يبدو أن خلافات بنعمر وهادي وتشكيك قيادات سياسية بقدرة الأخير في إدارة الصراع مع أنصار الله دفع المملكة العربية السعودية إلى إعادة قراءة الملف اليمني بما قد يقودها الى تغييرات متعددة فيما يتعلق بتحالفاتها في الداخل اليمني .
ما عزز هذا التوجه ما نقلته مصادر موثوقة للمساء برس عن وجود إتصالات مستمرة بين المملكة العربية السعودية وقيادة أنصار الله وهو ما كشفه زعيم أنصار الله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي خلال لقاء جمعه بعدد من الإعلاميين الذين زاروا صعدة وقاموا بتغطية المناورات العسكرية على الحدود الشمالية . ورغم أن اللقاء غير معلن ولم يتم تغطيته من قبل وسائل إعلام أنصار الله إلا أن صحافيين حضروا اللقاء نقلوا عن زعيم أنصار الله التأكيد على وجود تواصل بين أنصار الله والسعودية .
وقال زعيم أنصار الله أن السعوديين تواصلوا به قبل أيام وأنه رحب بهم وبوجود علاقات جيدة مع السعودية في إطار الندية وتحقيق المصالح المشتركه للشعبين مؤكداً أن الباب لم يغلق أمام أحد .
وأضاف المصدر أن زعيم أنصار الله أبدى إعتراضه على طبيعة الدور السعودي في اليمن سيما الدور المتمثل في دعم أطراف ثار عليها الشعب اليمني . إلى ذلك علمت المساء برس من مصدر موثوق عن مغادرة وفد سعودي وصل صعدة قبل أيام . ورغم التكتم الشديد على الزيارة إلا أن المصدر أكد لقاء عدد من المبعوثين السعوديين بزعيم أنصار الله مشيراً الى أن الحوثي تلقى رسالة خاصة من ولي ولي العهد محمد بن نايف .
ولم يكشف المصدر عن فحوى تلك الرسالة ومضمونها .
وتأتي أخبار التواصل بين أنصار الله وقيادة المملكة في ظل محاولة الأخيرة إستعادة نفوذها في اليمن ووسط مخاوف تبديها أوساط سياسية من نفوذ إيراني محتمل كبديل للنفوذ السعودي . سياسيون أكدوا أن المملكة ترى في اليمن عمقها الإستراتيجي ولا يمكن أن تقبل بوجود إيراني كما يتم الترويج له من قبل بعض الوسائل ولهذا تعمل بأي طريقة كانت على إعادة ترتيب أوراقها في اليمن ولو كان ذلك بفتح قنوات إتصال مع أنصار الله بإعتبارهم سلطة الأمر الواقع وباتوا يسيطرون على محافظات عدة سيما بعد ثورة 21ستمبر . وأعادت التحركات السعودية الى الأذهان التحالف الذي جمعها مع السلطة الحاكمة في اليمن قبل ثورة 26ستمبر 1962م