إن كان شهر رمضان الكريم هو شهر العبادات والطاعات وحصد الحسنات وفرصة عند أهل الإيمان لرفع درجاتهم وإثقال موازينهم والتقرب إلى الله بالاكثار من عمل الخيرات أملاً بمغفرة من ربهم وجنة عرضها السموات والأرض وهذا هو الفوز العظيم والتجارة التي لاتبور .. فإن رمضان أيضاً عند أهل الدنيا فرصة لا تعوض لزيادة أموالهم ومضاعفة أرباحهم وتصريف بضاعتهم وسلعهم.. ففي هذا الشهر الكريم تكثر المعارض الرمضانية وتتحول الشوارع إلى أسواق مفتوحة ومكتظة بمختلف السلع الاستهلاكية التي يحتاجها المواطنون في هذا الشهر المبارك. فهل وجدت هذه المعارض لمساعدة المواطنين أم للتجارة فقط وما السر وراء تفاوت الأسعار لنفس السلعة؟ وأين هي الجهات المعنية بحماية المستهلك وضبط الأسعار ومتابعة السلع والكشف عن صلاحياتها وجودتها؟ وهل غياب الرقابة الحكومية يعني أيضاً غياب الضمير والأخلاق؟ هذه التساؤلات حاولنا الإجابة عليها في هذا التحقيق: المواطن مستفيد من المعرض البداية كانت مع المواطن الأخ بندر المقطري موظف في شركة إخوان ثابت المنظمة للمعرض الرمضاني السنوي المقام في نادي تعز السياحي والذي قال: أولاً هذا المعرض خاص بمنتجات شركات إخوان ثابت وقد اعتدنا على إقامة هذا المعرض سنوياً للتعريف بمنتجاتنا من جانب وتقديم خدمة للمواطن من جانب آخر والمواطن مستفيد لأننا نبيع بسعر الجملة بالاضافة إلى الهدايا الفورية التي يحصل عليها وهناك أيضاً جوائز قيمة ثلاجات - تراميس- عصارات وغيرها لتشجيع المواطنين على الشراء. كما تشارك في المعرض شركات ومؤسسات تجارية أخرى لسلع مختلفة أدوات منزلية منظفات عطور تمور- وحتى الحبوب والتوابل يعني أن المواطن يجد كل مايحتاجه في مكان واحد بأسعار مناسبة ويمكنك المقارنة بين السعر في المعرض والسعر في السوق لنفس البضاعة. نقص مئة أو مئتين تنفع أم أحمد الصبري من زوار المعرض قالت من جانبها: شهر رمضان يحتاج صرفة كثيرة وأسعار السوق نار اشتريت بعض الحاجات زيت سمن ملاعق صحون.. ارخص من المحلات مش كثير لكن حتى المئة والمئتين تنفع هذي الأيام.. وتحصل على هدايا بسيطة من أصحاب المعرض حبة زيت صغيرة صلصة أدوات...إلخ.. لكن أحياناً تكون الفلوس غير متوفرة بالكامل لشراء جميع الحاجيات وبصراحة رمضان كريم ورزقه يوصل معه بالتأكيد..! أما الأخت إيمان خالد فقد قالت: كل سنة نشتري حاجات رمضان من المعارض التي تقام في السعيد أو نادي تعز وكلما اشتريت بمبلغ كبير كان الفارق في السوق كبير.. ونحصل على دعاية وجوائز تنفع.. ونشتي من الحكومة تخفض الأسعار لأن المواطن متعب كثيراً. أغلب التخفيضات كذب من جانب آخر قال الأخ معاذ السامعي: هي بالأخير تجارة وأغلب التخفيضات التي نسمع عنها كذب والسعر الناقص تدفعه حق مواصلات وما يميز المعرض أن البضاعة الموجودة بداخله جديدة.. كثير من السلع في السوق مغشوشة والمواطن نادر مايركز على تاريخ الانتهاء قصدهم السعر ناقص قليل ولا يهمهم صلاحية ولاجودة يفترض أن الدولة هي التي تؤمن حياة المواطنين وتتبع دخول أي بضاعة مضروبة كما تقوم بوضع سعر معين وضبط التجار المتلاعبين.. والحقيقة أن شهر رمضان فرصة للجميع يترزقوا ويعيشوا أسرهم وأنت عارف كيف الوضع ومالحق المواطن من ضرر. شهر يصرف على سنة من جانبه قال الأخ عبداللطيف راجح: كان رمضان شهراً للصوم والعبادة والراحة.. لكن الظروف تغيرت وكانوا يقولوا سنة ما تصرفش على شهر ما هيش سنة.. أما الآن يقولوا شهر مايصرفش على سنة ما هوش شهر.. وأنا تاجر مواد غذائية بالتجزئة.. هامش الربع قليل بعد الكرتون خمسين أو عشرين المستفيد هو تاجر الجملة وصاحب المصنع والمستورد وأغلب البضاعة المستوردة ارخص من المصنعة محلياً أو مرتفع قليل كلنا ضحية الغلاء وغياب الضمير وغياب الدولة وكل واحد يبيع بالسعر الذي يناسبه.. أنت تبيع القارورة الماء بستين غيرك يبيعها بسبعين وبعضهم بثمانيين والمواطن يشتري ولا يسأل .. نحن تجار التجزئة نشتري بالآجل ونبيع بالآجل وغرقنا ديون وأغلب التجار الصغار غلقوا. لا توجد منافسة تجارية أما الحاج عبدالله الزريقي تاجر جملة فقد قال: جميع أصحاب الشركات والمستوردين الكبار منسقين ولا يوجد تنافس.. تاجر الجملة يشتري من صاحب المصنع أو المستورد كمية كبيرة ونفس البضاعة توزعها الشركة على البقالات.. وأنت تشتي لك ربح صاحب البقالة أفضل له يشتري من موزع الشركة الذي يمر لعنده بدل ما يخسر مواصلات كانت التجارة أخلاق الجميع يعيشوا اليوم الواحد يشتي يلهف السوق كله.. أنا معي زبائن من القرى وإلا كنت قد غلقت من سنين وصدق أن الطمع والجشع في شهر رمضان يكون أكثر من الشهور لأخرى.. الله يستر علينا وعلى بلادنا بفضل هذا الشهر الكريم. كل الناس يفرشوا بالشارع أما الأخ محمد القدسي صاحب بسطة فقد قال: أنا مساعد الضبحان مكسر السوق أبيع أرخص من أي محل ونفس البضاعة منظفات شنبوهات كريم كرامل جيلي شوكلاته لا أبيع البضاعة المنتهية أو التالف أنا عندي أمانة هذي البضاعة مكدسة عند التجار الكبار وقاربت على الانتهاء يعني باقي خمسة أو أربعة أشهر.. نشلها بسعر ناقص ومشيناها بشهر رمضان أو غيره لكن رمضان شهر كريم الناس يشتروا أكثر تشتي الدولة تنظم على الجميع الناس كلهم يفرشوا بالشارع قريب من الناس والسوق إلا كيف سنطلب الله على أسرنا. هذا ما قاله المستهلك والبائع والتاجر والمواطن فما الذي ستقوله الجهات المسئولة في مكتبي الصناعة والتجارة والمواصفات والمقاييس المتهمين بالتقصير وترك الحبل على الغارب. لدينا آلية لتفعيل الأداء الأستاذ سلطان الأصبحي مدير عام مكتب الصناعة والتجارة بتعز قال: مكتب الصناعة والتجارة يبذل قصارى جهده لأداء واجبه في الرقابة على الأسواق وضبط المخالفين وإحالتهم إلى نيابة المخالفات.. رغم الامكانات المتواضعة والصعوبات التي تواجه مأموري الضبط خصوصاً في ظل الاوضاع الأمنية الغير مستقرة.. وأضاف: وما يخص هذا الشهر الكريم لدينا خطة وآلية لتفعيل أداء مكتب الصناعة والتجارة من أجل حماية المواطن وعدم تعرضه للاستغلال من قبل التجار.. وكان المجلس المحلي قد أقر (180) ريالاً للكيلو الروتي وهناك جدية لمتابعة تطبيق هذا القرار والمطلوب من المواطنين أن يتعاونوا معنا ومع أنفسهم وأن لا يشتروا إلا بالكيلو..وضبط الاسعار مطلب الجميع لأن المواطن هو الضحية من ارتفاع الاسعار الجنوني. نراهن على وعي المواطن الاستاذ/ علي السبئي نائب مدير فرع الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس قال: كما تعرفون أن عمل الهيئة يتركز في المنافذ فقط وما يتعلق بالسلع الغير مطابقة التي توجد في الأسواق تمر بطرق غير شرعية عبر التهريب ومراقبة السوق الداخلية وضبط السلع المنتهية الصلاحية من مهام صحة البيئة ونحن نراهن على وعي المستهلك ونعمل على نشر الوعي من خلال الندوات والمنشورات والإرشادات التي تدعو المواطن إلى عدم شراء أي سلعة حتى يتأكد من مدى صلاحيتها وجودتها ومصدرها .. كما تقوم الهيئة بمعايرة الموازين وضبطها..