أراد نعمان الحذيفي ممثل المهمشين في جمهورية الموفنبيك القيام بوقفة احتجاجية فمنعه أحد أفراد الأمن الذي مزق إعلاناً كان الحذيفي قام بتعليقه.. ولعل الحذيفي قال في نفسه أنا نائب رئيس فريق الحقوق والحريات ولا أستطيع استخدام حقي وحريتي في تعليق إعلان والقيام بوقفه..والله ما سبرت - وبعد ملاسنة حول الموضوع تم استدعاء مدير الأمن فقام الحذيفي نعمان بصفعه دون وجه حق وفقاً للرواية التي سبقت التحقيق..وباستدعاء ضابط الأمن لتوضيح الصورة وجدها فرصة واستغل مساعي تقديم الاعتذار له برد الصفعة والاعتداء على الحذيفي على أساس الموروث القائل - بعد التعديل- المستقضي بعد ساعة بطيء والبادئ أظلم والجواب أعظم..وتمت إحالة نائب رئيس لجنة الحقوق والحريات إلى لجنة الانضباط وتوقيف مدير وضابط الأمن - انتهت المعركة وبدأت التحقيقات مايعني تطوراً في أساليب الحوار واستفادة مؤكدة من تفاصيل البطولة اليمنية العربية للملاكمة العالمية التي استضافتها صنعاء بعشرات الملايين دعماً للحوار ونجحت في انتقال بعض المتحاورين وطواقم الأمانة العامة من خط الملاسنة وعلب المياه إلى الصفع والصفع الآخر
- أما الدروس المستفادة فتتمثل في أننا على الصعيد الفردي نفهم انتزاع الحق والحرية بالذراع بذات تمسكنا في الرد ليس بالصاع القانوني وإنما بالذراع أيضاً..تماماً كما ندير خلافاتنا الأوسع وصراعاتنا الأكبر بطريقة لايدرى فيها المخطئ كيف أخطأ ولا لماذا يعتذر.. تماماً كالذي يعتقد أنه في المكان الصواب - وتوضيحاً لبعض ملامح الصورة اليمنية فقد شاهدنا كيف أن حرب صيف 94 كانت دفاعاً عن الوحدة وثأراً من الانفصال والردة والتمزيق وانتهت باعتذار الإدانة فيه لمن حسبناهم جنود الشمال والجنوب الأبطال مع أنهم لم يقوموا سوى بتنفيذ أوامر كبار القوم في الأمس وفي اليوم.. - نفس المشهد يتكرر في الموقف من صعدة، حيث شنت ست حروب سعياً لوقف أطماع الحوثي في خطف حقه الإلهي في السلطة ثم دارت الأيام فكان ولا بد من الاعتذار عن الحروب التي كانت مقدسة فصارت ظالمة.. - وقبل أن يجف حبر اعتذار حكومة باسندوة ومن يليها ويسبقها من القيادات الحكومية والسياسية..ها نحن نسمع خطابات تحريضية بشن حرب سابعة في صعدة من نفس الذين دوخونا بالاعتذار.. - فعلاً بلد عجيب يلتقي فيه الاعتذار مع الملطام والتسوية مع الحرب وما هو مقدس مع ما هو مجرم ومحرم.