لتصلك أخبار"اليمن السعيد"أولاً بأول اشترك بقناة الموقع على التليجرام انقرهنا في خطوة مثيرة للجدل أقدمت ميليشيا الانقلاب في اليمن على إيقاف رواتب الصحافيين العاملين في المؤسسات الإعلامية الرسمية بالعاصمة صنعاء بحجة أنهم يدعمون التحالف العربي، حيث كانت أكثر عمليات الإقصاء وتوقيف الرواتب شهدتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، حيث بلغ عدد من تم وقف رواتبهم من قبل الانقلابيين أكثر من 15 صحافياً، فيما كشفت مصادر قريبة من الميليشيا الانقلابية، أن جماعة الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح، تواجه أزمة مالية خانقة في دفع نفقات الحرب، التي أشعلتها في اليمن مطلع العام الجاري.
وفي التفاصيل، اتخذ الانقلابيون قراراً بإيقاف رواتب نحو 120 موظفاً، بينهم مؤسسون للوكالة ومراسلون لوسائل إعلام عربية ودولية، قبل أن تتراجع القائمة إلى 15 اسماً من المصنفين على خصومهم المحليين والإقليميين، ابتداء من شهر ديسمبر الجاري.
وفي حين أكد وزير الإعلام اليمني، محمد قباطي، أن الصحافيين في اليمن يعيشون وضعاً في غاية السوء، أكد الصحافي حسن قاسم، أحد الذين تم توقيف رواتبهم من قبل الانقلابيين، أن الوقت لن يدوم على الانقلابيين، وهذه الخطوة هي مؤشر إلى انهيارهم التام أمام الشرعية التي تزحف على معاقلهم الأخيرة، مشيراً إلى أن عمره الوظيفي في وكالة سبأ يبلغ 35 عاماً ولم تتم مراعاة تلك المدة من خدمته للوطن في مجاله الصحافي من قبل الانقلابيين.
وأضاف في تصريح ل «الإمارات اليوم» أن «السطو ونهب مرتبات العاملين في المجالات المختلفة، ومنها القطاع الإعلامي، من قبل الانقلابيين يدل على إفلاسهم وانهيارهم، ويعد مؤشراً إلى قرب زوالهم ونهايتهم التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى».
ويرى صحافيون في اليمن أن الخطوة الأخيرة المتمثلة في إيقاف رواتب عدد من الصحافيين، تأتي في إطار العمليات السابقة التي قامت بها الميليشيات المتمردة ضد الإعلاميين والصحافيين من اعتقالات وتعذيب وإقصاء من الوظائف في المؤسسات الإعلامية الرسمية وتعيين عناصر من الميليشيات غير إعلامية بدلاً منهم.
في الأثناء، اعتبر وزير الإعلام اليمني، محمد قباطي، أن معاناة الصحافيين اليمنيين في الوضع الراهن «في غاية السوء، ولم يشهدوا مثل هذا التعنّت والتضييق من قبل»، مبيناً وجود عشرات الصحافيين المعتقلين لدى الانقلابيين الذين وصل بهم الأمر إلى تفجير منازل الصحافيين المنتمين لوسائل إعلام إلكترونية، بسبب نشر المواد والتغطيات. واعترف وزير الإعلام اليمني بوجود تقصير في تناول الملف الإعلامي من قبل الحكومة، «شأنه شأن الملفات الأخرى».
واعتبر عضو مجلس نقابة الصحافيين اليمنيين، أحمد الجبر، في تصريح ل «الإمارات اليوم»، توقيف رواتب الموظفين في ظل الأوضاع الصعبة الراهنة «جريمة بكل المقاييس، وإجراء يمس ليس رفاهية الموظف بل حياته وبقاءه وأفراد أسرته على قيد الحياة»، مشيراً إلى أن قطع الراتب في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد على الموظفين في وكالة الأنباء اليمنية سبأ المسلوبة والمحتلة وجميع المؤسسات الأخرى يعد إجراءً عدائياً وعقابياً لا تحمد عواقبه.
وطالب عضو مجلس النقابة الانقلابيين بسرعة التوقف عن ممارستهم التعسفية بحق الإعلاميين والصحافيين اليمنيين، التي باتت توازي جرائم الحرب، وإعادة الأمور إلى طبيعتها من خلال صرف مرتبات الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام، التي تم توقيفها وكذا إطلاق سراح المعتقلين على ذمة قضايا رأي من الزملاء الإعلاميين والبالغ عددهم 13 معتقلاً.
يأتي ذلك، في وقت قالت مصادر مقربة من الانقلابيين إن ما يسمى باللجنة الثورية التابعة لميليشيا الحوثي وجهت مديري المدارس لجمع التبرعات المالية من كل طلاب المدارس، والمعاهد التعليمية الحكومية والخاصة في العاصمة صنعاء، والمحافظات التي تسيطر عليها الميليشيا الانقلابية، من دون استثناء.
وأضافت المصادر أن التوجيهات قضت بأن يتم جمع تلك التبرعات تحت مسمى «المجهود الحربي»، وبأية وسيلة من طلاب المدارس، ولو باستخدم وسيلة الترهيب والترغيب، مؤكدة أن توجيهات اللجنة الثورية للانقلابيين طالبت مسؤولي المدارس باللجوء إلى تهديد الطلاب والطالبات الذين يرفضون التجاوب مع توجيهات ما يسمى ب«اللجنة الثورية»، ودفع التبرعات المالية والعينية للمجهود الحربي، بإسقاطهم في الاختبارات الدراسية في حال رفضوا تقديم تبرعات للمجهود الحربي، من أجل تغطية الميليشيا الانقلابية نفقات الحرب التي تشنها في اليمن منذ فبراير الماضي.
وتحدث أولياء أمور الطلاب في العاصمة صنعاء أن مديري المدارس في صنعاء وزعوا خلال الأسبوع الماضي، على الطلاب والطالبات في عموم المدارس والمعاهد التعليمية والتدريبية مظاريف بداخلها منشورات تطلب منهم التبرع لمصلحة المجهود الحربي. وأضافوا أن مسؤولي المدارس في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى، التي تقع تحت سيطرة الميليشيا الانقلابية، مارسوا ضغوطاً على الطلاب والطالبات وهددوهم بترسيبهم في اختبارات الدراسة إذا ما رفضوا أخذ تلك المظاريف إلى منازلهم وتسليمها لآبائهم وأولياء أمورهم، ويأخذوا منهم تبرعات للمجهود الحربي.