كشفت مصادر اعلامية عربية ان لقاءا جمع وفد من "أنصار الله" (الحوثيين) مع السفير الروسي في صنعاء، وكان عاملاً رئيساً في تفعيل قنوات الاتصال الدبلوماسي بين واشنطنوموسكو وبين عمانوالرياض. وكانت رسالة الوفد أن «ردّنا على العدوان السعودي بات وشيكاً جداً»، فطلب السفير الروسي مهلة لإيصال رسالة بهذا الخصوص الى قيادته في موسكو التي بادرت إلى الاتصال بواشنطن من أجل احتواء خطر تفجّر حرب إقليمية. ووفقا لصحيفة "الاخبار" اللبنانية ان من النتائج، جرى لقاءان بين السفير الإيراني في الرياض مع كل من وزير الخارجية سعود الفيصل ووزير الداخلية محمد بن نايف. بدا سعود الفيصل حريصاً على لقاء نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وأكّد على تلبية الأخير لدعوة سابقة كان الفيصل قد وجّهها له خلال لقاء لهما في نيويورك في 21 أيلول من العام الماضي. أما محمد بن نايف فعرض على الجانب الايراني التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وأبلغه أن أفغانستان بالنسبة إلى إيران هي بمثابة اليمن بالنسبة إلى المملكة. كان الرد الايراني واضحاً: لا لقاء بين الفيصل وظريف قبل وقف إطلاق النار. من جهة ثانية، تأكّد آل سعود بأن الرد اليمني بات وشيكاً، في ظل تساقط المحافظات بأيدي الجيش و»أنصار الله» واللجان الشعبية، وزاد على ذلك الرسالة البليغة التي وصلت الى القيادة العسكرية والسياسية السعودية بعد عبور قوات يمنية الحدود السعودية. بقيت العملية خارج الضوء، ولكنها مثّلت عامل ضغط كبير على صانعي القرار السعودي، وكان ذلك أحد مبررات استدعاء الحرس الوطني الى الحدود. بحسب الاتفاق بين الأطراف الروسية والأميركية والعمانيةوالإيرانية والسعودية يجب التوقّف عن قصف المؤسسات المدنية والبنية التحتية وكذلك قتل المدنيين. ولكن الاتفاق بصيغته الأولية، فيما لو تمّ، سينطوي على هزيمة تاريخية للجانب السعودي، ولا بد من «تخريجة» سياسية. ثمة أمور لم تفصح عنها القيادة العسكرية والسياسية في المملكة السعودية، وأن انتهاء «عاصفة الحزم» جاء نتيجة ضغوط دولية وقد يتسبب الاستمرار في العمليات ب»تضييق الخناق» سياسياً على السعودية بسبب انسداد أفق الحرب، ما يجعلها عاجزة عن تبريرها قانونياً. ولذلك لجأت الى مرحلة «إعادة الأمل» التي تجرى اليوم دونما أهداف ذات طبيعة سياسية وقانونية، بل تندرج في سياق آخر ولأهداف أخرى «تمشيطية»، وكأن العدوان قد انتهى بينما الوتيرة المتصاعدة للعمليات تشي بحقيقة أخرى، إذ أريد لهذه المرحلة التخفيف من وطأة الضغوط الدولية، ولكن مع بقاء «الحرب الشاملة» على اليمن.