يحدث في اليمن فقط أن تسخر قوى الإرهاب الانتحارية من عبط الدولة، وبكل بساطة، وينفذون -متى شاؤوا- أعمالهم الإرهابية وفي أوقات الذروة تخترق عيني عينك قمة هرم الجهاز الأمني المتمثل "بوزارة الدفاع"، فما معنى ذلك سوى فظاعة السقوط! والملاحظ بشدة أن الضحايا هم دوماً من الجنود الأبرياء أو المواطنين المساكين، ويستثنى من كل تلك الأعمال المسئولون، لأن جهود الدولة ومدخراتها ومواردها البشرية والأمنية مسخّرة لحماية "ثلة" من الأولين وقليل من الآخرين! فهل يعقل أن يعبث بالمواطن المسكين وبحياته ولمصلحة من تصب كل تلك المجريات وما هو الهدف وراء أن يكون شعب بأكمله مجرد متفرج للمشهد لا دخل له ولا أهمية ولا محسوبية ولا قرار، وكريشة في مهب الريح نخشى أن يصيبنا الموت برصاصة طائشة على أضعف احتمال؟! فيا مسئولو الدولة.. يا ساسة.. يامتحزبون: نحنُ هنا، ألا تدركون وجود الشعب الميت إلى جواركم؟!، يكفيكم جشعاً في هذه الفترة التي أمنتم خلالها وعلى حسابنا شئونكم وشئون أحفاد أحفادكم!، عبرونا ولو برسالة توضح دورنا في سير هذه البلاد بكل الاتجاهات عدا مصلحتنا المنهوبة وغير المعترف بها من قبلكم؟ فعلى من نحسب أنفسنا "شعب".. وما هي مقومات الحكم المدني والشراكة بين الحاكم والمحكومين! ففي دولتكم الموقرة ألغيت كافة الحقوق الآدمية وحتى الحيوانية، فلا أظن بأن الحيوانات تقبل بالعيش في ظل ظروف ينعدم فيها الشعور بالأمن والأمان!. أنتم أثبتم فعلاً بأنكم تحيون في برجكم العاجي لا تعرفون شيئاً مما يحدث على أرض الواقع ولا تدركون ما معنى ضرب الكهرباء، ولا غلاء الأسعار، ولا النوم بلا عشاء مجبرين، وليس بداعي تخفيف التخمة التي وصلت إلى أقصى مداها لديكم!، لقد أثقلتم كاهل الدولة وأثقلتمونا بعدم اعترافكم الرسمي بوجود شعب صعدتم على ظهوره وعلى دمائه وعلى تضحياته إلى مناصبكم التي أنتم عليها، والآن تتنكرون وتتنصلون منا ومن مسؤوليتنا وتستمتعون بكل أنواع العيش الرغيد، تتلونون كالأفاعي حسب المصلحة وحسب المزاج، فهل تظنون فينا الغباء حتى لا ندرك أنكم تستغلوننا بل وأنكم لا تمتلكون "الوطنية" ولا الانتماء لهذه الأرض مثلنا، نعلم يقيناً أن مفهوم"الوطنية" قد تلاشى لديكم فور صعودكم للكراسي وأنكم لا تدركون سوى معنى "الورق الأخضر" فقط! لقد سلبتمونا كل أحلامنا بقيام "يمن جديد" لم نعد نطمح سوى للسلامة منكم ومما تزعمون! الشعب يدرك عدم صلاحيتكم قبل وعدمها بعد، ولكن كنا كالغريق المتمسك بالقشة الواهنة، أجدى بكم تغيير الصورة السوداء بقليل من الألوان الجميلة، ولكن كل ما قمتم به في مواقعكم هو تقرير البؤس والشقاء من نصيب الشعب، والراحة والهناء من نصيبكم أليست هذه هي قسمتكم "الضيزى" وهل تأملون بعد كل هذا أن نعاود منحكم الثقة، إنكم لا تمتلكون وبكل نفوذكم ولا 1 % من مقدار الثقة لدى شعب أصبح يعد اللحظات حتى يزول سلطانكم المتآكل، الذي تكشفت جميع أوراقه الخاسرة وللأسف الشديد لم يتبقَ له ولا حتى ورقة واحدة يعتمد عليها، أو حتى تحسب له في ميزان حسناته!، لقد خسرتم كل الثقة ولا أمل لكم سوى الاعتراف بالهزيمة والاندحار بعيداً عما تبقى من أحلامنا بالخير في المستقبل القادم إن شاء الله.