- عبد العزيز المجيدي بمساعدة : عبدالحفيظ الحطامي – الحديدة ، فؤاد باضاوي – المكلا
منتصف نوفمبر الفائت عدت إلى منطق رأس عمران، وهي آخر منطقة تتبع محافظة عدن وعلى تماس بمنطقة رأس العارة التابعة لمحافظة لحج.
تزداد أوضاع الصيادين هناك سوءا، فرأس عمران ليست أكثر من قرية ساحلية يقطنها العاملون في الاصطياد . كان محمد جعفر غاضبا، وقال بانفعال « نشتي الانفصال ، ونشتي علي سالم البيض يعود « فأيده رفيقه قائلا : ايوه هذا هو الكلام الصدق .
هناك اسباب تدفعهم إلى لعن كل شيء، فمصنع الثلج- وهو واحد من الأركان التي تقوم عليها مهنتهم - مغلق منذ 97م وتعاونية خليج عدن انتهت أيضا على ما يقولون، وعمال التعاونية بلا رواتب.
هناك شخص يدعى الشيخ سعدان محمد حيدرة يطلق على نفسه شيخ ويقول ان تعيينه جاء من صنعاء. عندما سألتهم عن سفن الصيد الكبيرة، التي كانوا يشتكون من وجودها في مناطق الصيد التقليدي انبرى الشيخ سعدان وقال : لا ما عادفيش سفن تدخل هذي المنطقة . احدهم كان بجواره وقال : إحنا مش عارفين إذا كانت مستمرة في مناطق أخرى. لكن عبد الله وزير محمد وهو صياد شاب في بداية العشرين من عمره، قال إنه شاهد قبل يوم سفينة كبيرة في وقت الظهر عندما كان في رحلة صيد، تقوم بعملية جرف، لشباك الصيادين والشعب المرجانية . « كنا عشرة « صنابيق « في البحر لما شفنا السفينة « يضيف عبدالله.
مع ذلك يقول الصيادون إن الظاهرة كانت قد اختفت منذ عام مع « الإحداث « في إشارة إلى الانتفاضة الشعبية، لكن ملامح الظاهرة المدمرة التي كانت موجودة « بشكل كبير جدا « كما يصف احدهم تعاود الظهور الآن. ولطالما اشتكى الصيادون من بارجة حربية إيرانية، كانت تعتدي عليهم وعلى قواربهم، غير ان هذه السفينة الحربية بحسب الصيادين لم تعد موجودة منذ فترة، ويبدو انها غادرت بصورة نهائية، على الاقل، المناطق التي كانوا يترددون عليها .
« الدولة والوزارة فلتت البحر ، وسمحت باصطياد أي حاجة : اسماك صغيرة، اسماك كبيرة « قال لنا محمد جعفر عندما أخذنا : الزميلين باسم الشعبي ومرزوق ياسين وأنا في جولة إلى البحر على ظهر قاربه، وكان توتره قد تلاشى.
يتحدث الرجل عن أضرار ناجمة عن الصيد العشوائي سببها الصيادون أنفسهم، واستخدام ما يسميه « السخاوي « .
ويقول: الصيد أصبح مجالا لأشخاص لا علاقة لهم بالمهنة ، متهما الجهات المختصة بمنح تراخيص لموظفين لشراء قوارب، والعمل في البحر.
من الواضح أن « الثورة « شكلت أملا للناس هنا إلى درجة أن سفن الصيد لم تكن لتجرؤ على الاقتراب من هذه المناطق، وتراجع نشاطها غير القانوني. لقد تلاشى وهج « الثورة « في الميادين، عندما تعاملت معها الأطراف السياسي كأزمة ، فعادت السفن لتهدد أرزاق الصيادين في البحر.، مع ذلك هناك من يأمل أن تساهم التغييرات في القيادات العسكرية في التخفيف من تلك الظاهرة، سيما أن النشاط غير القانوني، كان يحظى بحماية قيادات عسكرية وأحيانا مشاركتها.
لم يصبح اليمني بعد هما لحكومته ولا للسياسيين بعد «الثورة»..
ارتيريا : مستمرون في ممارسة البلطجة
اريتريا العظمى مازالت تمارس هوايتها في اصطياد البحارة اليمنيين من عرض البحر. بحسب تصريحات لمنظمة سند،للعدالة والتنمية فان عدد الصيادين المعتقلين لدى السلطات الأرتيرية، يتجاوز 220 صيادا 10 حتى نوفمبر الفائت، موجودون في مرفأ قريب من جزيرة فاطمة الأرتيرية، في حين تحدثت مصادر صحفية أخرى عن وجود 1000 معتقل، يتعرضون لصنوف التعذيب والاهانات.
هذا التضارب في المعلومات يشير إلى أن اليمنيين غائبون عن حسابات السياسيين وحكومة « التوافق « التي جاءت، بعد انتفاضة شعبية، أجبرت صالح على التنحي، لكنها لم تجبر الحكومة الجديدة على احترام اليمنيين، في الداخل وحتى في الخارج.
يلقي وكيل وزارة الثروة السمكية باللائمة على الصيادين الذين يتوغلون في المياه الاريترية، رغم ان صيادين يمنيين اشتكوا مرارا، من أن القوات الاريترية تعتقلهم في المياه اليمنية جوار جزر حنيش وزقر مثلا، ويقول غازي لحمر أن الوزارة تبلغ وزارة الخارجية، للتخاطب مع السلطات الارترية لمتابعة الأمر. لا شيء يدل على أن الحكومة اليمنية تبذل شيئا في هذا الاتجاه، بدليل أن أحدا لا يستطيع أن يعرف على وجه الدقة عدد المعتقلين، باستثناء ما يرد من الصيادين وذويهم.