لأول مرة منذ فراره من اليمن العام 1994 يتخذ علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني السابق والقيادي البارز في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن، قرارأً يتعلق بعودته الى اليمن حيث تناقلت وسائل اعلامية عديدة خبر اتخاذه قرار العودة قريبا إلى بلاده من المنفى
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس قال البيض لوكالة فرانس برس «عودتي إلى عدن هي مسالة وقت فقط ومرتبطة بالتشاور مع قيادات الحراك الجنوبي في الداخل واستكمال الترتيبات اللازمة للعودة (وانأ اتخذت قرار العودة الى الجنوب) وبانتظار ما تقرره قيادات الحراك في الداخل»
مراقبون وصفوا قرار البيض بأنه أهم قراراته منذ حرب صيف عام 1994 ويأتي اتخاذ القرار في ظل تعقيدات الأزمة اليمنية وخروج الرئيس السابق علي عبدالله صالح من السلطة. وعن وجود توافق بين أجنحة الحراك حول مسألة الانفصال، قال البيض انه يرفض تسمية «الانفصال» ويفضل «فك الارتباط»، مشيرا إلى ان الجنوبيين تراجعوا عن قرار الوحدة مع الشمال التي تمت في مايو 1990 عندما كان رئيسا للجنوب.
ووقف الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالقوة في محاولة لقيادات جنوبية بالانفصال عام 1994 بعد خلافات حول الوحدة، وكان البيض من قيادات هذه الحركة الجنوبية وهو يعيش منذ ذلك التاريخ في المنفى. ويقيم البيض في بيروت حاليا.
وقال البيض «بالإمكان الإطلاع على ما تنشره مراكز الدراسات العربية والعالمية من استبيانات وستجدون النتيجة الطبيعة لصحة طرحنا» مشيرا الى ان دراسات أجريت في صنعاء نفسها، أظهرت ان «70% من الجنوبيين يؤيدون فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب» حسب زعمه.
وكان الحراك الجنوبي انطلق في 2007 كحركة احتجاجية قادها في المرحلة الأولى متقاعدون جنوبيون من الجيش ورفعوا مطالب معيشية ومالية، إلا إن الحراك توسع ليصبح حركة واسعة تطالب علنا بالعودة إلى دولة الجنوب.
إلا ان صعود نشاط تنظيم القاعدة مع سيطرته على مناطق واسعة في الجنوب والاحتجاجات المناهضة للرئيس السابق علي عبدالله صالح اعتبارا من العام 2009، أزاحت تدريجيا الأضواء عن المسألة الجنوبية.
وقال البيض ان «مشكلة القاعدة في الجنوب مرتبطة بمشكلة بقاء (الاحتلال) في الجنوب وذلك لان الجنوب تاريخيا منطقة طاردة للإرهاب ولم يعرف الجنوب الإرهاب إلا مع دخول قوات الاحتلال الشمالي عندما شاركت القوى الإرهابية بقوة مع الجيش الشمالي في الاجتياح العسكري للجنوب في 1994».
وفيما بات اليمن يرئسه حاليا شخص من الجنوب، هو الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي، رأى البيض انه «لا يوجد اي عداء بيننا وبين اي جنوبي» وان هادي «لديه متسع من الوقت وفرصة تاريخية لينال ثقة اهله وناسه ويقف الى جانبهم».
وفيما يتم طرح الفدرالية كخيار اكثر قابلية للتحقيق، بما في ذلك من قبل شخصيات من الحراك الجنوبي، قال البيض ان «الفيدرالية ليست من نتاج ثورة شعب الجنوب السلمية التي دفع شعب الجنوب لاجلها آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين وانما هي طروحات بعض النخب وليس لها قبول في الشارع الجنوبي ونحن مع إرادة شعب الجنوب» مشددا على ان «فك الارتباط واستعادة الدولة هو الهدف الواقعي القابل للتحقيق».
وعن الحوار الذي يسعى هادي لإطلاقه بموجب اتفاق انتقال السلطة على ان يساهم في حل مشاكل اليمن الأساسية، لاسيما قضية الجنوب ومسألة التمرد الحوثي في الشمال، قال البيض ان من اهم شروط المشاركة في الحوار هو الاعتراف بالحراك الجنوبي ممثلا عن الجنوبيين وان يكون الحواربين دولة ودولة.