قال رئيس الشيشان رمضان قاديروف إنّ وحدة من قوات الأمن الروسية تتدرّب على قتال إسلاميين متشددين يحاربون الآن في سوريا، وتخشى عودتهم من هناك للانضمام إلى حركة التمرد في شمال القوقاز. وأكد، في تصريح نشره موقعه الرئاسي، إنّ «هؤلاء قطاع الطرق يبثون يومياً تسجيلات، يؤكدون من خلالها أنهم سينتقلون بعد سوريا إلى شمال القوقاز للقيام بأعمال إرهابية. ولا نستطيع أن نستمع بهدوء إلى هذه التهديدات وننتظر حتى يتحرك هذا الطاعون باتجاه روسيا». وفي مطار هيثرو اللندني، أحد أكثر مطارات العالم ازدحاما، تبدو أجهزة الأمن البريطانية أكثر تأهبا حيال القادمين من دول قريبة من سوريا. في الشهور القليلة الماضية اعتقلت أجهزة الأمن في هيثرو، أكثر من شخص يشتبه في أنهم كانوا عائدين من سوريا، بعد أن اشتركوا لفترة في قتال القوات الحكومية، وهي اعتقالات أدت لمزيد من الاعتقالات داخل بريطانيا نفسها حيث وجهت لهم اتهامات بالتحضير لهجمات إرهابية محتملة في بريطانيا. ولعل هذا صار هاجسا مقلقا لدى أجهزة الأمن البريطانية وفي بلدان أوروبية، كثيرة فالشباب المسلم في أنحاء القارة صار مستهدفا من قبل شبكات منظمة تسعى لاستقطابه وتجنيده للقتال في سوريا، بل وتذلل كل العقبات التي قد تعترض طريق الوصول إلى معاقل المعارضة في الأراضي السورية. لكن الهاجس ليس في سفر هؤلاء الشباب وإنما في العودة، فبعد شهور وسط المقاتلين "الطامعين في الجنة الراغبين في الاستشهاد"، وبعد اكتساب خبرة قتالية لا بأس بها، قد يمثل هؤلاء -وهم بالمناسبة من حاملي الجنسيات الأوروبية- نواة لتنظيمات متشددة قد تشن هجمات داخل الأراضي الأوروبية على غرار تفجيرات مدريد أو تفجيرات لندن. وتفكر أجهزة الأمن الأوروبية في خطط عديدة للتصدي لهذا الخطر المحدق، منها مثلا الاطلاع على سجلات شركات الطيران فيما يتعلق بالسفر إلى الدول القريبة من سوريا التي يمكن التسلل منها، وهي تحديدا تركيا ولبنان والأردن، أو التنسيق الأمني مع أجهزة الاستخبارات في هذه الدول للسيطرة على هؤلاء المقاتلين والاطلاع على تحركاتهم ومن ثم اعتقالهم في حال عودتهم. لكن تبقى القوانين الأوروبية ومواثيق حقوق الإنسان عقبة كبيرة أمام هذه الخطط خاصة أن الاطلاع على هذه السجلات يستلزم حكما قضائيا، ولا يمكن احتجاز هؤلاء العائدين إلا لمدد قصيرة طالما لم توجه لهم اتهامات رسمية، وبالتالي فقد يعودون من جديد إلى شوارع المدن الأوروبية ليمثلوا خطرا يكون من الصعب السيطرة عليه.