قال محققون تابعون للأمم المتحدة معنيون بحقوق الإنسان إن "جماعات معارضة متشددة في سورية، منهم مقاتلون أجانب يدعون للجهاد، صعَّدوا من جرائم القتل وجرائم أخرى في شمال البلاد". باولو بينيرو، رئيس لجنة تحقيق مستقلة تابعة لمجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة، قال: "تشهد مناطق شمال سورية تصاعداً في الجرائم والانتهاكات، ارتكبتها جماعات مسلحة متطرفة مناهضة للحكومة مع تدفُّق مقاتلين أجانب".. وأضاف "هناك ألوية بأكملها مُشكَّلة الآن من مقاتلين عبروا الحدود إلى سورية، وكتيبة المهاجرين واحدة من أنشطها". يذكر أن عدداً من الصحف الغربية من بينها "التايمز" الأميركية و"ديلي ميل" البريطانية نشرت في الأيام الماضية تقاريرَ وصوراً من مناطق شمال سورية لمقاتلين إسلاميين متشددين يقومون بعمليات ذبح لمواطنين وجنود سوريين. من جهة أخرى اعتبر بينيرو أن الحكومة السورية واصلت "حملة لا هوادة فيها من القصف الجوي ونيران المدفعية في أنحاء البلاد". في السياق ذاته، كشفت دراسة أجراها المعهد البريطاني للدفاع، ونشرت مضمونها صحيفة "ديلي تلغراف" الاثنين، بأن الجهاديين والإسلاميين المتشددين يشكلون نصف عدد قوات المعارضة السورية. وقالت الدراسة إن عدد المسلحين الذين يقاتلون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقدر بحوالي 100 ألف مقاتل، يتوزعون على حوالي ألف مجموعة مسلحة، من بينهم عشرة آلاف جهادي، يقاتلون تحت ألوية جماعات مرتبطة بتنظيم "القاعدة"، و30 - 35 ألف إسلامي، يقاتلون في مجموعات مسلحة متشددة. ونقلت الصحيفة عن تشارز ليستر الذي أشرف على الدراسة أن المعارضة المسلحة "تطغى عليها مجموعات ذات نظرة إسلامية إلى النزاع، وأن فكرة قيادة المعارضة من قبل مجموعات علمانية لا إثبات عليها".
روسيا تحذر من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الاثنين "أنا أكيد أنه رغم كل التصريحات الصادرة عن بعض العواصم الأوروبية، فإن الجانب الأميركي سيلتزم بدقة بما اتفق عليه كشريك جدِّي". وأكد لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري نبيل فهمي، أن الاتفاق الذي أبرم السبت مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري لا ينص على أن القرار الذي يجب أن يعتمده مجلس الأمن الدولي حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيأتي على ذكر اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يجيز استخدام القوة. وقال إن "زملاءنا الأميركيين يرغبون بشدة أن يتم اعتماد هذا القرار بموجب الفصل السابع، لكن الوثيقة النهائية التي وافقنا عليها والتي تشكل خارطة الطريق لدينا والتزاماً متبادلاً، لا تتضمن مثل هذه الإشارة". وتابع الوزير الروسي: "إذا أراد أحد ما التهديد أو البحث عن ذرائع لشنِّ ضربات، فإنها طريق تعطي إشارة للمعارضة وكأننا ننتظر منهم استفزازات جديدة، وهي أيضاً طريق يمكن أن تنسف بشكل نهائي آفاق انعقاد جنيف 2". وقال لافروف "يجب أن ندرك أنه إذا أردنا حل مسألة إتلاف الأسلحة الكيميائية في سورية فإن خارطة الطريق الروسية- الأميركية تطرح طريقاً مهنياً وملموساً". وكان وزراء خارجية كلٍّ من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا شددوا في ختام لقائهم في باريس، على استصدار قرار قوي وملزم من مجلس الأمن تحت الفصل السابع لضمان وفاء الحكومة السورية بتعهداتها بموجب المبادرة الروسية.