تتواصل المعارك في محافظة الجوف بين حزب الإصلاح (الإخوان) وجماعة الحوثي، بالسلاح السيادي (دبابات، مدافع، راجمات صواريخ) المنهوبة معظمها من معسكرات الدولة أثناء الأزمة 2011م.. وسط إصرار من قبل الحوثيين على حسم المعركة. المعارك موزعة على جبهتين، الأولى في مديرية الغيل، حيث يسعى الحوثيون إلى استكمال السيطرة على المديرية من خلال اقتحام عزلة الرايسة، آخر معاقل الإخوان في المديرية، ومسقط رأس رئيس شورى حزب الإصلاح وقائد مقاتليهم هناك الشيخ الحسن أبكر. فيما تدور معركة أخرى على الحدود الإدارية بين الجوفومأرب، وتحديداً في مناطق مفرق الجوف على خط مأرب، بعد أن كان الحوثيون قد سيطروا على المناطق الواقعة في خط الجوف مديرية مجزر. وقالت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين واصلوا، أمس، حملتهم المكثفة التي بدأوها الخميس لاقتحام عزلة الرايسة، ولا تزال تواجه مقاومة من قبل مقاتلي الإصلاح (الإخوان) الذين يطلقون على أنفسهم (جيش إقليم سبأ) معظمهم من مأربوالبيضاء. وبحسب المصادر فإن الحوثيين، وبعد أن حسموا المعركة في مديرية مجزر، نقلوا كثيراً من آلياتهم ومقاتليهم إلى جبهة الغيل وحققوا خلال اليومين الماضيين تقدماً ميدانياً، وهم على وشك اقتحام قرية الحسن أبكر في الرايسة. وذكرت المصادر أن 7 من مقاتلي الإصلاح في الرايسة قُتلوا، أمس، وهم (محمد مبخوت لوخش، عبده صالح بن حمامة، سلطان سعيد الشجني، عبدالله مبارك سران، عبدالفتاح عبيد الشاوي، حمد محمد عوفان، والسابع يلقب ب"القطيمي" وهو من قبائل بني نوف)، لترتفع أعداد القتلى في صفوف الإصلاح خلال معارك الخميس والجمعة في الرايسة وتحديداً في محيط منزل الشيخ الحسن أبكر إلى 23 مسلحاً، حيث قُتل الخميس 16 وهم: محمد عبدالله رغوة ناصر عبدالله رغوة حمد عبدالرحمن هضبان يحيى بن زبين الله ربيع عبدالله زبين الله محسن القحص خالد علي وسعان أحمد كبير النهمي محسن زبين الله صادق عامر البقري وثلاثة من آل الذوي واثنين من العمالسة صالح مرزوق المحبوبي صالح مدهش المحبوبي. وأكدت ذات المصادر مقتل وجرح عدد من الحوثيين في هذه الجبهة، أمس وأمس الأول، بينهم قياديان، غير أن الجماعة تتكتم عن الضحايا في صفوفها. وفي جبهة المفرق تواصلت الاشتباكات في مناطق الحريشا والقراقير الواقعة على خط مارب. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن الحوثيين حاولوا، أمس، السيطرة على نقطة تابعة لحزب الإصلاح هي أشبه بموقع عسكري نصبوه أثناء الأزمة 2011م، وكان الإصلاح قد خسر خلال مواجهات الأسبوع الفائت ثلاث نقاط في محيط المفرق إحداها على خط الجوف (نقطة المشاف)، والثانية على خط نهم صنعاء، والثالثة بعد المفرق على خط مأرب. وبحسب المصادر فإن تعزيزات عسكرية وصلت أمس لمقاتلي الإصلاح (الإخوان) وحاصروا الحوثيين وسط الحريشة، من أسفل ومن فوق، وأعاقوا تقدمهم طوال ساعات النهار، إلا أن مراسل الصحيفة هناك أكد مشاهدته بعد المغرب وصول تعزيزات حربية للحوثيين قادمة من منطقة الصفراء مديرية مجزر، وهو ما ينذر بمواجهات دامية خلال الساعات القادمة في هذه الجبهة. وقالت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" إن عضو الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح، الشيخ أمين العكيمي، متواجد في الحريشا ويتولى- إلى جانب محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة- مهمة الحشد ونقل المقاتلين من البيضاءومأرب إلى المعركة وتوزيعهم على الجبهتين المفرق والغيل. وذكرت المصادر ذاتها أن 6 من مقاتلي الإصلاح في الحريشا قُتلوا، أمس، منهم (محمد موسى، محمد لقرع الجهمي، محمد سمعان، رفيشان طعيمان الجهمي)، فيما أصيب أكثر من 10 آخرين. وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين، إلا أنه يصعب تحديد رقم معيَّن، كون الجماعة تتكتم عن الضحايا في صفوفها. وقالت ذات المصادر ل"اليمن اليوم" إن محطة مأرب الغازية خرجت عن الخدمة نتيجة سقوط قذيفة (آر.بي.جي) على أحد أبراج الكهرباء في الدائرة الثانية، ما أدى إلى خروج المحطة بكاملها عن الخدمة. وبحسب المصدر فإن الفريق الهندسي بمحطة مأرب الغازية رفض إصلاح البرج نتيجة المواجهات المستمرة بين مسلحي الإصلاح والحوثيين، لافتاً إلى تدخل مشائخ ووجهاء في المنطقة لإقناع الطرفين بإيقاف المواجهات والسماح للفريق الهندسي بإصلاح البرج. من جهته ربط مصدر عسكري كبير في المنطقة العسكرية الثالثة ومقرها مأرب، التصعيد الميداني من قبل الحوثيين، خلال يومي الخميس والجمعة، والتصعيد في العاصمة صنعاء. وقال ل"اليمن اليوم"، دون الكشف عن اسمه، إن المعلومات لديهم في قيادة المنطقة تفيد بأن جماعة الحوثي عازمة على حسم المعركة في الجوف خلال أيام، وذلك لقطع الطريق أمام الجهود السياسية والدبلوماسية الرامية إلى وقف الحرب في الجوف، وكذا لتعزيز وضع الحوثيين المعتصمين في العاصمة. تعليقات القراء