يبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت قد أغفلت قضية الشيخ الزنداني لبعض الوقت ، لكن خروجكم ودعوتكم الأخيرة لتحريك المسيرات الغاضبة ضد الإساءات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما حرّكت الولاياتالمتحدةالأمريكية لطلبكم رسمياً في هذا الوقت بالذات..؟!. هل عندك معلومات أنهم تألموا من فعلي هذا أو أنهم غاضبون من فعلي هذا من مصادر موثوقة. * ما طُرح أخيراً يدل على ذلك..؟ من من؟ * من قبل الأمريكان؟ - من مصادرهم؟! * نعم ونريد معرفة ذلك منك؟ ماهي مصادرهم..؟!. * ماذا تريد أكثر من الطلب الرسمي لمجلس الأمن بمطالبة اليمن بتسليمك؟ هذا طلب قديم.. * لكنه جُدد بشكل رسمي وملح وقد سُرب عبر وسائل الإعلام؟. إذا كان لديك علم بهذا أنا أفسر هذا بأنهم غاضبون لأنهم وجدوني أنتصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم معظماً له وموقراً له مع الأمة الإسلامية بأكملها، وإن صح عنهم ذلك، ففي الحقيقة هذا يجلي لنا الموقف أن الإرهاب عندهم هو الإسلام، وأن الدفاع عنه أي الرسول صلى الله عليه وسلم بمقياسهم هو إرهاب. * لماذا نعبر عن مناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالمظاهرات والمسيرات واستخدام العنف، ألا توجد وسيلة أخرى للتعبير عن ذلك كأن نوحّد جهودنا الرسمية ونطلب من الأممالمتحدة أن تشرّع قانوناً على غرار قانون “معاداة السامية” ويصبح المساس بالأديان السماوية قضية مجرمة..؟! هناك مسائل قائمة الآن، وأنا من أنصار حرية الرأي وحرية الفكر، فهما شرطان أساسيان لتقدم البشرية، لكن الذي أطالب فيه هو أن يكون مصاناً حتى لا تتأزم المواقف بين أمم الأرض، وقد تتطور إلى عداوات وأحقاد ومواجهات، هو الابتعاد عن الاستهزاء والسخرية بالمقدسات، وأعتقد أن الذي يجب أن يصان جانبه بين جميع الأمم وخاصة نحن العرب هم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فالأنبياء الذين نؤمن بهم ونتبعهم ولا نفرق بين أحد منهم والرسل كما أمرنا الله وهم من أنبياء بني اسرائيل، ولو أننا اتفقنا على صيانة جانب الرسل من الاستهزاء، سنؤمن شيئاً وقدراً طيباً من السلام والتعارف بين الأمم عندما نتجنب الاستهزاء والسخرية. أنا غضبي هو بسبب السخرية والاستهزاء؛ لأن السخرية ليست رأياً، السخرية علو وكبر، وهذا مسّ مشاعر المسلمين فغضبوا، أما الذين يتكلمون بآراء، فنحن لا نخاف الآراء ولا نخشى؛ لأننا على حق، ونعرف أن لدينا من الحجج والبراهين ما يكفي لإقناعهم وما يكفي لإقامة الحق، فنحن إذا وجدنا كافراً يتشكك في الدين أو يشرك بالله، فنحن على استعداد أن نحاوره وأن نناقشه ونقيم الحجة عليه، لكن الذي يسخر بالله، الذي يسخر بالرسل، ما تفعل بالمستهزئ؟ الاستهزاء ليس رأياً. * وجود جامعة الإيمان أيضاً يشكل قلقاً، فأمريكا تعتبرها وكراً للإرهاب والتطرف، هل ستستمر جامعة الإيمان على هذا المنهج القائم، أم أنها قابلة لأن تعدل من هذه المناهج كما فعلت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي عدّلت من مناهجها بعد أن كانت تمثل خطاً إسلامياً متشدداً..؟!. ماهو المنهج القائم؟!. * لا ترد عليَّ سؤالاً بسؤال.. أنا أريد أن أسمع منك؟ .. يعني أنت لا تعرفه إذن؟!. * .. نعم لا أعرفه؟ .. أنت لا تعرف المنهج، وللأسف أن كثيراً من الناس يتكلم عن شيء وهو لا يعرفه زرنا في الجامعة واطلع على المنهج وستجد أنه الكتاب والسنة وما تفرع عنهما من علوم، فهل المطلوب الآن أن نأخذ حسن سيرة وسلوك لتعليم الإسلام من أمريكا، يعني أن تشهد لنا أمريكا بحسن السيرة والسلوك، وصلاحية لتعليم الإسلام، سبحان الله؟!. * إذن من وجهة نظرك الذي يثير حفيظة الولاياتالمتحدةالأمريكية هو الإسلام..؟ لا تقل لي هكذا الأمر، أولاً الولاياتالمتحدةالأمريكية كيان كبير وفيه ملايين من المسلمين، والآن الخصومة والاختلاف مع الإدارة اليمينية المتطرفة المائلة إلى التوجهات الصهيونية والمستمعة للعربي الصهيوني، وهؤلاء لهم موقف من الإسلام، أعلنه بصراحة، تجفيف منابع الإسلام قالوا نحن نريد أن نجفف منابع الإسلام. * منابع الإرهاب..؟ والإرهاب عندهم هو الإسلام، وهناك من خرج عن طوره وقال : محمد هو شيخ الإرهاب ، ورأس الإرهاب ، اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد، ومنهم من قال: القرآن هو كتاب الإرهاب، إذا كان هذا موقفهم من القرآن والسنة ، فهذا هو ديننا لا أحد يترك دينه.. * ما هو رأيكم بموقف الأخ رئيس الجمهورية، وكذا الحكومة اليمنية من قضية تسليمكم للولايات المتحدةالأمريكية..؟ الحقيقة أن الموقف من الأخ الرئيس موقف طيب ومسئول.. وهو مسئول عن كل فرد من الشعب اليمني، وأنه عندما يأتي هجوم من دول على مواطنين في أرضه، فالمسئولية تقع عليه في الدفاع عن مواطنيه، وعلى أجهزته وعلى حكومته، وهذه مسائل معروفة بالدنيا بأجمعها، وعندما جاءت أمريكا بهذه الادعاءات الكاذبة كان دائماً كلامه إذا عندكم أدلة هاتوها، إذا لم يكن لديكم أدلة، لا يمكن أن نطاوعكم فيما تقولون، يكفي أن امريكا من كذبتها الذي اشتهرت به في التاريخ وإلى اليوم في التاريخ الحديث أنها أقامت حرب دمار شامل بزعم أن هناك اسلحة دمار شامل، فمن دمر العراق تدميراً شاملاً؟ الذين جاءوا يبحثون في العراق عن أسلحة دمار شامل التي لا وجود لها، أي أكذوبة أكبر من هذه الأكذوبة؟!. وأي فضيحة أعظم من هذه، أمريكا متجبرة، تستقوي بعضلاتها على الناس، وترمي التهم جزافاً، فقط بدون حجة أو برهان، ويؤسفني أن أقول ما قلته من قبل على مسامع الأخ الرئيس عندما سألني قلت له: لقد اطلعت على الاتهامات الموجهة إليّ من قبل امريكا إلى مجلس الأمن فوجدتها مقالات نشرت في حزب الحكومة والحزب الحاكم، وأنت من صحف الحكومة، «يقصد الذي يحاوره». * جميل؟ أصبر، فقال لي الأخ الرئيس: هات الأدلة، فجئته بالأدلة، قال هذا كلام فارغ، هذا كلام فارغ، لا يصلح دليلاً ولا حجة، وأنا في نفسي ما أسلم - هو الرئيس قال أنا ما أسلم من الصحف- وهذه مهاترات لا تثبت دليلاً، ثم وعدنا في الهيئة العليا للتجمع اليمني بأنه سيطرح قضيتي في أمريكا، وعندما وصل إلى أمريكا سمعنا من التلفزيون اليمني كما سمعت أنت أنه طرح قضيتي وقضية الشيخ المؤيد على المسؤولين الأمريكان، وأنه طلب منهم رسمياً أن يرفعوا اسمي من قائمة المتهمين. فأتى موقف حكومتي الرسمي أني بريء ولست من الإرهابيين ولا من الداعمين للإرهاب، ويجب أن ترفع امريكا اسمي من قائمة الإرهابيين ، هذا هو موقف بلادي الرسمي، وأنا أعتز بهذا الموقف من الأخ الرئيس وأعتبره فيصلاً في هذه القضية وشهادة من الحكومة اليمنية ببطلان هذه الترهات التي تسوقها الحكومة الأمريكية لأسباب الله أعلم بها وبحقيقتها.
حوار مع الشيخ / عبد المجيد الزنداني اجراه الدكتور عادل الشجاع لصحيفة الجمهورية