أطل من نافذة اليوم على عنوان صادم ورائحة نفاذه قاتلة.. العنوان في صحيفة حكومية يقول.. . اربطوا الأحزمة "الكدم في طريقه إلى الزوال" أمّا الرائحة القاتلة فهي رائحة غازات صادرة عن مئات العلب الكيماوية التي جرى دفنها في الجراف وسط طالبات وطلاب مدارس وأكثر من جامع. . ورغم العنوان البائس والغازات السامة للمكان وما فوقه وتحته فإن القلم يأخذني شرقاً نحو ربوة ظهر حمير حيث موفنبيك حوار تذكرك خواتمه المفترضة بالمتهور الذي توغل في كتاب شمس المعارف طلباً للجن وعندما حضروا فشل في تصريفهم فركضوه بعد أن عبثوا بمحتويات البيت حد خلط الرماد بالدقيق والفحم بحب العزيز.. . وفي المسافة الممتدة بين كيماوي الجراف ومظاهر الشد النفسي والعصبي في الموفنبيك وما بينها من أرض يمنية موجوعة وشعب يتألم من اجتماع الفشل والفساد والإفلاس في حكومة واحدة .. يود المرء لو حضرت الحكمة وتفرغت الحكومة لمهماتها الخدمية وأدرك مؤتمر الحوار أنه المكان الافتراضي لإطفاء الحرائق وليس لاستدعاء المزيد منها. . الفاشلة الفاسدة المرتعشة لم تعمل فتحولت مجاميع من المتحاورين القابضين إلى حفاري قبور ومشعلي حرائق طلباً للمزيد من بيع الوقت المهدور.. مستفيدين من خطيئة عدم تشكيل لجنة تفسير المبادرة الخليجية وأريحية القائد الميداني للرعاة المشغول بالتأكيد المستمر أن عجلة التاريخ لن تعود للوراء فتنشد المجموعة "العجلة تتحرك إلى الأمام".. هذا جيد.. ولكن أين هي العجلة..؟ . وأما بعد طلب الرحمة لمن قال بأن المقدمات تحدد النتائج فإن شطط البداية القائل بأن الحوار بلا سقف وبلا ثوابت وأن المبادرة لا تحتاج للجنة تفسير جعل المخرجات عرضة للقرض والإخفاء القسري وتقديم المؤخر وتأخير المقدم والنشر قبل التوقيع وقبل التوفيق حتى تحولت القاعة الرئيسة والممرات والبهو إلى أماكن متأثرة بارتدادات مواجهات جبهات دماج الثماني وقنبلتي سوق عنس للقات وسوق الحديدة للمواشي.. وأين أنتِ يا "بارجيت باردو" لتنصبي حائطاً للمبكى على الكباش و الماعز المختنقة بدخان الأمن الانفلاتي المستتب. . لقد توقع الشعب أن يكون الحوار هو إطفاء لحرائق الربيع فإذا بالجماعة يجلبون إلى الحوار الكثير من تصورات ورؤى التصادم في لعبة مؤلمة من تبادل عض الأصابع بالنبش في قبور سالمين وعبدالفتاح وإبراهيم الحمدي وجار الله عمر وقائمة طويلة من ضحايا وجبات الحكم في شمال اليمن وجنوبه. . والخلاصة المؤلمة.. قاعة الحوار حبلى في شهرها الثامن ومهددة بدخول التاسع والعاشر بما في ذلك من جفاف المولود وموته فيما الشعب حائر هل وصل المتحاورون ميناء المخرجات أم أنهم ما يزالون عند محطة تحميل الكثير من المدخلات.. ودائماً.. عجبي..!!