أصدر محافظ أبين خلال اليومين الماضيين قرارات تعيين لقادة من "الإخوان" في عدد من المكاتب التنفيذية خصوصا التعليمية منها في صورة أثارت استياء اللجان الشعبية التي طالبت المحافظ بوقف كافة قرارات التعيين تخوفا من أن تسمح بإعادة سيطرة الجماعات المتشددة -والتي عرفت خلال السنوات الماضية بموالاتها لتنظيم القاعدة- على التعليم. مصدر في السلطة المحلية لمحافظة أبين اعتبر قرارات التعيين التي أصدرها المحافظ وشملت مكاتب التعليم المهني والتربية والتعليم والخدمة المدنية والتأمينات الاجتماعية بمثابة مساعٍ من المحافظ لشراء ولاءات حزبية تحقق له مستقبلا في إدارة شئون المحافظة، مشيرا إلى أن أغلب من تم تعيينهم مؤخرا قيادات في حزب الإصلاح معروفة بتشددها.. وحذر المصدر من وجود "مخطط إخواني" يستهدف السيطرة على المراكز التعليمية في المحافظة في إطار مخطط للسيطرة على التعليم في الجمهورية: "يريدون استنساخ المعاهد العلمية وبما يسمح بإعادة دمج المتطرفين في المجتمع". واعتبر المصدر التركيز على أبين كونها مسقط رأس الرئيس هادي ناهيك عن وجود عشرات المتشددين الذين لا يزالون يسيطرون على عدة مديريات في المحافظة. مضيفا: "يريدون إخضاع الرئيس هادي لأطماعهم من خلال إسقاط المؤسسات التعليمية وإثراء أبين بالمتطرفين الذين طردوا منها بقوة أبناء المحافظة". استغراب شعبي .. وقلق للجان مصدر في اللجان الشعبية أبدى تخوفه من أن تسمح القرارات الأخيرة بإعادة المتشددين إلى المحافظة من بوابة التدريس، مشيرا إلى أن قرارات تعيين في مديريات كالمحفد ومودية والوضيع وأحور بالطبع ستشمل "قادة في القاعدة وليس موالين لها"، باعتبار أن تلك المديريات لا تزال تخضع لسيطرة العناصر الإرهابية التي تحظى بقبول لدى الأهالي هناك، الأمر الذي أكده القيادي الميداني في اللجان الشعبية محمد عبده شمبة ووكيل محافظة أبين في تصاريح ل"اليمن اليوم". يقول شمبة -أحد القادة الميدانيين للجان في زنجبار- إن قرارات التعيين صدرت بصورة مفاجئة وأثارت استغرابا في أوساط المواطنين، خصوصا وأن المقرات الحكومية لا تزال خاضعة لسيطرة أهالٍ رفضوا إخلاءها حتى يتم تعويضهم عن منازلهم المتضررة. وأشار شمبة إلى أن خلافات حدثت بين مديري التربية السابق والجديد دفع باللجان إلى التدخل وتقديم رؤية للمحافظ قضت بوقف قرارات التعيين الأخيرة حتى يتم أولا إخلاء المقرات الحكومية وحل مشاكل المحافظة، معتبرا صدور القرارات في هذه اللحظة يبعث على قلق لدى اللجان خصوصا وأنها قرارات غير موفقة. وأضاف: "الخلاف الآن بين الأهالي ومكتب الإعمار التابع للسلطة المحلية، وهذه المشكلة معقدة وبحاجة إلى حل والوضع لا يسمح بإجراء تغييرات حاليا في مدراء المكاتب".
فشل السيطرة على اللجان دفع نحو التعليم حاولت قيادات إخوانية في عدة مديريات بمحافظة أبين منذ العام الماضي السيطرة على اللجان الشعبية من خلال الدفع بأسماء لقادة وأنصار الإخوان في بعض المديريات منها رصد ويافع على أنها لجان شعبية لكن تنبه اللجان لذلك الأمر بعد وصول كشوفات مزيفة إلى المحافظ حال دون سيطرة الإخوان على تلك اللجان فوجدوا _كما تشير المصادر المحلية - من التعليم فرصة للسيطرة على المحافظة وكلها في سبيل إعادة دمج المتطرفين ممن شردوا من منازلهم بعد تطهير الجيش والأمن لأبين من "أنصار الشريعة". كما حاولت تلك القيادات استدراج أهالي بعض المديريات بعد سيطرتها على المعونات الغذائية الخاصة بالنازحين لكنها جوبهت من قبل تيار واسع في اللجان الشعبية. يقول شمبة إن اللجان الشعبية رفضت منذ الوهلة الأولى سيطرة الإخوان على مقدرات المحافظة خصوصا التعليم الذي ينبغي أن يخضع لسياسة وطنية تبعد إخضاعه للسياسة الحزبية. القرارات غير صائبة وفي السياق اعتبر وكيل محافظة أبين صالح سعيد الشمي قرارات المحافظ الأخيرة غير صائبة، مشيرا إلى أن الوضع لا يسمح بالتعيينات وكان الأحرى بالمحافظ أن يستدعي أي مسئول مقصر في عمله ويقوم بمحاسبته، وأضاف: "أية تغييرات في أبين الآن غير مناسبة والقاعدة لا تزال تتواجد في عدة مديريات ولها نفوذ واسع خصوصا في المحفد وأحور وتحظى برضا لدى الناس"، مشدداً على ضرورة دراسة أية قرارات تعيين مستقبلا "حتى لا تسمح بعودة الجماعات الإرهابية من بوابة الإدارة". لكن قائد اللجان في زنجبار يشير إلى أن القرارات الأخيرة "وإن كان من أحقية السلطة المحلية إصدارها" غير معروفة المصدر "هل هي قرارات من صنعاء أم من المحافظ وكانت مفاجئة". القاعدة عائدة وفرت الأزمة الأخيرة التي فجرتها التعيينات خصوصا مع ذكر مصادر محلية قيام "مليشيات إخوانية" باقتحام مكتب التربية بغية فرض المدير الجديد بالقوة مساحة كبيرة لتغلغل القاعدة في المجتمع، حيث سجلت اللجان الشعبية خلال الأيام القليلة الماضية محاولات استهداف لقادتها في عدة مديريات محصنة منها لودر وزنجبار ناهيك عن التقارير الأمنية التي حذرت من عودة القاعدة إلى أبين. والقصف الذي تشنه قوات الجيش وطائرات حربية على أهداف متحركة للقاعدة تتمثل في سيارات تنقل عناصر للتنظيم بين مديريات المحافظة في وقت انشغلت فيه السلطة المحلية واللجان وحتى الأحزاب السياسية بصراعات التعيين. وتحذر مصادر محلية من استغلال القاعدة لمثل هكذا فرص والعودة إلى أبين، سواء من بوابة التعليم أو من بوابة القوة ومهاجمة قوات الجيش واللجان.