كمجنون يقضي حاجته على الطريق.. كانت قناة "اليمن" يوم أمس الأول تبث أغاني وتفاهات دون أيِّ خجلٍ أو أسفٍ لسقوط عشرات الشهداء، في استهداف قذر قام به أناسٌ مرضى، وشجَّعهم على ارتكاب هذه الجريمة غياب القانون. بعد هذه الجريمة اجتمعت اللجنة الأمنية وأصدرت بياناً ذكرت فيه أسماء الإرهابيين الذين قاموا بتنفيذ هذه العملية. وفي ختام البيان عبَّرت اللجنة عن تعازيها وإدانتها حيال هذا الحادث الإجرامي، وتعهَّدت للشهداء والجرحى وجميع أسرهم وكافة أبناء الشعب اليمني بالرد الحاسم والقوي ضد العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة. وأهابت اللجنة الأمنية العليا باللجان الشعبية وكافة المواطنين الشرفاء القيام بواجبهم الديني والوطني إلى جانب القوات المسلحة والأمن في ملاحقة العناصر الإرهابية المارقة حتى يتم تطهير البلاد من رجسهم ونشر الأمن والاستقرار في ربوع وطننا الحبيب. ملاحقة المجرمين مش علينا يا وزارة الداخلية.. مش انتو الحكومة؟ سننتظر أن تفي اللجنة الأمنية بتعهُّدها للشهداء والجرحى.. ولا أظن أن شيئاً من ذلك سيتم، ولن يكون أكثر من تعهُّد انفعالي وآني.. فما زالت دماء شهداء السبعين وكلية الشرطة وغيرهم الكثير والكثير تنتظر تحقيق العدالة. البيان الصادر عن اللجنة الأمنية احتوى أسماء بعض الإرهابيين.. وطالما أنهم معروفون فلن يستغرق القبض عليهم وقتاً كثيراً.. ويُفترض بوزارة الداخلية -التي نشرت اسم 15 إرهابياً في هذه الجريمة- أن تعلن عن القبض عليهم خلال هذا الأسبوع، ليطمئن أهالي الشهداء أن دماء أبنائهم لن تذهب هدراً، وليطمئن المواطن إلى أن هناك وزارة معنيَّة بالحفاظ على حياته وأمنه، وأن هناك قانوناً يقف إلى جانبه، ولو لمرة واحدة. لقد عوَّدتنا الحكومة على الموت والتفجيرات، وأصبحنا نتلقَّى هذه الأخبار ببرود يذكِّرني بالبردوني وهو يقول: فوجٌ يموتُ وننساه بأربعةٍ.... فلم يعد أحدٌ يبكي على أحدِ.