ثمة حكايات شعبية كثيرة تداولت قديماً- ولم تزل- متعلقة بقدرة الحاخام "الشبزي" على علاج أمراض مستعصية عانى منها يمنيون ذلك الوقت، إضافة إلى ما كان يُعرف عنه من براعة في (ضرب الرمل) وحلّ مشاكل الناس المتخاصمين (مسلمين ويهود) بطرق أكثر ودِّية. إلى ذلك فإن كثيراً من النساء- غالبيتهن مسلمات- كُنَّ يعتبرن الشبزي وليَّاً صالحاً، وكنَّ يثقن به وبعلمه.. الأمر الذي جعلهن يقصدنه للشفاء من العقم، وكنَّ يقلن في حضرته، بحسب ما هو متداول: ثبته يا شبزي.. في إشارة منهن إلى أن الجنين في أحشائهن يسقط باستمرار. لطالما سمعنا هذه العبارة "ثبته ياشبزي".. إنها قصة مؤثرة تحكي- وبشكل بسيط- عن التسامح والتعايش الذي كان عليه اليمنيون من قبل. إذ لم يكن "الشبزي" رمزاً للقداسة وللتداوي لدى أبناء الطائفة اليهودية فحسب، بل حتى المسلمين كانوا ينظرون إليه بتقدير. وفقاً للأسطورة فإن "الشبزي" هو الرجل الذي يتصف بالقداسة.. وقال معاصروه في القرن ال 16 إنه كان من أكثر الناس معرفة بالعلوم الإنسانية وفي كافة المجالات. ويذكر (شالوم بن جوزيف مشتا)، أحد حاخامات الديانة اليهودية، إن يهود اليمن عاشوا في زمن "موري سليم شبزي"، أفضل أيامهم، خصوصاً بعد النفي الذي الجائر الذي تعرضوا له عندما وضع الأئمة، في عهد ( المتوكل على الله إسماعيل) أيديهم على السلطة في اليمن، وطلبوا من أبناء الطائفة اليهودية أن يتركوا الجبال ويخلوها.. كما تم نفيهم أيضاً من "قاع اليهود" أحد أحياء مدينة صنعاء.. (المكان لا يزال يعرف بنفس الاسم حتى اللحظة). وحسب الباحث الأمريكي "غس دي جون" فإن (المتوكل على الله إسماعيل) نفاهم جميعاً إلى منطقة السهل في (موزع) الواقعة على سهل تهامة كنوع من الازدراء. يحكى أن السبب الحقيقي من وراء ذلك النفي الذي تعرضوا له كان عائداً إلى قصة حب خفية حدثت بين أخت المتوكل على الله إسماعيل، وموري سليم شبزي، ولما عرف "المتوكل بشأنها" اشتاط غضباً، وكان النفي. لست متأكداً من أن تلك الحكاية هي ال كانت السبب بالفعل، لكن "غس" وصف ذلك النفي الجماعي الذي تعرض له أبناء الطائفة اليهودية في اليمن قبل قرابة (500) سنة بأنه يعد الحدث الأبرز في تاريخ يهود اليمن على الإطلاق.. حيث تم نفيهم، وأُخذت كل كتبهم المُقدسة، كما بيعت أملاكهم، وهي الأقدم والأعتق في المنطقة.. ولأن يهود اليمن كانوا أقرب الناس إلى التوراة، فد شبهوا نفيهم ذاك بعملية النفي إلى سيناء أول التاريخ. [email protected]