*ملاسنات الشارع وتوترات أروقة مؤتمر الحوار في أيام التشطيب النهائي لتقديم التقارير والمخرجات والوثائق تجعلك تستحضر الحالة النفسية التي دفعت الحلّاج لأن يقول: عجبت لبعضي كيف يحملني كلّي .. ومن ثقل بعضي ليست تحملني أرضي فالمفروض أن اليمنيين بالحوار قرروا المغادرة إلى مستقبل بلا مواجهات وملاسنات وتوترات وثارات فإذا بأطراف سياسية داخل مبادرة الخليج وداخل التسوية وداخل الحوار تستدعي منطق الأزمة وانفعالات التوتر لتبرز الحاجة الماسة لاسترداد كيمياء الوطن..كيمياء المحبة والأخوة..وكيمياء الأدمغة .. *ما هي المشكلة وهل من سبب لدعوة الجن لأن يمارسوا هواية الركض لمجرد أن أصحاب الدور في إنجاز الوحدة تحفظوا على قيام قوى سياسية داخل مؤتمر الحوار بإعلان الرغبة في وضع أحجار الأساس لإعادة البراميل بمفردات أثارت التساؤل حول ما الذي يحدث بالضبط ؟ وهل نحن أمام مفردات وصيغ تجعل من الانفصال فيدرالية مرحلية ضاغطة أم أنها استراتيجية تمزيقية ماحقة ؟ *وأسألكم بالذي تحفظوه من القرآن ما الخطأ في أن يعترض أي مكون أو زعامة سياسية أو حتى قبلية على مساعي نصب الفخاخ وأحصنة طروادة أمام الإبقاء على فكرة الوحدة دونما التباس أو فخاخ وتحصينها من المؤامرات المرحلية الانتقالية؟ ثم من هذا الذي يعطي الحق لكائن من كان أن يحاكم نوايا المدافعين عن الوحدة تجاه الأفكار والخطط التمزيقية التي تجتزئ التاريخ والجغرافيا حاضراً وحتى زمن يعرب ابن قحطان ..؟ *من السهل أن تتبارى الأطراف السياسية في محاكمة النوايا لكن ذلك لا يلغي حقيقة أن الشعب شب عن الطوق، وصار قادراً على تمييز السمين من الغث في قضية الوحدة والحوار وما تحتاجة اليمن لمغادرة مزادات التشظي والسلبية والتحريض على الكراهية. * اليمن على بعد خطوات من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني .. واليمن أحوج ما يكون لأن تكون هذه المخرجات محترمة , فماذا تحمل الفرق في تقاريرها النهائية من الأمور التي تنتصر للحقيقة من الوهم .. والصدق من الكذب .. وتنتصر للاعتصام بحبل الله من التفرقة والتشرذم.. * ليس مقبولاً المضي في أي هشاشة تبريرية أو سخف تفسيري طالما لا يحفظ لليمن قيمة وحدته ومبادئه وتطلعات مواطنيه ويؤسس لبناء مستقبل اليمن الموحد الجديد .. *مفارقة غريبة وحماقة ما بعدها حماقة أن نستكثر على أنفسنا شرف الوحدة أو نقبل الدنية في الحق مجاملة للمشاريع البائسة ..