لتصلك أخبار"اليمن السعيد"أولاً بأول اشترك بقناة الموقع على التليجرام انقرهنا إعلان قوات التحالف العربي تحرير جزيرة حنيش الكبرى، الواقعة في البحر الأحمر، وعودتها إلى الشرعية اليمنية، بعد أن ظلت لفترة تحت قبضة ميليشيات جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، تكون المقاومة الشعبية المسنودة بدعم جوي من التحالف العربي، قد أنجزت واحدة من المهام العسكرية الكبيرة، خاصة أنها قطعت على المتمردين شرياناً مهماً من شرايين تدفق السلاح إليهم عن طريق إيران. تكمن أهمية تحرير حنيش، بحسب العميد صادق سرحان، قائد المجلس العسكري في تعز، أنها خنقت المتمردين بحرمانهم من استخدام الجزيرة محطة لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين عن طريق البحر، ونقطة تدريب وإعداد عناصر الميليشيات للقتال ضد قوات الشرعية منذ أن تم الاستيلاء عليها في فبراير/شباط من العام الجاري بعد قتل قائد اللواء 121 العقيد زين الردفاني، الذي رفض تسليم الحامية العسكرية في الجزيرة إليهم، عقب الانقلاب على السلطة الشرعية، بالتحالف مع قوات صالح. أهمية عسكرية تعد سيطرة المقاومة اليمنية والتحالف العربي على جزيرة حنيش الكبرى، في البحر الأحمر، إنجازاً كبيراً وضربة جديدة لميليشيا الحوثيين وقوات حليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وجاءت العملية تزامناً مع العمليات التي تقوم بها المقاومة الشعبية حالياً في محافظتي حجةوالجوف بهدف تحريرها من ميليشيات الحوثي وصالح، لإعادة فرض سلطة الحكومة الشرعية فيها وصولاً إلى الهدف الرئيسي وهو أمن واستقرار اليمن. ويرى مراقبون أن تحرير جزيرة جنيش الكبرى تعد خطوة مهمة في سياق محاصرة تحركات ميليشيا الحوثي وصالح التي حولت الجزيرة إلى مخازن للأسلحة والذخيرة، وممرا لعناصر الميليشيات التي تذهب لتلقي تدريبات بالجزر الإريترية التي تستأجرها إيران لهذا الغرض. ويشير هؤلاء إلى أنه من الضرورة بمكان استكمال قوات الشرعية والتحالف العربي السيطرة على بقية الجزر اليمنية في البحر الأحمر، خصوصاً حنيش الصغرى وزقر وكذلك جزيرة كمران المأهولة بالسكان، التي تبلغ مساحتها نحو 100 كم مربع. وكان الحوثيون يستخدمون الجزيرة كمنطقة لتجميع الأسلحة التي يحصلون عليها عبر سفن تهريب إيرانية، ومنها يتم تهريبها عبر قوارب صغيرة إلى الداخل بواسطة مهربين وقادة عسكريين يعملون لصالح الرئيس المخلوع علي صالح. وسبق أن أعلنت الحكومة اليمنية أنها تمكنت من ضبط عدد من السفن التي كانت تحمل أسلحة مختلفة في البحر الأحمر، وكانت في طريقها إلى الحوثيين، لكن الحكومة لم تتحرك بالشكل الكافي لتمنع عمليات التهريب واكتفت بإعلان ذلك عبر وسائل الإعلام من دون أن تتبعه بتحرك رسمي جاد. واستفاد الحوثيون كثيراً من جزيرة حنيش، سواء قبل احتلالها من خلال التعاون مع أنصار صالح أو بعد احتلالها، حيث تؤكد مصادر عسكرية أن الحوثيين تسلموا أسلحة مختلفة بواسطة سفن تهريب قادمة من إيران وتحمل أعلام دول أخرى، إلا أن تحريرها حرم الحوثيين من مصدر هام من مصادر الحصول على السلاح. إحكام الحصار البحري ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني العميد ثابت حسين إن «السيطرة على جزيرة حنيش الكبرى وكل الأرخبيل من قبل قوات التحالف، تعني إحكام وتشديد الحصار البحري على الحوثيين وصالح الذين ظلوا يستخدمون مثل هذه الجزيرة لتهريب السلاح إليها ومنها إلى سواحل الحديدةوحجةوتعز، وبالتالي يكون التحالف حرم الحوثيين من هذا المصدر للحصول على السلاح والذخائر وغيرها». تفعيل الحاضنة الشعبية من جانبه، يقول المحلل السياسي والباحث في الشؤون اليمنية علي نعمان المصفري إن «تحرير المقاومة الشعبية وقوات التحالف لأرخبيل جزر حنيش في البحر الأحمر، يضيف انتصاراً جديداً لاستراتيجية التحالف العربي في تشديد وتأمين المنافذ البحرية كافة لقطع أمداد ميليشيات المخلوع والحوثي بالمؤن العسكرية واللوجستية، التي كانت تمثل شرياناً رئيساً لتلك الميليشيات خلال مدة بدء عاصفة الحزم». ويرى المصفري أن هذه المواقع الجديدة تفضي إلى تطويق الميليشيات ومحاصرتها عسكرياً بحيث تسهل عملية تفعيل الحاضنة الشعبية في مناطق مختلفة مهمة للغاية، خصوصاً تعزوالحديدة بقدرة استراتيجية فائقة تخنق الميليشيات بعد تحرير مناطق شاسعة في الجنوب وتقوية جبهات أساسية في الجوف ومأرب والبيضاء وتأمين جبهات المقاومة الجنوبية في الصبيحة والمسيمير والضالع، والبدء بتثبيت تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة بقرار تسليم الملفات الأمنية والعسكرية برعاية التحالف، وتحديداً بالعمل المنهجي الرائع لأداء قوات الإمارات العربية المتحدة في تناغم وانسجام قوي خلق من الأرض والإرادات والإنسان نتيجة الانتصار واختصار مسافات طويلة حاولت بعض الأطراف المتطرفة في حزب الإصلاح اليمني وبعض القوى المستفيدة من أمد وتطويل الحرب، لاستنزاف التحالف وهو ما لا نسمح به أبداً. ويشير المصفري إلى أن تحرير أرخبيل حنيش سيفتح مرحلة جديدة لتأمين الطرق لتحرير الحديدةوتعز والانتقال إلى إب وبقية المحافظاتاليمنية القريبة من صنعاء. التحكم في كامل الساحل المحلل السياسي اليمني صالح اليافعي يرى أن تحرير جزيرة حنيش الكبرى يعني السيطرة والتحكم في عشرات الجزر المنتشرة في مواجهة السواحل اليمنية والإرتيرية، وهذا يعني سيطرة وتحكم في كامل سواحل الحديدة تجعل التحالف قادراً على منع كل عمليات التهريب، فخط التهريب الذي كانت تعتمده السفن الإيرانية يعتمد على جزيرة حنيش، لأن الجزيرة تقع في منتصف البحر الأحمر على خط الملاحة الدولية ومن السهل على أي سفينة تهريب دخول الجزيرة وإنزال حمولتها وعودتها إلى خط الملاحة الدولي من دون أن يدركها أحد. ورأى اليافعي أن السيطرة على حنيش الكبرى تعني انتهاء هذه العملية وإعلان عن انتهاء التهريب بالمطلق، كما أن الجزيرة توجد فيها منارة رصد بحري منذ العهد البريطاني وكانت تعتمد عليها البحرية اليمنية خلال العقود الماضية في رصد حركة السفن في البحر الأحمر. ويشير إلى أن للجزيرة موقعاً للمدفعية يضاهي في تأثيره أكبر الزوارق البحرية، حيث توجد في الجزيرة سلسلة جبلية تجعل نصب مدفعية وبطاريات كاتيوشا سلاحاً فتاكاً تستخدم في أي مواجهة بحرية في منتصف البحر الأحمر. وأيضاً من خلال الجزيرة تستطيع دول التحالف تأمين مربض آمن ومناسب للطائرات مثل الأباتشي، تعطي التحالف فاعلية جوية سريعة تسيطر وتتحكم في قطاع الساحل اليمني البعيد من مرابض الطائرات في جيزان والعند وعدن. محط أطماع الأجنبي تقع جزيرة حنيش الكبرى ضمن أرخبيل حنيش، الذي يضم 43 جزيرة، من أبرزها حنيش الصغرى، وزقر وكمران، ويُعد الأرخبيل أقرب الجزر اليمنية إلى الممرات البحرية في البحر الأحمر، للسفن المتجهة إلى مضيق باب المندب، أو القادمة مباشرة منه، ويتبع إدارياً محافظة الحديدة ويحظى بموقع استراتيجي في البحر الأحمر قرب مضيق باب المندب. وفي السّبعينات سمح اليمن للثوار الإرتيريين بتخزين الأسلحة في هذه الجزيرة لاستخدامها في صراعهم ضد النظام الإثيوبي، إلا أن إريتريا قامت باحتلال جزيرة جنيش العام 1995بعد سنوات من استقلالها وإعلانها دولة مستقلة عن إثيوبيا، إلا أن اليمن استرد الجزيرة بواسطة تحكيم دولي العام 1998. وتبدي أطراف سياسية قلقها من إقدام إرتيريا على استغلال الظروف الحالية التي يعيشها اليمن في الوقت الراهن وتكرار ما قامت به عام 1995، بخاصة في ظل العلاقات المشبوهة بين إيران وإريتريا والتعاون العسكري القائم بينهما، ويمكن أن تلتقي الأطماع الإرتيرية التي لا تزال قائمة بشأن جزر حنيش الكبرى وحنيش الصغرى وزقر، رغم امتثال أسمرة لقرار هيئة التحكيم الدولية، مع النوايا الإيرانية المتربصة والمتحفزة للرد على التحالف العربي بأي طريقة دعماً لحلفائها الحوثيين. وكانت تقارير دولية واستخباراتية كشفت في وقت سابق عن تواجد عسكري إيراني ومعسكرات تدريب للحرس الثوري الإيراني في الأراضي الإرتيرية وعلى طول الشريط الساحلي الإرتيري، وبالأخص في ميناء عصب الإرتيري، أحد المناطق القريبة من السواحل اليمنية، وهو ما اعتبره مراقبون تهديداً للدول العربية المطلة على البحر الأحمر وإسناداً لجماعة الحوثي الشيعية المسلحة المدعومة من طهران. تزامنت هذه المعلومات وسط أنباء تحدث عنها تقرير استخباراتي غربي أشار إلى أن إيران قامت بإرسال المئات من عناصر فيلق القدس وضباط البحرية والخبراء العسكريين في الحرس الثوري إلى إريتريا، وقامت بنصب عدد من بطاريات الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى والمضادة للطائرات والصواريخ الساحلية في ميناء عصب، في تعاون وثيق مع السلطات الإريترية وتحت غطاء اتفاقية تعاون رسمية عقدت بين البلدين إثر محادثات أجراها الرئيس الإريتري أسياس أفورقي مع نظيره الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد أثناء زيارة الأول لطهران في مايو/أيار 2008. الجزيرة.. الموقع والأهمية جزر حنيش عبارة عن مجموعة من الجزر المنتشرة أمام الساحل المقابل لمدينة تُسمى الخوخة، وتختلف هذه الجزر عن بعضها بعضاً من ناحية المسافة التي تفصلها بينها وبين الساحل، إضافة إلى الاختلاف في المساحة، أما أوجه التشابه بينها فتكمن في التضاريس وطبيعة أراضيها فتكون في إجمالها عبارة عن صخور رسوبية، إضافة لتشابه تكوينها الجيولوجي وتتابعها الطبقي، سواء أكان صخرياً أم رسوبياً. وتكمن أهمية هذه الجزر في موقعها الاستراتيجي، لأنّها تشكل ممراً للعديد من الدول، كما أنها تمتد جغرافياً إلى أن تصل لليمن، لذلك يحاول الجغرافيون إجراء مسح شامل لهذه الجزر من أجل استغلالها سياحياً، بحيث يطلق عليها مجموعة أرخبيل جزر حنيش التي تتألّف من جزيرة حنيش الصغرى وجزيرة حنيش الكبرى، وجزيرة زقر، وجزيرة القمة، وجزيرة كوين، وجزيرة المدورة والصخر، وجزيرة الوسطي، إضافة لمجموعة جزر أخرى صغيرة. وتقع جزر حنيش تحديداً، في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر، بحيث تتبع لليمن إلى الغرب من ساحل مدينة الخوخة، وتصل المسافة بينها وبين الساحل اليمني ما يتراوح ما بين 18 إلى 28 ميلاً بحرياً، وعلى بعد ما يقارب 130 كيلومتراً من مدينة الخوخة، أمّا مدينة المخا فتبعد عنها مسافة 40 كيلومتراً تقريباً. وتمثل جزيرة حنيش الصغرى إحدى الجزر البركانية الصخرية التي تضم أيضاً سلسلة جبلية ومجموعة من التلال والأودية والرواسب النهرية، وترتفع عن مستوى سطح البحر 415 متراً تقريباً، وتقع تحديداً في الجهة الجنوبية من جزيرة زقر، وتصل المسافة بينها وبين جزيرة حنيش الكبرى ما يعادل العشرة أميال بحرية، وتحديداً من الجهة الشمالية الشرقية، أمّا مساحتها فتشكل تقريباً تسعة كيلومترات مربعة، وتبعد عن مدينة الخوخة ما يقارب 26 ميلاً بحرياً، أمّا المسافة بينها وبين الساحل اليمني فتبلغ نحو 20.5 ميل بحري. وبعد تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990، عملت اليمن على إنشاء الفنارات في الجُزر وإدارتها وصيانتها، وصُممت لتعمل بالطاقة الشمسية، بالاتفاق مع شركة «سيمنس» الألمانية، خدمة للملاحة العالمية في الممرات الدولية للبحر الأحمر، التي تقع جميعها في المياه الإقليمية لليمن. وتعزيزاً لحقوقها التاريخية، في السّيادة على جزرها في البحر الأحمر، مارست اليمن حقوقها السياسية على تلك الجزر، بما يتناسب وطبيعتها غير المأهولة، فسمح اليمن الشطر الشمالي سابقاً لفصائل الثورة الإريترية باستخدام الجزر في البحر الأحمر، بما فيها مجموعة جزر حنيش الكبرى، خلال مساعيها لتحقيق استقلال إريتريا، ولم تكن تلك العناصر تتعرض للمطاردة، عند دخولها إلى المياه الإقليمية لتلك الجزر، سواء خلال العهد الإمبراطوري في إثيوبيا، أو في أثناء حكم منغستو هيلا ماريام، إدراكاً من إثيوبيا أن هذه الجزر ليست تابعة لها. وسمح اليمن «الشطر الشمالي سابقاً» لمصر، بالوجود في الجزر اليمنية في البحر الأحمر، بما فيها مجموعة جزر حنيش الكبرى، خلال تحضيرات مصر لحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، بموجب اتفاق سري وقعته اليمن ومصر في 12 مايو/أيار 1973، ولم تعترض إثيوبيا، أو أي دولة أخرى، على ذلك القرار اليمني. الخليج الاماراتية