اعتبرت قبائل المناطق الوسطى في محافظة أبين القرارات التي اتخذها المحافظ جمال العاقل مؤخرا وتقضي بتعيين قيادات إخوانية في مؤسسات الدولة خصوصا التعليمية منها بأنها تهيئ المناخ لتغذية التطرف في المحافظة من جديد ناهيك عن إفرازها لحالة من التوتر بين أطياف المجتمع والتي من شأنها الإخلال بالأمن العام المنفلت أصلا. وأشار بيان صادر عن اجتماع قبلي عقد أمس الأول في مديرية مودية وضم شيوخ قبائل من المديريات الوسطى (الوضيع، أمعين، لودر، مودية) إلى أن توقيت قرارات التعيين الأخيرة هدف لإرباك المجتمع في أبين وبما يسهم في عودة أنصار القاعدة، مشيرا إلى أن المناخ السياسي والوضع الأمني "الهش" الذي تشهده محافظة أبين منذ تحريرها من عناصر القاعدة منتصف العام الماضي غير مهيأ لمثل هكذا قرارات. وطالب الاجتماع محافظ أبين بحل المشكلات التي برزت مؤخرا من خلال محاولة بعض الأطراف "تغذية ثقافة التطرف من بوابة إدارة المؤسسات خصوصا التربية والتعليم والتعليم الفني وإصرار بعض المسئولين على تشجيع الأطراف والتيارات المتطرفة للسيطرة عليها". كما اعتبر البيان الذي حصلت الصحيفة على نسخة منه سيطرة "الإخوان المسلمين" على التعليم بمثابة تحويل أبناء أبين إلى "أداة ووقود صراع بالنيابة عنها وإعادة الأوضاع المأساوية في أبين إلى المربع الأول ليضاعف مآسي وجروح أبنائها لتحقيق مكاسب سياسية". كما حذر وجهاء تلك المديريات من ما وصفوها ب"سياسة اللعب بالورقة الأمنية بغية تدمير المحافظة وزرع بوادر ومؤشرات تدشن لصراعات اجتماعية قادمة" تبدأ بارتكاب مجازر جماعية بحق مدراء عموم المؤسسات الحكومية واستبدالهم بآخرين". كما حمل البيان "حكومة صنعاء" مسئولية ما قد سيترتب على عملية الإقصاء الممنهج لمدراء المؤسسات الحكومية وكذا حرمان أبناء المحافظة من الحقوق التي ينبغي على الحكومة توفيرها لهم. وعبر البيان عن شكر شيوخ القبائل للجان الشعبية وقائدها (عبد اللطيف السيد) على المواقف "الوطنية والشجاعة" من القرارات الأخيرة وحيلولتها "دون سقوط مؤسسات الدولة في أيدي المتطرفين".