استكمالاً لمسيرة الانتصارات التي تحققها قوات التحالف العربي على الصعيد الميداني في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة بقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، نجحت قوات التحالف العربي مدعومة بالمقاومة الشعبية في تحرير عدد من النقاط على مدار اليومين الماضيين، وسط تأكيدات خبراء عسكريين بقدرة الشرعية اليمنية وقوات التحالف على حسم معركة صنعاء. وتواجه جماعات الحوثي وصالح في الوقت الحالي اشتباكات عنيفة في جنوبصنعاء من قبل مسلحين قبليين بالتزامن مع إحراز قوات التحالف تقدماً في مدينة تعز التي تقع إلى الجنوب من العاصمة، والتي نجحت في صد محاولة تسلسل لميليشيا الحوثي وصالح وكبدتهم خسائر بشرية كبيرة، فيما تواصل القوات تمشيط وملاحقة ميليشيات المتمردين غرب صرواح عقب السيطرة على مركز المنطقة وتحرير مدينة الذباب الساحلية الواقعة على مقربة من باب المندب. المحطة الأخيرة وبحسب ما أكده رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق في القوات المسلحة المصرية اللواء نصر سالم، فإن المعارك الدائرة الآن في اليمن تشير إلى أن الحرب قد وصلت إلى محطتها الأخيرة، لاسيما عقب نجاح قوات التحالف العربي في تحقيق أهداف ضخمة أبرزها تحرير جنوباليمن وإعادة الحكومة الشرعية لمقر العاصمة المؤقتة عدن عقب تحريرها. وأوضح سالم، في تصريحات خاصة ل«البيان»، أن العمليات العسكرية لقوات التحالف لا بد وأن تستمر حتى يتم القضاء نهائيًا على هذه العصابات، مشيرا إلى أن مطالبات البعض من المعسكر الآخر بالتوقف والهدنة سواء كانت لبحث الحل السياسي أو غيره من الأسباب لا معنى لها سوى إتاحة الفرصة لإيران لأن يكون لها موضع قدم في اليمن، وهو الأمر الذي لن تقبله دول التحالف العربي التي قطعت على نفسها عهدًا بحماية اليمن من أي تدخلات أو أخطار تهدد سلامتها ووحدة أراضيها. معركة الحسم وسارت العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي خطوات واثقة وثابتة نحو صنعاء، التي يصف الخبراء العسكريون معركتها بأنها الحسم للأزمة اليمنية، لاسيما عقب فقد الحوثيين لسيطرتهم على باب المندب وعدنوتعز التي تحقق فيها قوات التحالف تقدمًا ملحوظًا على الأرض، وهو ما أشار إليه الخبير العسكري عبد الرافع درويش، الذي أوضح في تصريحات خاصة ل«البيان» أن ما حققته قوات التحالف من تقدم في هذه المناطق وبالتحديد تعز تعد بوابة الدخول لمعركة صنعاء. فيما عزى محللون نجاح قوات التحالف العربي في إنهاء مهمتها كاملة الأهداف في اليمن إلى عدد من الأسباب، كان أبرزها فقد الحوثيين لقوتهم نتيجة تلك الضربات المتلاحقة لقوات التحالف، وهو الأمر الذي دفع الانقلابيين للموافقة خطياً على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 الذي يلزم بوقف القتال وإنزال السلاح، بحسب ما أعلنه المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، فضلًا عن تلك الانشقاقات التي ضربت صفوف قوات صالح التي كانت تمثل الدعم لجماعة الانقلابيين وانضمام بعضهم إلى قوات المقاومة اليمنية المدعومة من قوات التحالف. انتصار قادم رغم تواصل الدعم الخارجي، لاسيما الدعم الإيراني لجماعات الحوثي والذي تكهن البعض أنه سيكون سبباً كافياً لطول فترة العمليات العسكرية في اليمن، إلا أن الانتصارات التي أحرزتها قوات التحالف العربي والشرعية اليمنية وسير العمليات هناك على الأرض، تشير إلى أن الانتصار قادم لا محالة، وفقًا لما أكده الخبير العسكري وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية اللواء أحمد عبد الحليم، الذي أكد في ل«البيان» أن تحالف الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية مع القوات العربية سيسرع من انتهاء المهمة في اليمن واستعادتها كاملة من أيدي جماعة الحوثيين التي لا تحظى بجماهيرية أو تأييد شعبي في اليمن. البيان الاماراتية