* "لقد كان جلياً أن الذين صاغوا فقرات هذا المشروع مدفوعون بأهداف ونوايا مختلفة لكنهم اكتفوا جميعاً عند نقطة السعي للتخلص من أي دور سياسي للرئيس السابق حاضراً ومستقبلاً.. وهكذا اجتمعوا في يوم هو أقرب إلى يوم سقيفة بني ساعدة.. لكنهم حتماً سيختلفون على توزيع المغانم التي سيتصورون أنهم سيجنونها ولو كانت على حساب الوطن بأكمله..". ما سبق جاء في صحيفة الشرق الأوسط والمقال للأخ مصطفى أحمد النعمان وهو على أي حال جزء من تلخيصات كثيرة تكشف أن انتهازية المواقف عند هؤلاء تطغى على ما سواها من الهموم الوطنية متكئين على ربيع يمني.. صحيح أن مواجهاته أفضت إلى مؤتمر حوار لكن تفاصيله نسفت فكرة الثورة بمعناها التغييري ونسفت في ذات الوقت روح الحوار، حتى أن النظام لم يسقط وإنما سقطت الدولة نفسها باستيلاء نصفها على نصفها الآخر ثم ذهب النصفان نحو صحراء المواجهات والانتظار لربيع غير مثمر أو مزهر.. وهاهو الشعب اليمني لا يحصد أكثر مما يحصده اليتيم على مائدة اللئيم. ويصف أحمد الشرعبي ما حدث في اليمن وهو الذي غادر المؤتمر الشعبي العام إلى حزبه قبل أن يهتف لإحداث أزمة 2011 أملاً في الأفضل.. "ما حدث ليس ثورة على ما كنا نقول ولا أزمة كما يقول أنصار صالح.. لكنه أعراض بركان كبريتي امتصته إسفنجة مبتلة بقواقع التخلف كما هو ركام أزمة استحالت جذاماً.. إن لم يكن هذا ما حدث فما هي التسمية الأقرب إلى الواقع.. حالة وبائية.. طفح جلدي حاد.. عدوى إصابة بداء الكلب.. لو كان شيئاً من هذا القبيل ما بلغ الحال حد الاستعصاء.. هل نسميه جزءا من برمودا يمني يمتص رحيق الآمال في سبيل صناعة الملهى". قاتل الله خطورة الشرعبي أحمد عندما يفر وعندما يكر.. عندما يهرب وعندما يقرب.. وعندما يطلق العنان لتجليات القراءة بحرير الإبداع وحِدة موس الحلاقة .. ولعله وقع مثلي تحت مطرقة الدهشة وسكين الاستغراب.. وهو ما سبق وعبرت عنه في هذه الزاوية بالتساؤل إذا كانت الثورة المفترضة في اليمن فشلت فما لنا لا نرى ثواراً؟ بدليل هؤلاء الذين قدموا إلى الحكومة بالبرشوت فظهروا مابين متخم بنغنغة المنصب لا يلوى على شيء وما بين طيّع مسكين لا يرينا إلا ما يريه مدير مكتبه ولا ينفذ غير ما يُملى عليه من تليفونات أولياء الترشيح والإسناد.. وهاهو أحمد الشرعبي بلغة "ترنزستورية" يختزل ما يقوله غيره من الإسهاب الممل بإبداع شرعبي غير مخل قائلاً: "الذين يصرون على اعتبار الأمر ثورة لا يوجد بينهم ثائر نقي أو صاحب قضية عادلة.."..!