استأثرت مستجدات الشأن السياسي التونسي والوضع الداخلي للبنان وتطورات المشهد السياسي المصري، باهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم السبت. وهكذا، واصلت الصحف التونسية اهتمامها بتطورات المشهد السياسي الداخلي، حيث كتبت يومية (الصريح) في مقال تحت عنوان "الشعب في انتظار استيعاب السياسيين للدرس المصري"، أن الرئيس التونسي، منصف المرزوقي يسعى إلى "سحب البساط من تحت أقدام شق كبير من المعارضة التي تطالب بالشحن الشعبي لحل المجلس الوطني التأسيسي وإسقاط حكومة علي العريض وتنظيم مؤتمر إنقاذ وطني".
ونقلت في هذا السياق عن رئيس (الحزب الجمهوري) المعارض، نجيب الشابي قوله إن "التواجد في الشارع من أجل الضغط على الحكومة واجب، لكن الدعوات إلى إسقاطها بالعنف عمل غير ديمقراطي"، مقابل ذلك يرى القيادي في حزب (نداء تونس) المعارض محسن مرزوق، تضيف الصحيفة، أن "الحكومة فاشلة والمجلس التأسيسي فقد شرعيته الانتخابية والتوافقية ولا بد من حله"، مشيرا إلى أن تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ستؤدي إلى "ثورة ثانية في البلاد".
وعلقت الصحيفة على هذه المواقف بالقول إن التونسيين "لا يريدون تكرار السيناريو المصري .. بل هم اليوم أكثر حرصا من أي وقت مضى لتدعيم المسار الديمقراطي ويطالبون من السياسيين في السلطة والمعارضة بأن لا يخذلونهم".
في سياق متصل ، نقلت جريدة (الصحافة) عن النائب عن المعارضة في المجلس التأسيسي محمود البارودي قوله إن نواب المجلس "مستعدون للتمرد من أجل تحقيق أهداف الثورة"، واعتبر أن الظرف الحالي الذي تمر به البلاد يفرض على الجميع الاتفاق حول المضامين الدستورية التي "تعتبر حلا للخروج من الأزمة الحالية"، مشيرا إلى أن "التمرد لا يهدف إلى الإطاحة بالحكومة وإنما إلى تحقيق أهداف الثورة وتنظيم انتخابات عادلة والانتهاء من الدستور".
من جهة أخرى، اهتمت عدة صحف من بينها (الشروق) و(الصريح) بخبر مفاده أن 30 إرهابيا ينتمون إلى كتيبة "الموقعون بالدماء" يخططون لضرب مصالح فرنسية وأمريكية في تونس.
وقالت الصحيفتان نقلا عن إذاعة تونسية محلية، التي استندت في روايتها إلى مصادر جزائرية على صلة بملف مكافحة الإرهاب، إن الجزائر نبهت القيادات الأمنية في تونس وليبيا بضرورة "رفع درجة اليقظة والحذر وتشديد المراقبة على الحدود بعد ورود معلومات حول تخطيط أكثر من 30 إرهابيا ينتمون إلى كتيبة (الموقعون بالدماء) لتنفيذ اعتداءات على مصالح فرنسية وأمريكية في المنطقة وعلى منشآت بترولية في صحراء الجزائروتونس وليبيا".
وفي لبنان، اهتمت الصحف بالوضع الداخلي الذي يشهد تعثرا في تشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة تصريف الأعمال، وفي انعقاد الجلسة التشريعية، وإعلان نتائج التحقيقات في التفجير الذي هز منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت (ذات الأغلبية الشيعية)، وكذا تجميد الاتحاد الدولي لكرة السلة عضوية لبنان حتى إشعار آخر بسبب تجاذبات سياسية وطائفية منافية لأنظمة اللجنة الأولمبية الدولية.
وكتبت (السفير) أنه لا جديد على خط تأليف الحكومة الجديدة سوى إعلان الرئيس المكلف تمام سلام أنه لم ييأس بعد، منتظرا مكملات مبادرة رئيس المجلس نبيه بري"، مضيفة أنه "لا جديد على صعيد الجلسة التشريعية المقرر عقدها الثلاثاء المقبل جراء استمرار انقسام الرأي حولها، أمام تأجيل جديد ربما إلى 29 يوليوز على الأرجح، ولا جديد على صعيد التحقيقات في الانفجار الإرهابي في بئر العبد".
وفي السياق ذاته، قالت (النهار) إن "الكلام عن تعقيدات أزمة تأليف الحكومة، ومثلها أزمة الصلاحيات التي ستحول على الأرجح دون انعقاد الجلسة النيابية في 16 يوليوز الجاري، بدا يتخذ طابع المحاصرة التامة للرئيس المكلف تمام سلام وأسره ضمن خيارين لا ثالث لهما في الأفق المنظور". وبخصوص تعليق عضوية لبنان في الاتحاد الدولي لكرة السلة، كتبت (المستقبل) أنه "ليس مستبعدا أن تجذب السلة باقي الألعاب إلى المصير المظلم، وعلى لبنان أن يأخذ درسا بما جرى للعبة كرة القدم في الكويت حين منعت من المشاركات الخارجية"، مشيرة إلى أنه "لعل السلة اللبنانية اليوم باتت عاجزة عن المشاركة في بطولة آسيا، ويتعذر على منتخب لبنان الوصول إلى نهائيات كأس العالم المقبلة للمرة الرابعة في مسيرته مضيعا فرصة، ولا أغلى، للتألق في هذه اللعبة".
وكتبت صحيفة (الحياة) الصادرة من لندن أنه اتضحت أمس ملامح التشكيلة الحكومية الجديدة في مصر، والتي يتوقع أن يؤدي أعضاؤها اليمين القانونية أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور خلال أيام، فيما تعددت المبادرات لتدشين "مصالحة وطنية" تضمن للجميع الانخراط في العملية السياسية المستقبلية.
ومن جهتها، كتبت صحيفة (الشرق الأوسط)، أن جماعة الإخوان دفعت بمسيرات في عدة محافظات، لكنها احتشدت في ميدان رابعة العدوية لمواصلة الضغط على الجيش الذي أقدم على عزل الرئيس محمد مرسي.
ولاحظت الصحيفة أنه بالموازاة مع دعوة الولاياتالمتحدة وألمانيا أمس الجيش المصري والسلطات الانتقالية إلى الإفراج عن مرسي، قال مصدر بمجلس الوزراء ل(الشرق الأوسط) إن حازم الببلاوي رئيس الوزراء المصري المكلف "انتهى من 80 في المائة من تشكيلة حكومته الجديدة وسيعرضها على الرئيس المؤقت اليوم".
وفي قطر، انصب اهتمام الصحف على الأزمة السياسية في مصر، حيث شددت من خلال افتتاحياتها على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وفق معايير لا تهمش أي طرف سياسي في البلاد، و الحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير.
وعبرت صحيفة (الوطن) عن أمالها في أن تتمكن نخب السياسة المصرية، باختلاف ألوان طيفها السياسي، "من التوصل إلى معادلة سياسية تتيح تجاوز مأزق الخلافات الراهنة التي لا يمكن بأي شكل من الأشكال إغفال النظر إليها"، مشددة على ضرورة الحفاظ على الروح الوطنية العالية التي سادت مصر طيلة العامين الماضيين، "بعد أن تمكن الشعب، في ظل وحدته وإجماعه الوطني من إسقاط نظام حسني مبارك عبر ثورة 25 يناير ".
وتحت عنوان "مصر.. الحوار الوطني ضرورة"، حذرت صحيفة (الراية ) في افتتاحيتها من أن "الصراع السياسي الحالي وتجييش الشارع بالشعارات والشعارات المضادة لا يهدد التجربة الديمقراطية الوليدة فحسب بل يهدد السلام الأهلي والوحدة الوطنية ويهدد مصر كوطن".