" تصريحات الزبيدي خاطئة ومضرة وتخدم الحوثي!"..صحفي يحذر من تمسك الزبيدي بفك الارتباط    الليغا: اشبيلية يزيد متاعب غرناطة والميريا يفاجىء فاليكانو    رصاصاتٌ تُهدد حياة ضابط شرطة في تعز.. نداءٌ لإنقاذ المدينة من براثن الفوضى    كشفت عن عدة اسلحة خطيرة.. الحكومة تعلق على تقارير دعم الحوثيين للقاعدة    ليفربول يعود إلى سكة الانتصارات ويهزم توتنهام    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ورشة في عدن بعنوان "مكافحة غسل الأموال واجب قانوني ومسئولية وطنية"    أين تذهب أموال إيجارات جامعة عدن التي تدفعها إلى الحزب الاشتراكي اليمني    السلطة المحلية بمارب توجه بتحسين الأوضاع العامة بالمحافظة    مليشيا الحوثي تستهدف مواقع الجيش غربي تعز    الرئيس الزُبيدي ينعي المناضل محسن أبوبكر بن فريد    صحيفة بريطانية تفجر مفاجأة.. الحوثيون دعموا تنظيم القاعدة بطائرات مسيرة    الوكيل الحسني يطلع على سير اعمال مشروع إعادة تاهيل الشارع العام مدخل مدينة الضالع    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    بيان حوثي بشأن إغلاق مكتب قناة الجزيرة    افتتاح دورة مدربي الجودو بعدن تحت إشراف الخبير الدولي ياسين الايوبي    لماذا اختفت مأرب تحت سحابة غبار؟ حكاية موجة غبارية قاسية تُهدد حياة السكان    خصوم المشروع الجنوبي !!!    الحبيب الجفري ناعيا الشيخ بن فريد.. أكثر شيوخ القبائل والساسة نزاهة في بلادنا    قيادي حوثي يعاود السطو على أراضي مواطنين بالقوة في محافظة إب    مجلس القضاء الأعلى يقر إنشاء نيابتين نوعيتين في محافظتي تعز وحضرموت مميز    بعد رحلة شاقة امتدت لأكثر من 11 ساعة..مركز الملك سلمان للإغاثة يتمكن من توزيع مساعدات إيوائية طارئة للمتضررين من السيول في مديرية المسيلة بمحافظة المهرة    الإصلاح بحضرموت يستقبل العزاء في وفاة أمين مكتبه بوادي حضرموت    تنفيذي الإصلاح بالمهرة يعقد اجتماعه الدوري ويطالب مؤسسات الدولة للقيام بدورها    الاحتلال يرتكب مجازر جديدة بغزة وارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و683    بخط النبي محمد وبصمة يده .. وثيقة تثير ضجة بعد العثور عليها في كنيسة سيناء (صور)    أمريكا تغدر بالامارات بعدم الرد أو الشجب على هجمات الحوثي    عندما يبكي الكبير!    غدُ العرب في موتِ أمسهم: الاحتفاء بميلاد العواصم (أربيل/ عدن/ رام الله)    ماذا يحدث داخل حرم جامعة صنعاء .. قرار صادم لرئيس الجامعة يثير سخط واسع !    الحكومة تجدد دعمها لجهود ومساعي تحقيق السلام المبني على المرجعيات    حادث تصادم بين سيارة ودراجة نارية على متنها 4 أشخاص والكشف عن مصيرهم    اشتباكات بين مليشيا الحوثي خلال نبش مقبرة أثرية بحثًا عن الكنوز وسط اليمن    نجوم كرة القدم والإعلام في مباراة تضامنية غداً بالكويت    أطفال يتسببون في حريق مساكن نازحين في شبوة بعد أيام من حادثة مماثلة بمارب    كارثة وشيكة في اليمن وحرمان الحكومة من نصف عائداتها.. صندوق النقد الدولي يدق ناقوس الخطر    أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني في صنعاء وعدن    ماذا يحدث في صفوف المليشيات؟؟ مصرع 200 حوثي أغلبهم ضباط    ثعلب يمني ذكي خدع الإمام الشافعي وكبار العلماء بطريقة ماكرة    قطوف مدهشة من روائع البلاغة القرآنية وجمال اللغة العربية    الحرب القادمة في اليمن: الصين ستدعم الحوثيين لإستنزاف واشنطن    المشرف العام خراز : النجاحات المتواصلة التي تتحقق ليست إلا ثمرة عطاء طبيعية لهذا الدعم والتوجيهات السديدة .    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    أرسنال يفوز من جديد.. الكرة في ملعب مان سيتي    مارب.. تكريم 51 حافظاً مجازاً بالسند المتصل    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يفوز على مايوركا ويقلص الفارق مع برشلونة    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    صندوق النقد الدولي يحذر من تفاقم الوضع الهش في اليمن بفعل التوترات الإقليمية مميز    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ الزنداني في حوار الزمن الساخن والمواجهة المعلنة
نشر في نبأ نيوز يوم 03 - 03 - 2006

الشيخ/عبدالمجيد الزنداني.. صار ينقم كثيراً على الصحف والصحافيين رغم ولعه المعروف بالظهور في وسائل الإعلام، وامتلاكه لصحيفة سماها «صوت الإيمان» ومجلات أخرى تصدر عن جامعته الإيمان «أيضاً»!! وكان إلى وقت قريب وربما لا يزال يصطحب معه مخرجاً ومصوراً خاصاً ببرامجه التلفزيونية.. له خصومة مع الصحف.. إلا أنه مغرم بتناولاتها الإيجابية عنه، بل إننا معشر الصحافيين نكاد نحسده في انتقائه للقضايا والمواضيع المثيرة للجدل، وإعلانها في التوقيت المناسب.. ما يجعلها تتحول إلى ما نشيتات تتصدر كبريات الجرائد والقنوات الفضائية.. ومن ذلك وصفه لمعجزات الحبة السوداء، وفتواه الشهيرة بزواج «الفرند» وإعلانه المدوّي عن اكتشافه لعلاج يقضي على فيروسات الكبد والإيدز ما يؤهله إن صدق لنيل جائزة «نوبل» ورضا العالم الغربي أجمع!.
كما أنه يعتبر نفسه كما جاء في الحوار رائداً للحوار بين الحضارات، إلا أنه لا يرقب فيمن يعتقده مسيئاً للثوابت إلاً ولا ذمة.. كان ضمن مشائخ آخرين محرضاً على قتال الملاحدة الروس، لكنه نصح المجاهدين العرب ومنهم أسامة بن لادن بالعودة إلى ديارهم بعد انسحاب الشيوعية من كابول.. هكذا قال في حواره معنا.. إلا أنه لم يعط رأياً حاسماً في ما يعلنه أسامة بن لادن ورفاقه، وله تعريف خاص بالإرهاب استوحاه من فهمه للشريعة الإسلامية.
أصبح اليوم ضمن قائمة المطلوبين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، جاء هذا الطلب في الوقت الذي مازال التواجد الأمريكي في العراق ماثلاً في الأذهان، هذا الطلب الأمريكي ولّد إحساساً شعر فيه المسلمون أن دينهم مهدد حتى في وجوده، ويرون أن الشيخ الزنداني قد صرف حياته بما أوتي من جهد وصبر لنشر الدعوة ونقاء العقيدة كما يقول هو ..بينما الولايات المتحدة الأمريكية تراه متطرفاً يدعم الإرهاب، خاصة من خلال جامعة الإيمان التي تأوي المتطرفين من جميع أنحاء العالم.
.. هو يطالب الحكومة بسرعة الدفاع عنه، وألا تضعه بين خيارين: إما أمريكا أو الجبل!!.
ومن أجل سبر هذا الغور ومعرفة الحقيقة كان لنا هذا اللقاء مع الشيخ/عبد المجيد لمعرفة الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تحيل ملفه إلى مجلس الأمن على المستوى الشخصي وربما تكون هذه هي الحادثة الأولى في تاريخ مجلس الأمن أن تحال له قضية شخصية وليست قضية دولية.. فإلى هذا الحوار:
.. منذ متى بدأت اهتمامات الولايات المتحدة الأمريكية بقضية الجهاد، ودعمت المجاهدين في افغانستان ضد الاتحاد السوفيتي، وقد كان للشيخ الزنداني دور في حركة الجهاد في ذلك الوقت إلا أن الولايات المتحدة انقلبت على المجاهدين وخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وصنفتهم ضمن خانة الإرهاب، واعتبرتهم إرهابيين فما علاقتك بذلك..؟!.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد:
أفغانستان دولة إسلامية مستقلة تعرضت لاحتلال روسي، فاستنكر العالم كله ذلك الاحتلال، وفي مقدمة المستنكرين الولايات المتحدة التي عبّرت عن تعاطفها مع الأفغان في أول الأمر بالامتناع عن حضور الدورة الأولمبية في موسكو، وعندما رأت أن الشعب الأفغاني شعب قوي، مقاتل، ويستطيع أن يستنزف القوات الروسية في معركة على أرضه رأت أمريكا أن هذا يخدم استراتيجيتها في محاربة العدو الذي يقف في وجهها ضد الحلف ورئىسة الحلف «حلف وارسو» وهي روسيا التي تعد العدو المواجه لها، لكن هذه المواقف أو التوجهات كانت تديرها أمريكا عن طريق سفرائها وعن طريق القيادات العسكرية الأمريكية، وهذه القيادات العسكرية أو المدنية أو السفراء علاقتهم مع الحكام والمجاهدين فيما أعلم لا صلة لهم مباشرة بالأمريكان إلا في آخر الجهاد الأفغاني عندما أقام المجاهدون كياناً لهم دولياً اعترفت به الدول فكانوا يتفاهمون مع أمريكا كدولة من الدول التي اعترفت بهم، أما غيرهم من العرب والمتطوعين من البلاد الإسلامية الأخرى فلا دخل لهم بالسفارات الأمريكية ولا بالقيادات العسكرية الأمريكية ولا جلسوا معهم، وأنا واحد من هؤلاء الذين كنت أزور المجاهدين الأفغان سياسياً أمريكياً أو عسكرياً أمريكياً، ولم أعرف أن هناك أحداً من العرب كان له صلة بسياسي أو عسكري أمريكي، لكن أمريكا كانت تحارب روسيا عن طريق هذه الحرب التي اعتبرتها استنزافاً للقوات الروسية بواسطة الحكام العرب والحكام المسلمين والقيادات العسكرية والقيادات السياسية، هذا من حيث العلاقة، بعد ذلك انتهت المعركة وقررت روسيا الانسحاب.
أنا بعد أن أعلنت روسيا أنها ستنسحب أبلغتُ العرب الموجودين في بيشاور بأن المعركة انتهت، وأنها من الآن ستكون حرباً أهلية بين الأفغان وقتال مسلم لمسلم ومواطن لمواطن، وأنتم جئتم لمساعدة إخوانكم الأفغان ضد الاحتلال الروسي، فلا يجوز لكم البقاء، فمن يستطع أن يعود إلى بلاده، فيجب أن يعود، وعمل برأيي هذا وأنا بنيته في حينه، كثير من أبناء اليمن الذين كانوا هناك رجعوا وتركوا غيرهم، وفي النهاية، معظم المجاهدين العرب رجعوا من افغانستان إلا من كانت حكوماتهم لها موقف آخر منهم، وأقصد هنا حكوماتهم، حتى أسامة بن لادن، في النهاية ترك الساحة الأفغانية وعاد إلى بلاده في السعودية، وأنا كنت صاحب هذا الرأي، لا أدري ما المقصود من هذا التشويه لهذا العمل الذي تعاون عليه جميع الحكام المسلمين، جميع العلماء المسلمين، جميع الأحرار في العالم، أمريكا وجميع قدراتها وإمكاناتها المختلفة لا أدري كيف أصبحت جريمة قوم قاموا بمناصرة دولة إسلامية محتلة، انتهى الاحتلال، ثم عادوا إلى مناطقهم؟!.
.. لكن أمريكا لم تنقلب وتتحول عليكم إلا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بعد أن ضربت في عقر دارها..؟
أي تحول؟!.
.. تحول ضد الحركات الإسلامية..؟
إذا قلت لك إن أمين عام اتحاد الأطلسي في عام 91م سئل سؤالاً : ها هو ذا حلف وارسو قد تفكك، فلماذا يبقى غير حلف الأطلسي؟
فأجاب: هناك عدو جديد اسمه «الإسلام» وهناك عدو جديد اسمه «الإسلام» فقيل له: لماذا تبحثون عن عدو جديد، لابد أن يكون هناك عدو جديد، انتهت الشيوعية، خلاص؟!.
قال: نحن لا نستطيع أن نعيش دون عدو؛ لأن العدو الخارجي يوحدنا، ويحفزنا، ويحرك مصانعنا، ولنا مدة عامين ونحن نبحث عن هذا العدو من بين الحضارات القائمة، فوجدناه في الإسلام هذا عام 91م، يعني بعد خروج الروس من كابول في وقت ليس ببعيد، أما أحداث سبتمبر التي تتكلم عنها أو تتعذر بها أمريكا فهي في عام 2001م، الفارق عشر سنوات.
أنا لا أطلب من أمريكا ألا تغضب في أحداث سبتمبر، لكن لا نلبس الأمور ولا نخلط الأوراق، بعد ذلك إذا كانت أمريكا ستحارب من ضربها في ديارها، فهذه حالة حرب بينها وبين هذه الجهة، لكن للأسف الشديد مازلنا نرى ضبابية حول هذا الموضوع من الذي فعل ذلك؟ ومن الذي سهل ذلك؟ ومن الذي حقق ذلك؟ هناك من يكتب ومن يقول أن هناك أشياء خفية ولا تزال، وعلى أية حال هذه الأحداث وغيرها من الأحداث بعد أن تركت الساحة الأفغانية بعد انسحاب الروس مباشرة عدت إلى بلادي وانقطعت عن كل هذه الأمور، لأنني أعتبرتها في نظري أنها انتهت.
.. قلت: إن أمريكا كانت تبحث عن عدو جديد منذ عام 91م بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، هل هذا يعطي شرعية تقسيم بن لادن العالم إلى فسطاطين..؟!.
بن لادن في حرب مع أمريكا، وهذا وضعه مع أمريكا، فلا يلزم غيره بموقفه.
.. ما موقفكم أنتم من بن لادن خاصة أنه تبنى تفجير برجي التجارة العالميين..؟!.
تعودت أنه عندما يحاكم إنسان أو تحاكم أقواله، أن يعرف كل ما يحيط به، وهناك غموض؛ لذلك أختار لنفسي أن أكون متحرياً، فلا أتكلم إلا بعلم.
.. اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم القاعدة في الضلوع بتفجير المدمرة «كول» والناقلة الفرنسية «لمبورج» فما موقف الشيخ الزنداني من هذه التفجيرات وغيرها التي حدثت في اليمن..؟
لقد اعتقل الذين قاموا بهذا الأمر وحقق معهم، وعلمت أن الذين كانوا يحققون كانوا يسألون: هل للشيخ الزنداني علاقة؟ فعرفوا أنه لا علاقة لي، ولا أعرف عن قضية تفجير «كول» إلا كما علمت أنت، فإذا كنت أنت مشتركاً فأنا مشترك، «يضحك الشيخ ويضحك الحاضرون».
.. يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد أغفلت قضية الشيخ الزنداني لبعض الوقت، لكن خروجكم ودعوتكم الأخيرة لتحريك المسيرات الغاضبة ضد الإساءات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما حرّكت الولايات المتحدة الأمريكية لطلبكم رسمياً في هذا الوقت بالذات..؟!.
هل عندك معلومات أنهم تألموا من فعلي هذا أو أنهم غاضبون من فعلي هذا من مصادر موثوقة.
.. ما طُرح أخيراً يدل على ذلك..؟
من من؟
.. من قبل الأمريكان؟
من مصادرهم؟!
.. نعم ونريد معرفة ذلك منك؟
ماهي مصادرهم..؟!.
ماذا تريد أكثر من الطلب الرسمي لمجلس الأمن بمطالبة اليمن بتسليمك؟
هذا طلب قديم..
.. لكنه جُدد بشكل رسمي وملح وقد سُرب عبر وسائل الإعلام؟.
إذا كان لديك علم بهذا أنا أفسر هذا بأنهم غاضبون لأنهم وجدوني أنتصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم معظماً له وموقراً له مع الأمة الإسلامية بأكملها، وإن صح عنهم ذلك، ففي الحقيقة هذا يجلي لنا الموقف أن الإرهاب عندهم هو الإسلام، وأن الدفاع عنه أي الرسول صلى الله عليه وسلم بمقياسهم هو إرهاب.
.. لماذا نعبر عن مناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالمظاهرات والمسيرات واستخدام العنف، ألا توجد وسيلة أخرى للتعبير عن ذلك كأن نوحّد جهودنا الرسمية ونطلب من الأمم المتحدة أن تشرّع قانوناً على غرار قانون "معاداة السامية" ويصبح المساس بالأديان السماوية قضية مجرمة..؟!
هناك مسائل قائمة الآن، وأنا من أنصار حرية الرأي وحرية الفكر، فهما شرطان أساسيان لتقدم البشرية، لكن الذي أطالب فيه هو أن يكون مصاناً حتى لا تتأزم المواقف بين أمم الأرض، وقد تتطور إلى عداوات وأحقاد ومواجهات، هو الابتعاد عن الاستهزاء والسخرية بالمقدسات، وأعتقد أن الذي يجب أن يصان جانبه بين جميع الأمم وخاصة نحن العرب هم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فالأنبياء الذين نؤمن بهم ونتبعهم ولا نفرق بين أحد منهم والرسل كما أمرنا الله وهم من أنبياء بني إسرائيل، ولو أننا اتفقنا على صيانة جانب الرسل من الاستهزاء، سنؤمن شيئاً وقدراً طيباً من السلام والتعارف بين الأمم عندما نتجنب الاستهزاء والسخرية.
أنا غضبي هو بسبب السخرية والاستهزاء؛ لأن السخرية ليست رأياً، السخرية علو وكبر، وهذا مسّ مشاعر المسلمين فغضبوا، أما الذين يتكلمون بآراء، فنحن لا نخاف الآراء ولا نخشى؛ لأننا على حق، ونعرف أن لدينا من الحجج والبراهين ما يكفي لإقناعهم وما يكفي لإقامة الحق، فنحن إذا وجدنا كافراً يتشكك في الدين أو يشرك بالله، فنحن على استعداد أن نحاوره وأن نناقشه ونقيم الحجة عليه، لكن الذي يسخر بالله، الذي يسخر بالرسل، ما تفعل بالمستهزئ؟ الاستهزاء ليس رأياً.
.. وجود جامعة الإيمان أيضاً يشكل قلقاً، فأمريكا تعتبرها وكراً للإرهاب والتطرف، هل ستستمر جامعة الإيمان على هذا المنهج القائم، أم أنها قابلة لأن تعدل من هذه المناهج كما فعلت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي عدّلت من مناهجها بعد أن كانت تمثل خطاً إسلامياً متشدداً..؟!.
ما هو المنهج القائم؟!.
لا ترد عليَّ سؤالاً بسؤال.. أنا أريد أن أسمع منك؟
.. يعني أنت لا تعرفه إذن؟!.
.. نعم لا أعرفه؟
.. أنت لا تعرف المنهج، وللأسف أن كثيراً من الناس يتكلم عن شيء وهو لا يعرفه زرنا في الجامعة واطلع على المنهج وستجد أنه الكتاب والسنة وما تفرع عنهما من علوم، فهل المطلوب الآن أن نأخذ حسن سيرة وسلوك لتعليم الإسلام من أمريكا، يعني أن تشهد لنا أمريكا بحسن السيرة والسلوك، وصلاحية لتعليم الإسلام، سبحان الله؟!.
.. إذن من وجهة نظرك الذي يثير حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية هو الإسلام..؟
لا تقل لي هكذا الأمر، أولاً الولايات المتحدة الأمريكية كيان كبير وفيه ملايين من المسلمين، والآن الخصومة والاختلاف مع الإدارة اليمينية المتطرفة المائلة إلى التوجهات الصهيونية والمستمعة للعربي الصهيوني، وهؤلاء لهم موقف من الإسلام، أعلنه بصراحة، تجفيف منابع الإسلام قالوا نحن نريد أن نجفف منابع الإسلام.
.. منابع الإرهاب..؟
والإرهاب عندهم هو الإسلام، وهناك من خرج عن طوره وقال : محمد هو شيخ الإرهاب ، ورأس الإرهاب ، اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد، ومنهم من قال: القرآن هو كتاب الإرهاب، إذا كان هذا موقفهم من القرآن والسنة ، فهذا هو ديننا لا أحد يترك دينه.. وأنت أيش رأيك نترك القرآن والسنة؟
.. مطلقاً؟
مطلقاً أيش؟
.. لا طبعاً.
إذن شكراً يضحك الشيخ.
.. الإسلام يدعو إلى السلام وإلى الحب وإلى التعايش، لماذا لا تسحب الورقة من تحت يد أمريكا وترسل رسالة سلام إلى العالم، هذه الرسالة دعوة إلى الحوار حتى تفوّت الفرصة على هذه القيادة اليمينية الصهيونية كما تسميها الإمساك بالأوراق واتهامكم بالتطرف..؟
أنا أعتبر نفسي أنني من أسبق الناس بالدعوة إلى إقامة الحوار بين الحضارات، لي منذ أكثر من 25 سنة حوارات ولقاءات مع قمم علمية من الغرب والقمم العلمية، ونشأت بيني وبينهم صداقات وحضروا معي وأنا كنت أحرص على أن يحضروا في عدد من العواصم الدولية، فإذا بنا نتكلم بلغة واحدة حول قضية واحدة بلغتين، أنا أتكلم كما قال أحدهم البرفيسور شويرار الألماني: أنتم تتكلمون بلغة النص ونحن نتكلم بلغة البحث العلمي ، ونحن نجتمع لإظهار حقيقة واحدة في أن الدين والعلم في الإسلام شيء واحد، وينسجمان معاً ولا يتضادان، ولذلك أنا أعتبر نفسي من أسبق الناس في هذا الميدان.
.. هذا على المستوى الشخصي، لماذا لا تصدر بياناً رسمياً يوضح موقفك من السلام، يوزع على الوسائل الإعلامية يكون دعوة إلى الحب وإلى التعايش؟!.
من .. من؟
.. من قبلك أنت؟
أنت تقول لي رأياً شخصياً، والآن تقول لي رأياً رسمياً وهو شخصي.
.. قصدي واضح، أن هذا البيان يوزع بشكل رسمي على وسائل الإعلام، تحدد فيه رؤيتك للحوار مع الغرب..؟
ماذا ، ما هو، من أنا؟!.
.. أنت عبد المجيد الزنداني، رجل الدعوة الذي يرى فيك الغرب أنك متطرف في أفكارك..؟
أنا أدعو إلى الحوار بين الحضارات.
.. نعم.
- أدعو إلى الحوار بين الحضارات وأرفض الصراع بين الحضارات؛ لأن الله يقول «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» فأدعو إلى التعارف، وديننا دين الإسلام يدعونا إلى السلام، قلنا الذي يعتدي على بلادنا ويحتل أرضنا ويقتل أبناءنا ويستبيح حرماتنا، كل الشرائع السماوية والأرضية تقرر حق من احتلت أرضه أن يدافع عن بلاده، وفي يوم ما كانت أمريكا محتلة من قبل بريطانيا، وفي يوم ما كانت هناك مقاومة أمريكية ضد الاحتلال البريطاني، ولا تزال معظمة في تاريخهم، إلى يومنا هذا، فلهذا هم عندما يدافعون عن أوطانهم يكونون من الأحرار، ونحن عندما ندعو إلى الدفاع عن أوطاننا نكون من الإرهابيين.
.. ما هو رأيكم بموقف الأخ رئيس الجمهورية، وكذا الحكومة اليمنية من قضية تسليمكم للولايات المتحدة الأمريكية..؟
الحقيقة أن الموقف من الأخ الرئيس موقف طيب ومسئول.. وهو مسئول عن كل فرد من الشعب اليمني، وأنه عندما يأتي هجوم من دول على مواطنين في أرضه، فالمسئولية تقع عليه في الدفاع عن مواطنيه، وعلى أجهزته وعلى حكومته، وهذه مسائل معروفة بالدنيا بأجمعها، وعندما جاءت أمريكا بهذه الادعاءات الكاذبة كان دائماً كلامه إذا عندكم أدلة هاتوها، إذا لم يكن لديكم أدلة، لا يمكن أن نطاوعكم فيما تقولون، يكفي أن أمريكا من كذبتها الذي اشتهرت به في التاريخ وإلى اليوم في التاريخ الحديث أنها أقامت حرب دمار شامل بزعم أن هناك أسلحة دمار شامل ، فمن دمر العراق تدميراً شاملاً؟ الذين جاءوا يبحثون في العراق عن أسلحة دمار شامل التي لا وجود لها ، أي أكذوبة أكبر من هذه الأكذوبة؟!.
وأي فضيحة أعظم من هذه، أمريكا متجبرة ، تستقوي بعضلاتها على الناس، وترمي التهم جزافاً، فقط بدون حجة أو برهان، ويؤسفني أن أقول ما قلته من قبل على مسامع الأخ الرئيس عندما سألني قلت له: لقد اطلعت على الاتهامات الموجهة إليّ من قبل أمريكا إلى مجلس الأمن فوجدتها مقالات نشرت في حزب الحكومة والحزب الحاكم، وأنت من صحف الحكومة، «يقصد الذي يحاوره».
.. جميل؟
أصبر، فقال لي الأخ الرئيس: هات الأدلة، فجئته بالأدلة، قال هذا كلام فارغ، هذا كلام فارغ، لا يصلح دليلاً ولا حجة، وأنا في نفسي ما أسلم هو الرئيس قال أنا ما أسلم من الصحف، وهذه مهاترات لا تثبت دليلاً، ثم وعدنا في الهيئة العليا للتجمع اليمني بأنه سيطرح قضيتي في أمريكا، وعندما وصل إلى أمريكا سمعنا من التلفزيون اليمني كما سمعت أنت أنه طرح قضيتي وقضية الشيخ المؤيد على المسئولين الأمريكان، وأنه طلب منهم رسمياً أن يرفعوا اسمي من قائمة المتهمين.
فأتى موقف حكومتي الرسمي أني بريء ولست من الإرهابيين ولا من الداعمين للإرهاب، ويجب أن ترفع أمريكا اسمي من قائمة الإرهابيين ، هذا هو موقف بلادي الرسمي، وأنا أعتز بهذا الموقف من الأخ الرئيس وأعتبره فيصلاً في هذه القضية وشهادة من الحكومة اليمنية ببطلان هذه الترهات التي تسوقها الحكومة الأمريكية لأسباب الله أعلم بها وبحقيقتها، لكن مازلت أطالب الحكومة اليمنية أن تتحدث مع مجلس الأمن وليس مع أمريكا، لأن أمريكا غريمة ..هي الغريم، الغريم قد أقام علينا دعوى باطلة في مجلس الأمن وقدم أدلة فاسدة في مجلس الأمن واستصدر حكماً في مجلس الأمن فأطلب من حكومتي أن تبذل مساعيها في مجلس الأمن حيث وقع الاعتداء علينا هناك، حتى يرفع اسمي من مجلس الأمن، وبعد ذلك إذا أرادت أن تضعنا أمريكا في قائمتها، فلن نذهب إلى أمريكا ولن أسافر إلى أمريكا، وما قد سافرت إلى أمريكا.
.. أنت تعلم أن أمريكا تحرك مجلس الأمن بوصفها راعية للنظام الدولي، ماذا لو استطاعت امريكا أن تستصدر أمراً من مجلس الأمن بتسليمك، فماذا سيكون موقف اليمن، هل تضحي بعشرين مليوناً من أجل شخص، وخاصة إذا فرض علينا حصار اقتصادي ونحن كما تعلمون نعتمد في اقتصادنا كلياً على الخارج، فنحن دولة فقيرة..؟
قبل أن تسألني هذا السؤال وجّه هذا السؤال إلى الحكومة اليمنية، أن عليها أن تقوم بواجبها قبل أن تجد نفسها مضطرة وعليها أن تأخذ كل الأسباب الكفيلة بالدفاع عن مواطنيها، وعن نفسها، لأن بقاء شخص من مواطنيها متهماً بالظلم وبالباطل وهي تعلم أنه ظلم وباطل يمكن لهذه الدولة أن تغرر بالأمم المتحدة وتجر اليمن إلى مأزق محرج جداً، فحتى لا يقع هذا المأزق المحرج يجب على حكومتنا اليمنية أن تتخذ كل الخطوات اللازمة لهذا الأمر وإلا فإنني أخشى أن تأتيني في وقت وتقول والله اليمن كذا وشوف كذا فتخيرني بين أن أصعد الجبل أو أن أسلّم نفسي لأمريكا، فحتى لا يقع هذا وحتى لا تحرج حكومتي وحتى لا يحرج شعبي، يجب على الحكومة أن تقوم بواجبها، هذه مسئوليتها.
.. ذكرت قبل قليل أن الصحف التي استندت إليها أمريكا في اتهامها لك هي صحف رسمية، وبحسب علمي أن صحيفة «الصحوة» كانت أكبر دليل على إدانتك..؟
لا ، لا، الصحف عندي ومعظم الصحف صحف المؤتمر والحكومة، والتهم الموجهة لي في مجلس الأمن هي ما نشرته صحف الحكومة وصحف الحزب الحاكم.
.. السؤال الأخير.. قلت السؤال الأخير سأنتهي الآن ما هو موقفكم من قضية اختطاف السياح في اليمن..؟
قد أعلنتها أنا في التلفزيون وأعلنتها في وسائل متعددة، وقلت أولاً عرفونا ما هو الإرهاب؟ الإرهاب هو استخدام السلاح خارج الشريعة وخارج القانون، هذا تعريف الإرهاب، هو استعمال السلاح خارج الشريعة وخارج القانون، فأي اعتداء على مدني غير محارب مؤمن لا يجوز لا يجوز هذا بالنسبة لمن هو في دولة وفي ظل دولة لها علاقاتها والتزاماتها مع الدول يشمله ما يشمل هذه الدولة، ويلزمه ما يلزم هذه الدولة، من أي باب ؟ من باب تأمين ما تأمنت وإلا يكون فساداً في الأرض وفساداً كبيراً إذا لم نطبق هذه الأحكام الشرعية الواضحة ، لكن هناك ناس يعتبرون أنفسهم في حالة حرب، يعتبرون أنفسهم في حالة حرب مع هذه القوى ومع هذه الدول لا يلزمون موقفنا، هذا شأنهم وضعهم هم مثل ما حدث في قصة أبي بصير، الرسول صلى الله عليه وسلم كان في اتفاقية مع قريش ومن ضمن الاتفاقية أن من جاء إليه من المسلمين أن يرده إلى قريش فجاءه أبو بصير هارباً فاراً، فأرسلت قريش في إثره رسولين لرسول صلى الله عليه وسلم سلمه لهم وهو رسول الله وفق الاتفاق، ولكن اأبا بصير وهو في الطريق قتل احدهما وعاد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له أنت قد قمت بواجبك، وسلمتني إليهما فجأة وإذا بالثاني يلحق فالرسول صلى الله عليه وسلم قال ويل أم مُسَعَّر حرب لو كان له رجال.
ففهم هو من هذا أنه إذا وقف ضد قريش بعيداً عن المدينة، فإن الرسول يرضى بذلك، فأخذ كل مسلم يدخل في الإسلام بدلاً أن يأتي إلى رسول الله، يأتي إلى أبي بصير، وكونوا فريقاً قطع على قريش طرقها وقوافلها، فاضطرت قريش أن تذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول له: من جاء إليك، فخذه إليك، فالرسول صلى الله عليه وسلم ليس ملزماً بما فعل أبو بصير لأنه خرج عنه وذهب إلى مكان آخر، وكذلك أنا أقول دولنا هكذا، دولنا ليست ملزمة بمن خرج عليها، وخرج من بلادها وذهب إلى مناطق أخرى، مناطق بعيدة، ليست مسئولة عنه.
.. لكنها دولة يا شيخ..؟
لست مسئولاً عنه تحمل مسئوليته الشخصية، هل للحكومة اليمنية نفوذ في كل مناطق في العالم، ولها عسكر في كل بلاد العالم؟
.. لا نحن نتحدث عن اختطاف السياح في اليمن..؟
في بلادها فقط، واحد ترك البلاد ومشى أنا أكون مسئولاً عن هذا ؟
.. نحن نتكلم عن الاختطاف..؟
أقول لك كيف أكون مسئولاً عن ذلك؟ كيف أكون مسئولاً عن ذلك؟ هذه حادثة أبي بصير تمثل سابقة واضحة أنه يجب أن ترفع عن الدول وعن الحكومات هذه الضغوط، هؤلاء الناس تمردوا علينا، سحبنا منهم جوازاتهم وتمردوا علينا، كما تمردنا عليهم، ماذا نعمل معهم؟ تعاقبونا لماذا.
هنا يتدخل الدكتور/منصور الزنداني لقطع الحوار بحجة أن هناك وفداً من البرلمان يريد مقابلة الشيخ.
...........................................
صحيفة الجمهورية- ملحق "الثقافية"- الخميس 2/3/2006م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.