قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    مأساة في ذمار .. انهيار منزل على رؤوس ساكنيه بسبب الأمطار ووفاة أم وطفليها    أول جهة تتبنى إسقاط طائرة أمريكية في سماء مارب    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



( تفاصيل ومقابلات مع الجرحى ) اللصوص الجدد وجرحى الثورة من اول اضراب عن الطعام الى قاعة المحكمة الادارية

كان شباب الثورة اليمنية في الشهور الأولى من الاحتجاجات الشعبية، يتسابقون، وهم الشجعان، على عصبة راس وفرها مديرو ساحة التغيير بصنعاء بكثرة لكل من يريد اختبار جسارته في مواجهة الموت – او بالأحرى القتل – بعصبة بيضاء يربطها على راسه مكتوب عليها عبارة: "انا الشهيد القادم"
! العبارة الملساء التي اجتذبت من هم اكثر حماسة واندفاعا واجتذبت معهم ايضا عدسات التصوير، حتى ان اكثر الصور انتشارا في صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وقتها صورة طفل دون ال10، صرفتنا طلته المحبة وقسمتها وجه المعبرة – الى جانب حماستنا الثورية – عن سؤال اخلاقي منكد هو: مالذي يعرفه طفل دون ال10 عن الدنيا حتى ينشد الآخر؟ وهل ذاق الحياة واختبرها، في سنوات عمره ال9 حتى يطلب بإلحاح تذوق المنية؟!

البدايات على الدوام جميلة كشروق الشمس

ولو تجول احدكم اليوم في الساحة ، التي صارت مبعثا الروائح المؤذية ، فلن يعدم رؤية شاب يستند الى عكار خشبي والى جواره لوحة مدرسية مكتوب عليها عبارة: "انا الجريح المضرب عن الطعام" العبارة التي بدأت بجريح وحيد وانتهت بكتيبة جرحى حتى اجتذبت عدسات التصوير التي التقطت احداها صورة مؤثرة لفتاة وقفت في قلب الساحة حاملة لوحة تضامن مع جريح الثورة" كويع الشميري"، كتب عليها بالقلم الأحمر: "تمنيت الموت على ان ارى مهانة ومعاناة الجرحى فهل اصبحت دماؤنا بهذا الرخص".
تلك باختصار شديد قصة جرحى الثورة .
وبينما كان سائقوا الدراجات النارية يقومون بإسعاف المصابين كنت ارى بعض جرحى جمعة الكرامة يشيرون بإصبعي السبابة والابهام كعلامة نصر او اشارة حرية.
يخيل الي ان كثيرا منهم سيرفعون اليوم، ان اراد احدهم عمل اشارة صادقة تعبر عن حالة اصبعا واحدة هي بالتأكيد الوسطى.

ووسعت المبادرة الخليجية الجراح

ولم يسمع اي منا الانهيارات الثلجية في نفوس شباب الثورة، وجرحاها، وهم يشاهدون تضحياتهم تتحول الى زوج مجاديف تقاتل مجهدة وسط العاصفة في مركب كبير اسمه احزاب اللقاء المشترك.
كان المشترك حتى وقت قريب مركبا كبيرا يسع الجميع على اختلافاتهم غير ان قادته تخلو عن طيب خاطر او ربما بالإكراه الناعم عن قيادة المركب، وسلموها لرجال على عبدالله صالح الأقوياء واركان نظامه القدامى!
فيما يلي نماذج من مآسي مئات الجرحى اللذين لا يعرفون شيئا عن مصير حوالي 2 مليون دولار تقدمها قطر لعلاجهم عبر جمعية الاصلاح الخيرية شهريا:

ماهر الحسني لا يبالي ما ان كان موته برصاصة بلطجي ام بموس ب10 ريالات!
ماهر الحسني لا يبالي ما ان كان موته برصاصة بلطجي ام بموس ب10ريالات! ان اراد الرئيسان هادي وباسندوة احتراما لنفسيهما اولا، وانصافا لجرحى الثورة وتضحياتهم العظيمة ثانيا. فكل ما عليهما فعله امر هين القيام بخلوة قصيرة, لكن صادقة مع النفس مدتها 5 دقائق للإجابة على السؤال التالي: ما الذي دفع شابا عشرينيا ك"ماهر الحسني" الى محاولة الانتحار بقطع وريد يده اليسرى، قرب منصة ساحة التغيير وعلى بعد امتار قليلة من المكان الذي حمل اليه على الأكتاف قبل شهور طويلة وسط رعاية واشفاق الجميع عليه جراء اصابته بعيار ناري من انصار الرئيس السابق؟
أتريدون اجابة منصفة ؟
انه اليأس ولا شيء آخر بدليل ان ماهر الحنسي لم يبال للحظات على الاقل ما ان كان سيحمل الى المقبرة بوصفه شهيدا برصاصة بلطجي موال للنظام، ام بوصفه منتحرا قطع وريده بموس حلاقه اشتراه ب10 ريالات من داخل ساحة الثورة!
ينبغي التنبيه في هذا السياق ايضا الى امر حساس، فليس من السهل، من ناحية نفسية وسلوكية ان يقدم شاب في مجتمع متدين ومحافظة كاليمن على الانتحار، يحتاج ليفعل جرعة مضاعفة من الاحباط الذي دفع بمحمد بوعزيزي لإحراق نفسه في مجتمع علماني كتونس، ويحتاج ضعف عزيمته ايضا فبالقدر الذي يشجع المجتمع اليمني افراده على ثقافة الشهادة ويمتدحها باعتبارها ذروة سنام الاسلام، بالقدر الذي يذم ثقافة الانتحار بوصفه كفرا بقضاء الله وقدره وخروجا من رحمته.
وبالتالي فان علينا معرفة حجم الضغط النفسي الهائل الذي كاد يفتك به. سألت صحيفة "الأولى" ماهر الحسني عن سبب خروجه مع الثوار فأجاب: "بسبب ان هناك من يأكل من براميل القمامة ونطالب بالحرية"، لكنه حين سئل عن سبب محاولته الانتحار :قال بصراحة موجعة :" من المعاملة القاسية".
وتكفي هذه الكلمات الثلاث لانهيار جبل الجليد. وزاد: "لا يوجد علاج، نحن معتصمون منذ اكثر من اسبوعين فوق المنصة، لماذا لم يستجيبوا لمطالبنا ؟، وفي ادانة واضحة لطريقة مديري ساحة التغيير في الاستخفاف بتضحيات الجرحى وسوء معاملتهم!
وقال: "نحن قدمنا دماءنا وهم يصفوننا بالبلاطجة والحوثية جسمي كله حبوب وحكة من اثر الحريق يقولون انه لا يوجد العلاج اشتريت شفرة حادة ب10 ريالات فقط، فقطعت يدي 4 مرات ولم يظهر الوريد بشكل واضح فتركت الدماء ولكن الوريد الرئيسي لم ينقطع حتى اموت وارتاح، اغمي علي ولم ادر بشيء حتى استيقظت في المستشفى من بعد الفجر الى الان".
وشعرت بالحاجة الى البصق وانا اقرأ الفقرة التالية: "القائمون على المنصة يقطعون الصوتيات بالليل، ثم يقولون للثوار ان الجرحى هم من قطعها لكي يعملوا بيننا وبينهم مشاكل ومن كثرة الألم والتفكير والغلب ما ننام مثل الناس". والان بوسعنا تكبير الصورة: ان القنوط الذي حوله شباب الثورة الى جرأه وجسارة نادرين في مواجهة الة قتل النظام، بصدور عارية هو ذاته القنوط الذي تحول بالتدريج وسوء المعاملة داخل الساحات الثورية الى يأس جعل الجريح ماهر الحسني يتخذ قرار الانتحار باندفاع كان ليرسله الى الضفة الأخرى من العالم لولا لطف الله فمن حسن حظه ان وريد يده لم يقطع بالكامل فاخذ ينزف بينما هو مغمى عليه ل3ساعات قبل ان يكتشف امره، ويتم اسعافه الى نفس المكان الذي اسعف اليه من قبل جريحا برصاص انصار الرئيس السابق:" المستشفى الميداني لساحة التغيير"، وبين المرتين الاولى والثانية جرت مياه كثيرة انجرفت معها احلام وتضحيات كثيرة..
زار بن علي بوعزيزي ولم يزر البيضاني والعزعزي لا هادي ولا باسندوة!

ودارت العجلة

كان جرحى الثورة يخنقون احتجاجاتهم اليومية ويكبحونها لأكثر من عام في سبيل هدف نبيل " حفاظا على وحدة الصف الثوري ورحيل الطاغية"، غير ان الخصم، كما والشريك غير النبيل لا يقدر صنيع النبلاء. يحتاج الضعيف الى استفزاز ضعفه حتى يغدو اقوى من مستفزه خصما خارج الساحة ام شريكا داخلها وهذا احسن ما قام به مديروا ساحة التغيير وهراوات اشاوس اللجنتين الأمنية والتنظيمية تعجيل الغضب المكبوح! كان جرحى الثورة بحاجة الى استفزازهم او جرح كبريائهم والانتقاص من تضحياتهم لإطلاق التنين الذي في داخلهم وها هو ذا قد خرج!
وفي الثاني من مارس2012 أقدم شابان من جرحى الثورة دون سابق انذار هما عبد الله البيضاني وانور العزعزي على فعل ادى الى الاطاحة برئيس دولة هو الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وميلاد ثورات الربيع العربي، في اليمن لم تتم الاطاحة بشيء :لا رئيس الدولة ولا رئيس الحكومة ! لا وزير الصحة ولا مدير المستشفى الميداني ، ولا حتى مندوب ضرب المحتجين في اللجنة التنظيمية!

يا إلهي لماذا ترخص تضحيات اليمنيين قياسا بغيرهم وهي الثمينة؟

ينبغي بصرف النظر عن النتيجة ان يكتب في ذاكرة اليمنيين ان عبدالله البيضاني وانور العزعزي اطلقا اول صرخة احتجاج مدوية على طريقة إدارة الثورة من قبل شركاء التسوية الخليجية وسدنة مراكز القوى كان الظلام يرخي سدوله على العاصمة صنعاء بينما كانا يصبان البنزين على جسميهما الناحلين على مرأى ومسمع الثوار فوق منصة ساحة التغيير ثم اضرمت النار!
وبدلا من البحث عن اسباب ما اقدما عليه انشغل فصيلان من شقاة موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بتحويل الحادثة الى مادة دعائية لصالح كل فريق الاول بدأ فزعا من "شيوع ثقافة ضالة في اوساط الشباب "ومطمئنا الى ان سبب تأخر نصر الثورة، هو هؤلاء العلمانيون بينما حول الفريق الآخر مأساة انسانية الى "نصع" وتمارين على الرماية بين اطراف الازمة ولصالح طرف ضد آخر!
ولم يزر العزعزي والبيضاني احد من الصف الأول من قادة البلد .لا الرئيس هادي ولا باسندوة . فيما كان برنامج وثائقي على قناة الجزيرة عن ثورة تونس يعرض صور الرئيس زين العابدين بن علي اثناء زيارته لمحمد بوعزيزي: أترون الفرق؟
كان من الممكن تفاقم محاولات عدد من اليمنيين احراق انفسهم اول الاحتياجات الشعبية على انها فعل بطاولة ونوع من التأثر الشديد بشخصية محمد بوعزيزي من قبل متحمسين يجلون ما قام به شرارة ثورات الربيع العربي غير انه ليس بوسع اي شخص يحترم نفسه او يستخدم عقله ان يفسر احراق انسان لنفسه بعد الثورة وبعد مجيء رئيس آخر وحكومة يرأسها رجل "معارض" الا بنتيجة مرة عبر عنها الراحل عبدالله البردوني عام 1973 بالبيت الشعري الشهير في سياق حديثة عن ثورة سابقة: "صنعاء يا أخت القبور/ثوري فانك لم تثوري "! ويبدو ان هذه من تلك!
ما هو انطباع ابناء على الصلاحي عن ثورة ركلت الأقوياء الى اعلى وركلت اخرين الى اسفل؟

الاستجداء جرح آخر

ان اكبر اهانة لجرحى الثورة وهم صناع التغيير على الحقيقة ان يجدوا انفسهم مجبرين على طرق الأبواب الحكومية والتردد عليها باستمرار كما لو انهم اصحاب شريعة ومحاكم ملئت جيوبهم بالعشرات من التقارير الطبية التي لم تداو جريحا او تدن تقصير مسؤول حكومي .
حتى خارج اليمن جرحى الثورة عرضة للمهانة وقلة الحيلة وقبل قيام الجريحين العزعزي والبيضاني بمحاولة احراق نفسيهما بشهر واحد تظاهر في ال26 من ابريل العشرات من جرحى الثورة إلى امام منصة ساحة التغيير كما جرت العادة وانما يا للخجل امام مقر السفارة اليمنية في القاهرة ولديهم حق.
الاهمال يطارد اليمني حيث حل ففي 25 ابريل توفي الجريح علي الصلاحي وهو عقيد في الجيش متأثرا بجراح غير مميتة كون اصابته في الكتف والذراع، الغضب قليل في حالة مثل هذه.
فقد خسروا انسانا لم تحن بلغة الطب لا الآجال ساعته ولم يعد باستطاعتهم استعادة رفيقهم فقرروا التظاهر والمطالبة بإجراء تحقيق جاد لمعرفة اسباب وفاة الصلاحي غير ان مطالبتهم ذهبت ادراج الريح كعشرات اللجان التي قيل انها شرعت بالتحقيق في تفجير السبعين ثم تفجير كلية الشرطة وليس الانتهاء بشحنة الاسلحة التركية.
مؤكد ان ابناء علي الصلاحي يحملون انطباعا سيئا للغاية لا عن ورثة علي عبد الله صالح في السلطة فحسب وانما عن الثورة التي ركلت الاقوياء الى اعلى وركلت امثاله الى الأسفل.

نفس الدستور الذي سمح بتصفير العداد لصالح وب 5 إخوة في برلمان الوالد!

نص الدستور اليمني في مادتيه 56و57 على ان "توفر الدولة الرعاية الصحية لكل مواطن مجانا في حالة الاعاقة والعجز ليس علي من ملامة ان قلت بلوا الدستور اليمني بماء واشربوه مادام مجرد حبر على ورق عندما يتعلق الأمر بجرحى الثورة .
ولا تخلوا فكرة الاحتكام الى الدستور القديم من اهانة لتضحيات الثورة الشبابية انه نفس الدستور الذي سمح بتصفير العداد لعلي عبدالله صالح لدورتين انتخابيتين رئاسيتين وهو ذات الدستور الذي اتاح ل"5" من ابناء الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر ان يكونوا دفعة واحدة اعضاء في برلمان الوالد!
والدستور في اليمن خادم مطيع ونبيه للأقوياء ومراكز القوى بينما هو اداري معرقل للضعفاء والناس العاديين.
متى يطبق الدستور في اليمن؟ عند الحديث مثلا عن حق احمد علي عبد الله صالح في الترشيح للرئاسة كما كان يرد والده في مقابلاته التلفزيونية :"انه مواطن يمني يكفل له الدستور حق الترشح".
هكذا كان يقول يطبق الدستور بسلاسة عندما يفكر الشيخ حميد الاحمر ومن هم في مثل نفوذه او اقل في انشاء شركات عابرة للقارات.
هنا يكون الدستور خادما مطيعا وسريعا في انجاز المهمة اما عندما يتعلق بصغار الموظفين العاديين وذوي الدخل المحدود او المهن البسيطة يبدو كما لو ان السطات اليمنية هي الدولة الأولى في العالم التزاما بالدستور واحتراما للقوانين اليكم مثالا توضيحيا:
في 1/1/2002؛ وجه الرئيس السابق علي عبدالله صالح رئيس وزراءه بأمرين: الاول نص ب" تحويل مبلغ 500 الف دولار لصالح وزارة الدفاع القسط الاول من قيمة المشتريات الخاصة بالقوات المسلحة"، والثاني ب" البحث عن ارضية مناسبة في الامانة لمعوقي الحرب لبناء مدينة سكنية لهم".
نفذ التوجيه الاول بسرعة عداء رياضي، بينما لا يزال الثاني يبحث متكئا الى عكازين خشبيين عن قطعة ارض لمعاقي الحرب التي توالت حربا تلو حرب، من 94 وحتى 2010؛ وجه الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي رئيس وزرائه "بتعويض القتلى والجرحى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات واعتبار كل القتلى من المدنيين شهداء وصرف رواتب جندي لكل شهيد ومعاق كليا فيما يضم المعاقون جزئيا الى صندوق الرعاية الاجتماعية، طبقا لنظام الصندوق اعداد لائحة خاصة تتعلق بالشهداء والمعاقين كليا تصدر بقرار من رئيس مجلس الوزراء والزم القرار الحكومة توفير الرعاية الصحية للمصابين ومعالجتهم في الداخل والخارج".

هل نفذت حكومة محمد سالم باسندوة قرار الرئيس حرفيا؟

مالفرق اذا بين توجيهي الرئيسين السابق والحالي وبين اداء الحكومتين المختلفتين ؟ لا يوجد فرق سوى في الاسماء وهذه هي النسخة الاصلية من واقع اليمنيين ومآسيهم!

بسام الاكحلي وجمال المترب.. من معدن واحد !

كيف نقنع بسام الاكحلي اول جرحى الثورة انه اقعد في منزله جراء اصابته بالشلل النصفي كيما يحضر رئيس جهاز الأمن السياسي لعقود غالب القمش يتبجح ووقاحة حول التغيير والثورة واعداء اليمن؟
كان رجل الاعمال جمال المترب اكثر الناس هما بحال بسام الاكحلي وكثير السؤال عنه اراد تسفيره الى فرنسا غير ان عوائق ادارية غيرت مسار الرحلة الى الصين وكنت شاهدا على حالات جراحية كثيرة بادر الى دفع تكاليفها رجل الاعمال النبيل جمال المترب.
نشر النائب شوقي القاضي بصفحته في "فيسبوك" عن جريح عليه لمستشفى اليمن الدولي 360 الف ريال وكل ما فعلته اني ارسلت البوست لرجل اعرف جيدا انه ثار على نظام على عبدالله صالح بمنتهى الصدق والنزاهة: لا رغبة في زيادة مصالح تجارية ولا سخطا من مصالح قطعت ومثله قليل في البلد.
طلبت من النائب شوقي رقم حساب المستشفى، لأنني كما هو نفضل هذه الطريقة بعيدا عن اية شبهة وبالفعل تم تحويل المبلغ بعد يوم واحد لحساب المستشفى.
في اكثر من مرة كان يبادر من تلقاء نفسه لمساعدة رجل نشرت قصته في موقع مارب برس او في احدى صفحات فيس بوك والى جانب مساعدات عينية وغذائية لأسر الشهداء امضيت اسابيع ابحث في ساحة التغيير عن سائق موتور تم احراق دراجته النارية عقابا على قيامه بنقل الجرحى من بنك الدم الى المستشفى الميداني لم اعد اذكر اسمه ولم اتوصل اليه الا عبر اصلاحي في لجنة الخدمات اسمه مختار القدسي على ما اظن قيل لي انه يرى منذ فقد مصدر رزقه يجلس على رصيف قبل جول سيتي ماكس، وحين التقيته كاد يقفز من الفرحة حين اخبرته ان رجل اعمال اسمه جمال المترب اشترى لك دراجه نارية وكل ما عليك فعله هو الاتصال بأحد مدراء شركته بعد ايام اتصل بي واعطاني رقمه وطلب مني ان اتصل به واعطاني رقمه وطلب مني ان اتصل به في اي وقت ان اردت خدمة او توصيلة على الموتور الجديد ، ضاع الهاتف وضاع اسم صاحب الدراجة النارية كما انقطع تواصلي منذ شهور طويلة بالرائعين من امثاله ولم نعد نرى في الساحة الا بقايا اشباح وجنود الفرقة الاولى!
ربما كان علي احترام رغبة جمال المترب في عدم الافصاح عن اعماله الخيرية وهذا نزر يسير منها غير ان علي انصاف هذا الرجل في مجتمع بلا ذاكرة وجاحد وان كان ذلك يتسبب بزيادة اعداد الانتهازيين لا المحتاجين على بابه.
كان باسندوة قد عرض على المترب حقيبة التجارة في حكومة الوفاق كنوع من المكافأة كالتي فعلها باسندوة مع فتحي توفيق وسبأفون فور توليه، غير ان المترب وكشخص نزيه ومبدئي رفض وقال ان قبوله بكرسي الوزارة هو استمرار لنهج نظام صالح ومسؤوليه في الجمع بين التجارة والعمل الحكومي "لدي سبب لذكر هذا الرجل على غير عاداتي في ذكر اسماء رجال اعمال او مسؤولين انه مختلف كل الاختلاف عن طينة الميسورين في البلد الامر الاخر والاهم انباء غير سارة سمعتها عن بسام الاكحلي طريح الفراش" .
قبل اسابيع اخذت رقم بسام الاكحلي من الرفيق هاني الجنيد لزيارته او حتى للاتصال به غير انني حتى الان لم افعل لا اقوى على سماع صوته ولا ارغب في رؤيته طريح الفراش.

كويع جيفارا الجرحى!

احد هؤلاء كويع الشميري، احد المصابين في مسيرة بنك الدم لغط كبير حول قصة كويع الذي تحول الى جيفارا الجرحى، يدعى كويع انه باع مضطرا كل ما يملك واقترض اموالا كثيرة للسفر الى مصر من اجل العلاج غير ان اصابته لم تبرأ تماما وقد عاد على تركة ديون جعلت اصحابها يغلقون محله في ساحة التغيير.
طلب كويع من اللجنة التنظيمية والمستشفى الميداني تسديد فواتيره غير انهما رفضتا ولديهما حجة وجيهة؛ نحن نعالج ولا ندفع اموالا عينية غير ان كويع وغيره يعرفون ان ما يقوله مديروا الساحة ليس صادقا على الدوام
مع التجريح اللفظي وسوء معاملة اللجنة التنظيمية التي لا تحتاج دليلا او برهانا تحول الامر بالنسبة لكويع الى تحد شخصي كل من هو في مكانه يسمع يوميا لا شك من يلمزه ويلومه على الخروج في مسيرة دعت اليها توكل كرمان او يقول له خلي توكل تعالجك داخل الساحة وخارجها فضلا عن حمله تشهير واسعة نفذها مديروا الساحة ومنظموها"!
لكن كويع ليس من ذلك النوع من الناس الذين يهزمون بسهوله على العكس لقد ارتدى ثياب المعركة واستعد للقتال في البداية دشن حملة توقيعات من جرحى وثوار لمناصرته ثم ذهب ابعد من ذلك بالإضراب عن الطعام لمدة ليس من السهل تصديقها 13 يوما كما يؤكد كثيرون الى ان تدهورت صحته واعتل بدنه.
كان كويع على اية حال بحاجة الى القليل من الوقت للانتصار في معركته الشخصية واخرين جاراهم بحماسته وشجاعته ثم ان اخطاء مديري الساحة وهي بالجملة والتجزئة كانت تصب في مجملها لصالحه دون عناء او جهد حتى تحول في زمن قصير من " فرد مبتز " – هكذا كان ينظر اليه المنظمون ويصفونه - الى تيار واسع من الجرحى الثائرين على لصوص المساعدات الطبية ونهابة الهبات المقدمة باسم الجرحى..
لقد عمل وهو الفرد على استغلال اخطاء مديري الساحة فكل جريح تسأ معاملته او يهمل او يحرم مما يحصل عليه اخرون لديهم مؤهلات حزبية مثلا او معروف كان ينظم على الفور الى كويع وتياره حتى كبر وجاء اليوم المشهود بالنسبة لكويع ورفاقه ففي 25/6/2012 نفذ العشرات من الجرحى اضرابا جماعيا في ساحة التغيير وعقدوا مؤتمرا صحفيا في تلك اللحظة انتصر كويع لا لأنه حصل على ما يريد فعولج وقضي دينه كلا ، بل لأن فكرته انتصرت ولأنه استطاع اقناع العشرات بالتعبير عن احتجاجهم وسخطهم بطريقة غير مشجعة كان قد جربها وحيدا وخرج منها اقوى واصلب: الاضراب عن الطعام.
وتوالت الاعتصامات امام مجلس الوزراء واتسعت كرة الثلج.

3 معاقين اجلسوا باسندوة في كرسيه واجلسهم هو تحت الشمس!

كانوا وقود الاحتجاجات الشعبية وحناجرها التي هتفت بصدق وجسارة " الشعب يريد اسقاط النظام"، الشعب يريد اسقاط النظام"، لكن احدا اخر غير نظام الحكم طبعا هو من سقط انه هؤلاء الثلاثة الذين سقطوا برصاص النظام قبل ان تتحول اصابتهم نتيجة الاهمال وقلة الحيلة الى شلل واعاقة حركية.
تقول لحية الشيخ علي سعد الخضمي الوقورة البيضاء وسنوات حياته ال65 انه خبر الكثير من الانعطافات المصيرية في تاريخ اليمن الحديث.
كان صبيا عند اندلاع ثورة 1962 وليت الزمان توقف في تلك السنة وعند انقلاب 67 وسيطرة نفس القوى التقليدية المشيخية على ثورة سبتمبر كان شابا فتيا وانخرطت السنوات حتى جاء الرئيس ابراهيم الحمدي بعهده الميمون لكنه رحل سريعا كحلم بين كابوسين، خلفه الغشمي بضعة شهور ثم لحق بصاحبه مقتولا ايضا ثم حاز الرئاسة علي عبد الله صالح الذي امسك بها بيديه واسنانه طوال 33 عاما حتى شاب شعر لحية الخضمي وراسه.
بدءا من يناير 2011 تنادى اليمنيون بثورة سلمية فخرج الخضمي ملتحقا بهم وفي نيته القصاص من 50 سنة خلفها وراءه في انتظار اليمن الذي يحلم به منذ نصف قرن وحتى حين اصابته في واقعة كنتاكي بطلق ناري في رجله اليسرى فوق الركبة اظنه فكر بنهاية سعيدة ودخول اسمه في قائمة المخلدين وبينما كان يحلم كان الاطباء في مستشفى الكويت يبترون رجله من مكان الاصابة، ربما بسبب الحالات الكثيرة والضغط الشديد او ربما لأن الرصاصة قطعت كما قيل اوردة وشرايين واعصاب رجله وكان البتر ضروريا على اية حال يشغل بالي سؤال مزعج: هل خطر ببال الحاج الخضمي في اسوأ الأحوال ان يأتي يوم يقف امام بوابة رئاسة الوزراء للمطالبة بعلاجه من حكومة الوفاق التي جلس وزراءها على كراسيهم بفضل تضحياته هو ورفاقه؟

للأسف اتى ذلك اليوم المشؤوم !

وفي ال23 من سبتمبر الفائت نفذ هو ومعاقان اخران هما يوسف الفاشق وعبده فارع القعد وقفة احتجاجية امام مجلس الوزراء للمطالبة بعلاجهم على نفقة الدولة حاملين لوحة كتب عليها :"إلا مصيبتي عند بابك تهون".
ايها المعاقون الثلاثة : لكم السلام وعليهم اللعنة.

المحامي نجيب الحاج: واثقون من عدالة المحكمة الادارية

وحانت ساعة اول مواجهة بين الجرحى والحكومة والمستشفى الميداني في اليوم الذي تقدم المحامي نجيب الحاج الى المحكمة الادارية بطلب رفع دعوى قضائية باسم المدعي "جرحى الثورة الشبابية السلمية". هذا يوم تاريخي فللمرة الاولى تعترف محكمة يمنية ب"الثورة الشبابية السلمية" وليس هذا بمستغرب عن المحكمة الادارية وقاضيها الكفء والشجاع القاضي بدر الجمرة .
وكان المحامي نجيب الحاج استند في دعواه بمعية 7 محامين اخرين الى المادة 55 من دستور الجمهورية اليمنية وما نصت عليه صراحة المادة 1 الفقرة (ج) من القرار الجمهوري رقم 8 لسنة 2011 بشأن ضحايا الاحتجاجات السلمية ونصها: "على الحكومة توفير الرعاية الصحية للمصابين ومعالجتهم في الداخل او الخارج بحسب طبيعة الاصابة".
وقال الحاج ل" الأولى" " ان الحق في الصحة هو من اهم الحقوق الاساسية التي نصت عليها معظم الصكوك والمعاهدات الدولية والاقليمية منها المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعام 1966 والمادة 25 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 وكذلك العديد من الدساتير الوطنية في شتى انحاء العالم".
واضاف: "نحن على ثقة كبيرة بنزاهة وعدالة المحكمة الادارية وقضاتها الأجلاء في الانتصار لجرحى الثورة الشبابية والحكم لهم في القضية المقدمة بين يدي عدالتهم".
وكان 7 من جرحى قاموا بتوكيل النائب احمد سيف حاشد بتمثيلهم والقيام مقامهم وتوكيل من يراه في قضيتهم مع المدعي عليها. وهم:
بسام ياسين عبده عثمان
عبد الله فارع علي العبسي
محمد عبد الله سعيد
خالد احمد صالح اليريمي
عادل علي سيف العماري
عيسى عبد الله احمد الصوفي
سامر عبد الجبار الصلوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.