1قامت ثورة 26 سبتمبر وأنا راقد 2قبل الثورة بأشهر ماتت لنا بقرة بعد أن أنجبت عجلاً أسميناه : (بدر) صباح يوم الثورة أيقظتني أمي من النوم وقالت لي وهي "تهزر" البطانية من فوقي: "قم الثورة قامت والبدر هرب". وخيل إلي يومها أن بقرتنا الميتة هي التي قامت، وأن الذي هرب هو العجل بدر 3لقد فهمت كلمة ثورة على أنها أنثى الثور.. وبقدر ما فرحت بقيام ثورتنا (بقرتنا) زعلت لهروب العجل بدر، واندفعت أبحث عنه في دروب وشعاب القرية. 4في الظهر عدت إلى البيت من دون العجل وكنت خائفاً , أخشى من أن تضربني أمي كوني عدت من دون العجل. لكن أمي لم تسألني حتى أين كنت! وعندما قلت لها أنني لم أجد العجل قالت إن الذي هرب ليس عجلنا وإنما هو الإمام واسمه بدر.. هرب من قصره في صنعاء وليس من (الصبل(. 5في المدرسة قالوا لنا إن حكم الإمام هو السبب في أن اليمنيين يمشون حفاة, وأنه في عهد الثورة لن يمشوا حافيين. وحينها تخيلت الثورة على هيئة جبل من الأحذية والشنابل. 6ذات يوم قيل لنا إن الزعيم السلال سوف يأتي إلى منطقة الراهدة, وأن علينا الذهاب لاستقباله, والمسافة من قريتنا إلى الراهدة ست ساعات.. لكنهم من أجل أن يضمنوا ذهابنا أغرونا بالقول إن السلال سوف يوزع لنا شنابل وجزمات، وأننا لن نعود من الراهدة حفاة. 7كنا ننام ونحلم أثناء النوم بالجزمة التي وعدتنا بها ثورة الجِزَم. 8في الراهدة كان الزعيم السلال يخطب ويلعن بيت حميد الدين، لكنه لم يلتفت إلى أقدامنا المتورمة والمتشققة من طول الطريق وصعوبته ومشقة السفر. 9الجِزَم التي وعدتنا بها ثورة 26 سبتمبر لم نحصل عليها , ولا ندري أين ذهبت! لكن بعد أن تمكن اللصوص من سرقة الثورة وسرقة أحلام الثوار وقع لنا ضرب بالجزم. 10كلهم يدّعون أنهم فجّروا ثورة 26 سبتمبر، لكن الحقيقة أنهم فجّروا قلوبنا ..أما الثورة فلا علاقة لهم بها. 11مثلما سرق لصوص اليوم ثورة الشباب؛ سرق لصوص الأمس ثورة ثوار 26 سبتمبر، وسرقوا بطولاتهم وبطولات أبطال حصار السبعين. 12لصوص الثورات لا يقومون فقط بسرقة الثورات, وإنما يسرقون الجزمات ويسرقون التاريخ. 13الثورات العربية جميعها ثورات جزم.. وكل الشعوب العربية الثورية تم دعسها بجزمة الثورة