اغتال مسلحون مجهولون النائب البرلماني، وعضو مؤتمر الحوار عن جماعة الحوثي "د.عبدالكريم جدبان" مساء أمس وسط العاصمة صنعاء. وقالت جماعة الحوثي عبر وسائلها الإعلامية إن مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية أطلقوا عدة أعيرة نارية على النائب جدبان أثناء خروجه من مسجد الشوكاني عقب صلاة العشاء. وأوضحت أنه تم إسعافه إلى مستشفى آزال إلاّ أنه فارق الحياة قبل وصوله المستشفى. وحملوا السلطات الأمنية مسئولية مقتل ممثلهم في الحوار، مطالبين في بيان بسرعة الكشف عن الجناة وضبطهم. وقال عضو الحوار عن الجماعة علي العماد ل"اليمن اليوم": "نحمل المسؤولية قوى نفوذ في أمانة العاصمة تسيطر على السلطات الأمنية وتعمل على نشر الجنود في الشوارع لحماية نفسها وتوفير غطاء لمحاولات الاغتيال القائمة". وأضاف: "هذه القوى ونظراً لارتباطها الفكري بالمجاميع التكفيرية استطاعت أن تستخدم هذه المجاميع لإصدار فتاوى تستخدمها في تصفية حساباتها مع أنصار الله (الحوثيين) كمكون يعمل على التغيير". وتابع: "إن أكثر ما يرعب هؤلاء من مكون أنصار الله أنه سيكون حاملاً سياسياً لمخرجات الحوار الوطني التي ستنزع عنهم التحكم في الثروة والسلطة". وعن تداعيات الحادث على الحوار، قال العماد إن هذا الحادث والحوادث المماثلة التي لم يكتب لها النجاح ستزيدهم إصراراً على مواصلة المشاركة حتى النهاية. وأضاف: "مثل هذه الأحداث إنما تزيد يقيناً بأهمية مخرجات الحوار، ولهذا سنعمل على أن ترى النور"، مطالباً القيادة السياسية بتوفير الحماية لأعضاء مؤتمر الحوار. وقال مختتماً تصريحه ل"اليمن اليوم": "إننا كمكون أنصار الله، نطالب السلطة وعلى رأسها رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي بتحمل المسئولية الكاملة في حماية أعضاء مؤتمر الحوار، مالم فليسمحوا للآخرين بحماية أنفسهم". وجاءت حادثة اغتيال جدبان بعد يوم من وقف إطلاق النار في دماج بمحافظة صعدة التي شهدت خلال الأسابيع الماضية مواجهات بين الحوثيين والسلفيين استخدمت خلالها مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وأسفرت عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح من الطرفين. كما افتتح الطرفان مؤخراً جبهتي قتال أخريين إحداهما في كتاف صعدة، والأخرى في حرض بمحافظة حجة أسفرتا عن قتلى وجرحى، وتنذران بتوسع القتال إلى مناطق أخرى. إلى ذلك نعت رئاسة مؤتمر الحوار وأمانته العامة استشهاد جدبان واصفة الحادث بالإرهاب. وقال بيان صادر بهذا الخصوص: "إن استهداف الدكتور جدبان هو استهداف لمشروع الدولة المدنية الحديثة التي أسهم من خلال موقعه وصوته القوي كعضو في مجلس النواب، ومؤتمر الحوار في الدفاع عنها والانتصار لها". واعتبرت رئاسة وأمانة مؤتمر الحوار أن استهداف جدبان رسالة واضحة تصب في اتجاه خلط الأوراق وضرب المؤتمر، والحيلولة دون وصوله إلى ختام أعماله، وإدخال البلاد في حالة من العنف والفوضى، مؤكدة أن هذه الرسالة قد أخطأت هدفها وأن غايتها لن تتحقق، وسيمضي المؤتمر بثبات وثقة نحو هدفه ولن يزيد أعضاء مؤتمر الحوار إلاّ إصراراً على النجاح والانتصار للقضايا التي جاء المؤتمر لمعالجتها. وكانت "اليمن اليوم" قد أجرت اتصالاً هاتفياً أمس الأول مع جدبان ولم ينشر بعد -تحتفظ الصحيفة بنسخة من التسجيل- حول موقف أنصار الله (الحوثيين) من تمديد المرحلة الانتقالية قال فيه: "إن فكرة التمديد للفترة الانتقالية مؤامرة على اليمن ونرفضها". واعتبر جدبان التمديد "انقضاضاً على المبادرة الخليجية التي لم نرض بها منذ البداية". وأضاف: "التمديد في ظل الفساد والنهب والاستحواذ على مفاصل الدولة.. نرفضه رفضا قاطعا ولن يؤدي ذلك إلا إلى كوارث في اليمن". وأشار جدبان إلى "أن حزب الإصلاح مع التمديد لأنه يريد الاستحواذ على بقية مفاصل الدولة في ظل موافقة من رئيس الجمهورية وتواطؤ حكومي، وهذا يشكل خطراً ماحقاً"، حسب قوله. ودعا جدبان الإخوان في اليمن إلى الاستفادة مما حدث في مصر بعد فشلهم في الحكم والإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي. وقال: "إذا لم يعتبر الإخوان في اليمن مما حدث في مصر فلا يحيق المكر السيئ إلا بأهله".