظمة اليونسف للامومة والطفولة".
وليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها المواطنين الشماليين في الجنوب، حيث تمارس القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي هجمات انتقامية ضد أبناء محافظات الشمال، وعمليات اعتقال واحتجاز تعسفية وتهجير قسري، واعتداءات جسدية ومضايقات، فضلاً عن نهب وتخريب من قبل قوات الأمن ضد مئات الشماليين.
وكان الشاب عبدالملك السنباني، قُتل الخميس الماضي على أيدي عناصر أمنية تابع للمجلس الانتقالي بعدما جرى اعتقاله في نقطة تفتيش بمحافظة لحج أثناء مروره منها عقب عودته من بلد الاغتراب الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر مطار عدن الدولي الذي يعد المنفذ الوحيد، مع مطار سيئون، للسفر إلى الخارج.
وتعرض الشاب السنباني للتوقيف والتفتيش المكثف، من قبل النقطة العسكرية التابعة لمسلحي الانتقالي الجنوبي في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج، وذلك أثناء سفره عبر البر بسيارة أجرة من محافظة عدن نحو منطقة أسرته في محافظة ذمار، وعندما وجد مسلحو الانتقالي الجنوبي بحوزة السنباني دولارات أمريكية هي مدخرات غربته، قاموا باعتقاله. كما تعرض السنباني لعملية تعذيب وحشية ومميتة من قبل عناصر في اللواء التاسع صاعقة التابع للانتقالي والذين قاموا بنهب ما بحوزته من أموال.
وسلطت جريمة اختطاف وقتل الشاب السنباني الضوء على الحصار المفروض من التحالف على مطار صنعاء الدولي، حيث يضطر المسافرون من أبناء المحافظات الشمالية للانتقال براً إلى عدن عبر نقاط أمنية تابعة للمجلس الانتقالي وهو ما يعرضهم للمخاطر.
وأثارت الحادثة مشاعر استياء واسعة لدى الأوساط الشعبية والرسمية في اليمن، وذلك بعد تسريب مقاطع فيديو وصورا توثق تلك الواقعة.
كما أثار مقتل عبد الملك غضباً واستنكاراً واسعاً، وكانت مطالبات بالقبض على القتلة ووقف معاناة المسافرين في نقاط التفتيش من قبل مسلّحي المجلس الانتقالي، فضلاً عن نهب وممارسات تضييق مناطقية يتعرّض إليها المسافرون، خصوصاً الذين يتحدّرون من المناطق الشمالية للبلاد.