كانت لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار قد حددت في اجتماعها المنعقد في 22 سبتمبر المنصرم يوم الأربعاء 26 سبتمبر موعداً نهائياً لإخلاء حي الحصبة وصوفان بالعاصمة صنعاء من المليشيات المسلحة التابعة لأولاد الأحمر وإزالة المتارس من الشوارع والعمارات. وأكدت اللجنة أنها ستتعامل بحزم في حالة عدم الاستجابة لتوجيهاتها ولكن أولاد الأحمر قابلوا تهديدات اللجنة ب (أذن من طين وأخرى من عجين).. كما حدث في المرات السابقة ليس ذلك وحسب بل أنه وبعد أيام قلائل من التهديدات (الفتشنج) للجنة العسكرية ظهر صادق الأحمر في قناة السعيدة متحدياً اللجنة العسكرية بل والدولة بكاملها بقوله أنه يمتلك المدافع والمضادات والمعدلات والبوازيك والصواريخ وكل أنواع الأسلحة وأنه (يوبه) لوزارة الداخلية وأنه أوقف الترميم لمبنى وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) والذي تم قصفه بمختلف الأسلحة من قبل مليشياتهم المسلحة وتدمير كل محتوياته من اثاث وأجهزة وشبكة الاتصالات الحديثة وقال بصريح العبارة مهدداً:(من يريد أن يأتي إلى الحصبة فاليأتي) وكأن حي الحصبة ليس أحد أحياء العاصمة صنعاء بل منطقة جبلية نائية سيطرت عليها المليشيات المسلحة لأولاد الأحمر أو ربما أن الحصبة أصبحت مملكة خاصة بأولاد الأحمر ولا ينقصها إلا إعلانها مملكة مستقلة باسم (مملكة آل الأحمر اليحصبية). ليست المرة الأولى التي تفشل فيها لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار في القيام بالمهام المناطة بها وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والمدعومة اقليمياً ودولياً فقد سبق لها أن فشلت مراراً وتكراراً في إلزام أولاد الأحمر من إخراج مليشياتهم من حي الحصبة وإخلاء الشوارع والعمارات الخاصة والمباني الحكومية التي يتمترسون فيها كما فشلت أيضاً في إلزام قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء المنشق علي محسن صالح الأحمر برفع المليشيات التابعة له من مباني حرم جامعة صنعاء وشوارع أحياء الجامعة ومذبح والدائري والستين وجامعة الايمان. عدم قدرة لجنة الشؤون العسكرية على إخلاء العاصمة صنعاء من المليشيات المسلحة الخارجة عن النظام والقانون والتابعة لأولاد الأحمر واللواء المنشق علي محسن الأحمر وحزب الاصلاح يؤكد أن هؤلاء فوق الدستور والنظام والقانون بل وفوق الدولة وهذا ما يتضح من خلال التعامل الرسمي معهم بل وحتى تعامل الدول الراعية للمبادرة الخليجية وكأنهم بمثابة دول أخرى هي على خلاف مع دولة الجمهورية اليمنية ومع ذلك نجدهم يتفلسفون في أحاديثهم ولقاءاتهم الصحفية والتلفزيونية عن المواطنة المتساوية والدولة المدنية الحديثة ودولة النظام والقانون والمؤسسات الدستورية وصدق المثل القائل: »أسمع كلامك أصدقك.. أشوف عمائلك أتعجب« لكن لا عجب فيما يحدث في البلاد منذ مطلع العام الماضي 2011م فقد اختلط الحابل بالنابل وأصبح الخطأ صواباً والصواب خطأ. نقلاً عن صحيفة تعز