تناولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الثلاثاء عددا من المواضيع المحلية والدولية، كان أبرزها قضية التجسس المزعوم على تركيا من قبل المخابرات الألمانية، والجدل المتواصل حول توريد الأكراد الأسلحة لمواجهة (داعش)، والوضع في كل من العراق وقطاع غزة، وبالمواجهات المتواصلة في فيرغسون الأمريكية، إلى جانب الأزمة بين أوكرانياوروسيا والصعوبات التي تواجه الحكومة الفرنسية مع اقتراب الدخول السياسي. ففي ألمانيا، ركزت الصحف اهتمامها على قضية التجسس المزعومة على تركيا من قبل المخابرات الألمانية، والجدل الدائر حول توريد الأسلحة إلى الأكراد في شمال العراق، فكتبت صحيفة (دي فيلت) بهذا الخصوص أن الأمر تطلب من الحكومة الاتحادية وقتا طويلا للحسم في هذه القضية وتحديد الذي ينبغي القيام به. وترى الصحيفة أن شحنة مواد الإغاثة للاجئين في الجبال شمال العراق، "ليست أكثر من قطرة ماء في دلو" إلا أنها تلاحظ أن تسليح الأكراد بات ضروريا وأن ألمانيا عليها المساهمة في العملية ومد المقاتلين الأكراد بأسلحة حديثة وتدريبهم عليها لأن الأسلحة المتوفرة لديهم عفا عليها الزمن. من جهتها، تساءلت صحيفة (فرانكفورتر اليغماينه تسايتونغ) عن كيف سيكون الوضع إذا وافق الكونغرس الأمريكي على تقديم المساعدات العسكرية التي طلبها مسعود بارزاني من الرئيس باراك أوباما، مشيرة إلى أن "الوضع القائم خلق بالفعل حقائق سياسية جديدة". أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فترى أن الوضع المتدهور بالمنطقة أصبح يستدعي خلق توازن جديد للقوى خاصة بين شمال العراقوتركيا ومن الأفضل، تقول الصحيفة، أن يكون التعامل بين الجيران بشكل جيد وترك مقاتلي حزب العمال الكردستاني مخابئهم في الجبال التركية والعراق ووضع أسلحتهم. وبالنسبة لقضية التجسس المزعومة من قبل جهاز المخابرات الألمانية الخارجية على تركيا، اعتبرت (فرانكفورت روندشاو) أن تركيا عضو حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تعيش حالة خاصة ودولة مهددة بالانزلاق إلى نظام سلطوي وهناك أمور غير ظاهرة. وأبرزت الصحيفة أنه ربما كان من الطبيعي أن تقوم المخابرات الألمانية بالتحري على بعض الأمور في تركيا المجاورة للعراق وسورية. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالمواجهات المتواصلة في فيرغسون الأمريكية بعد مقتل شاب من أصول إفريقية على يد الشرطة، والاتفاق بين إسرائيل وحماس حول تمديد وقف إطلاق النار. وكتبت (إلموندو) أنه بعد أسبوع على مقتل الشاب الأسود مايكل براون، كان وسط فيرغسون مسرحا لمواجهات جديدة بين العشرات من المحتجين والشرطة، التي بات غير قادرة على تهدئة الوضع في المدينة. وأضافت اليومية أنه بعد أن أكدت التحاليل مقتل الشاب مايكل براون بإطلاق النار عليه، نزل المحتجون إلى أحياء مدينة فيرغسون مطالبين بتقديم الجناة المشتبه بهم للعدالة. وفي السياق ذاته، قالت صحيفة (إلباييس) إن الرئيس باراك أوباما، غير القادر على وقف الاحتجاجات، حذر مرة أخرى من الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين. وبدورها أشارت صحيفة (أ بي سي) إلى وقوع مواجهات جديدة في فيرغسون رغم وصول عناصر مكافحة الشعب التابعة للحرس الوطني إلى المدينة التي أمرت المتظاهرين بالتفرق. وفي سياق آخر، أشادت الصحف الإسبانية بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس والقاضي بتمديد وقف إطلاق النار 24 ساعة بعد المفاوضات التي جرت في مصر. وفي إيطاليا، كرست الصحف الرئيسية اهتمامها بالندوة التي خص بها البابا فرنسيس، مجموعة من الصحفيين على متن الطائرة التي أقلته إلى روما في نهاية رحلة إلى كوريا، إلى جانب قضايا دولية خاصة منها الوضع في العراقوغزة. ونقلت صحيفة (كوريير ديلا سيرا) عن البابا فرانسيس، الذي أثار مع الصحفيين الوضع في العراق، قائلا إنه "من الضروري وقف المعتدي الظالم"، مشيرا مع ذلك إلى أن "هذا لا ينبغي أن يكون على حساب أمة بكاملها". وشدد البابا، وفقا للصحيفة، على أهمية دور الأممالمتحدة في اتخاذ قرار جماعي من أجل وقف "المعتدي الظالم"، مشيرة إلى أن البابا عبر عن استعداده لزيارة المسيحيين في العراق. وأضافت (كوريير ديلا سيرا) أن البابا شدد أيضا خلال اجتماعه مع الصحافة على متن الطائرة التي كانت تحلق فوق المجال الجوي الصيني، على ضرورة تقديم المساعدة الضرورية "لجميع الأشخاص النازحين في العراق، وليس فقط للمسيحيين". وبخصوص الصلاة التي جمعت بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في يونيو الماضي بالفاتيكان، وبعدها بشهر واحد فقط اشتعل فتيل الحرب ضد قطاع غزة، أشارت صحيفة (إيل مساجيرو) إلى أن البابا أكد أن "هذه الصلاة كانت من أجل السلام، وقطعا لم تكن فاشلة". أما صحيفة (لا ريبوبليكا) فتناولت موضوع العلاقات الدبلوماسية بين الفاتكان وجمهورية الصين الشعبية التي أثيرت في هذا اللقاء حيث أكد البابا أن باب الفاتكان مفتوح للتواصل وأنه "يكن احتراما حقيقيا للشعب الصيني". بالنسبة للصحافة في بولندا، فقد تناولت التوترات الأوكرانية الروسية، مشيرة إلى حادث إطلاق صواريخ وقذائف الهاون على قافلة إنسانية في شرق أوكرانيا مما تسبب في سقوط ضحايا من بينهم مدنيين، معتبرة أن الهجوم يأتي بسبب فشل الاجتماع الرباعي الذي عقد في برلين بين قادة الدبلوماسية الأوكرانية والروسية والألمانية والفرنسية. ولاحظت صحيفة (ريسبوبليكا) أن الصواريخ التي أطلقت واستهدفت المدنيين تزيد من تعقيد الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية خصوصا وأن الاجتماع الرباعي في برلين فشل في وقف تصعيد الصراع. وقالت الصحيفة إن روسيا سعت في برلين إلى ضمان وقف إطلاق النار الذي رفضه الجانب الأوكراني، مشيرة إلى أن كييف تعتقد بأن الانفصاليين يريدون ربح الوقت من أجل إعادة التسلح بعد الانتكاسات التي سجلوها في الميدان خلال الأيام الأخيرة. من جانبها، أكدت صحيفة (بولسكا تايمز) أنه وسط الاتهامات المتبادلة، بين الجيش الأوكراني والانفصاليين وإلقاء اللوم على مقتل النساء والأطفال الفارين من ويلات الحرب، فإن روسيا هي المسؤول الرئيسي عن تدهور الوضع على الأرض. وترى أنه من دون دعم موسكو للانفصاليين الذين تمدهم بالأسلحة والتمويل اللازمة، فإن الوضع لم يكن ليصل إلى هذه الدرجة، مشيرة إلى أن معنويات المتمردين توجد في أدنى مستوياتها بعد النكسات التي سجلوها في الميدان واستقالة بعض القادة الانفصاليين. وفي فرنسا، سلطت صحيفة (لوموند) الضوء على الصعوبات التي تواجه الحكومة الفرنسية مع اقتراب الدخول السياسي، مشيرة إلى أن الحكومة تواجه أساسا مشكل تفاقم البطالة التي بلغت معدلا قياسيا وصل إلى 6ر3 مليون عاطل، والثقل الضريبي، وإصلاح نظام المهن فضلا عن الإصلاح الترابي الذي يوجد قيد الانجاز. وأضافت الصحيفة أن الدخول السياسي والاجتماعي يبدو محفوفا بالمخاطر بالنظر إلى التحديات الكبرى التي تواجه الحكومة، موردة نتائج استطلاع للرأي نشر مؤخرا، يفيد بأن ثمانية من ضمن عشرة فرنسيين لا يثقون في قدرة الحكومة على معالجة الوضع الاقتصادي. من جهتها، قالت صحيفة (لاتربون) إن وكالة التنقيط (موديز) تتوقع نموا بنسبة 5ر0 في المائة من الناتج الداخلي الخام خلال سنة 2014 بفرنسا مقابل واحد في المائة التي توقعتها قبل نحو أسبوعين، مشيرة إلى أن هذا الانخفاض يعزى إلى ضعف الطلب في البلاد الذي لم ينمو سوى ب2 في المائة خلال الفصل الثاني من السنة الجارية. من جانبها، تطرقت صحيفة (ليبراسيون) إلى حصيلة قتلى العدوان الإسرائيلي على غزة استنادا إلى المنظمات الثلاث الرئيسية لحقوق الإنسان بالأراضي المحتلة التي تحدثت عن مقتل 1918 شخصا (مركز الميزان) و2005 قتيل بحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان. وأضافت الصحيفة أن مسؤولي المنظمات غير الحكومية أجمعوا على درجة العنف غير المسبوق لهذه العملية الإسرائيلية مقارنة مع عملية 2008 و2012 من حيث عدد القتلى وحجم الدمار.