المرض والفقر والحرب.. ثلاثة أشياء تعمل ضد الإنسانية وضد الحياة. ليتخيَّل أحدكم أنه يعيش وسط تلك الثلاثة الأشياء، كيف ستغدو الحياة بالنسبة إليه؟ بلد كالصومال مثلاً، تحوَّلت بفضل تناحر بضعة أشخاص إلى قبر مفتوح! ما الذي يمكن للفصائل المنتاحرة أن تتباهى به الآن؟ الفقر سيد هناك، والمرض يتكوَّم في كلِّ زقاق، والحرب شهية مفتوحة لم تشبع بعد! ولا أحد يتَّعِظ. الأنانيون الأغبياء حيثما حلُّوا تُصبح الحياة خبراً عاجلاً لموت لئيم. ليتخيَّل أحدكم أن سُلطة سارقة ومجنونة تعيش معه منذُ ولادته وحتى يكبر ويصير مسئولاً عن بيت وأسرة وأم الجن.. ما الذي يمكنه أن يفعل إذا ما أراد أن يعيش نزيهاً بين شوية جنّ قحطوا الأخضر واليابس، وما زالوا يتعفرتون على الناس؟! الحروب سيئة، بما فيها حروب "الديجيتل، والصراع الأزلي بين الخير والشر.. رواية لم تنتهِ فصولها بعد، ولن تنتهي، طالما وفي الحياة أغبياء ولصوص يجلسون في المُقدمة. المرض والفقر والحرب، ثلاثية إنسان العالم الثالث.. والمشكلة هي دائماً واحدة: السلطة وشهوة السيطرة! الثروة مقابل الشهوة، وحكم الفرد، تبدو كما لو أنها قُرص فوَّار في فنجان مشروخ!! ولا أحد يتَّعظ. شرارات حرب تلوح هنا وهناك، وإنفاق على السلاح يفوق- عشرة أضعاف- الإنفاق على حبة الدواء ورغيف الخبز.. وأنا إلى الآن أتحدث عن الحياة بوصفها لُقمة وغرفة نوم وحبة أسبرين فحسب. بل أتحدث عمَّن يشقى ليل نهار ليحظى- فقط- بفرصة لشرف الحياة كبهيمة، ومع هذا مُش قادر؟! إذ أن الفقر والمرض والحرب، مُثلث زواياه لا تنفرج بصحبة اللصوص. [email protected]