أصبحت بلادنا الأكثر استيراداً للمولدات الكهربائية..، بل أصبحت مقلباً لكل أنواع المولدات التالفة والسليمة.. والبركة بالمعتدين على خطوط نقل الكهرباء الذين حولوا أعمدة الكهرباء إلى منخل بسبب الاعتداءات المتكررة التي لا تهدأ أو تنام.. في يوم واحد فقط شهدت خطوط النقل ثلاثة اعتداءات وفي أماكن متفرقة والهدف قطع الكهرباء عن اليمن والانتقام من المواطنين في عموم محافظات الجمهورية لا سيما في المناطق الأكثر ارتفاعاً لدرجة الحرارة، والتي أصبح فيها المواطنون غير قادرين على العيش فيها.. مناطق عدة تعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة ومنها مديرية باجل وكل مديريات محافظة الحديدة والتي تسببت في موت الكثير من المواطنين نتيجة عدم تحملهم درجة الحرارة المرتفعة وانعدام الكهرباء عن مديرياتهم وقراهم..، ونتيجة استنشاق عوادم المولدات.. وحادثة مديرية باجل الخميس الماضي والتي راح ضحيتها أسرة كاملة مكونة من ثمانية أفراد ليست عنا ببعيد!.. بدلاً من أن تكون الكهرباء عاملاً مساعداً لتلطيف الأجواء في المناطق الأشد حرارة من خلال استخدام المراوح الكهربائية والمكيفات تحولت إلى كابوس يؤرق كل أبناء اليمن وعلى وجه الخصوص القاطنين في المناطق الأشد حرارة!.. أصبح المواطنون الساكنون في تلك المناطق ينتظرون الموت ليأتي إليهم وحكومتنا المبجلة لا تنظر إلى تلك المناطق ولا تعيرها أي اهتمام يذكر.. ما الذي يمنع حكومتنا المبجلة برئاسة محمد سالم باسندوة التوجيه بشراء مولدات إسعافية بقدرات متفاوتة لتلك المديريات وأين محافظ محافظة الحديدة والمجلس المحلي لا يحرك ساكناً!.. كل مديريات محافظة الحديدة تم ربطها كهربائياً بالمحطة الغازية، وهذه المحطة أصبحت خارج نطاق التغطية بسبب الاعتداءات المتكررة عليها وتسببت بموتها سريرياً!.. المحطة الغازية خارج الخدمة.. ومديريات محافظة الحديدة الأكثر ارتفاعاً لدرجة الحرارة بدون كهرباء..، وأبناؤها يكابدون مشقة هذا الارتفاع المميت لدرجة الحرارة.. والحكومة المبجلة ممثلة بوزارة الكهرباء ليس لديها ما تقوم به من أعمال غير إصدار التصريحات التي تقول فيها: خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة.. عودة محطة مأرب للعمل.. والكهرباء في ذمة الله!.. المناطق التي يتم الاعتداء على خطوط نقل الكهرباء هي مناطق لم يتم توصيل الكهرباء إليها رغم أن خطوط النقل تمر من عليها.. فلماذا لا يتم توصيل الكهرباء إليها؟.. تكاليف إيصال الكهرباء إلى هذه المناطق ستكون أقل بكثير من التسعة والثلاثين مليار ريال وهو مبلغ الخسائر التي تتكبدها الدولة لإصلاح ما خربته أيادي المعتدين.. إيصال الكهرباء إلى المناطق المحرومة منها سيكون دافعاً للأهالي هناك لحمايتها من أية اعتداءات مستقبلية.. وهذا يعني لن نقول إنهاء الاعتداءات تماماً بل التقليل منها وبشكل كبير.. يا حكومتنا المبجلة أهلنا وأبناؤنا في مديريات محافظة الحديدة يموتون بسبب انعدام الكهرباء.. أطفال خدج يموتون.. ومرضى بالعناية المركزة والعمليات ينتهون بسبب انقطاع الكهرباء.. فهل من لفتة إلى هذه المديريات التي أصبح فيها الموت هو العنوان الوحيد الذي يتربص بالأطفال والنساء وكبار السن؟!.. هل من توجيهات سريعة وإسعافية يبعد شبح الموت عن عيون الناس التي تترقب بناء اليمن الجديد في هذه المديريات؟!.. هل تسمعنا حكومة باسندوة أم لا حياة لمن تنادي؟!..