منذ 20 سنة لم يعد أحد يسمع خبرا جيدا عن الصومال . وكذلك هو حال اليمن .. لكن عينيّ- قبل أيام قليلة فقط - ابتهجتا وأنا أطالع تقريرا عبر ال بي بي سي يتحدث عن مسابقة للغناء . نحن والصومال إخوة من " النصاعة " لديهم مسلحون يتناصعون ، ولدينا مسلحون يتناصعون أيضا . لديهم حروب أهلية ولدينا أيضا حروب أهلية . لديهم سواحل ذهب .. ولدينا مثلهم . لديهم زعماء قبائل أرهقوا البلاد ، ولديهم " قاعدة" دمرت الحياة ، ولدينا ذات الأمرين . لكن الصومال الجريح بدأ مؤخرا ينفتح على الحياة ، وذلك خلال تنظيمهم – مؤخرا – لبرنامج تلفزيوني أشبه بمسابقة لاكتشاف المواهب الغنائية والموسيقية ، هو محاكاة للبرنامج الشهير البريطاني "البوب إيدول" . على الرغم من أن جماعة الشباب " الإرهابية" التي تعتقد بحرمة الغناء والتمثيل كانت قد نفذت تفجيرا انتحاريا استهدف المسرح الوطني الصومالي العام الماضي مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة آخرين. المتنافسون في هذا البرنامج الذي كسر رهبة الموت ، لم يعرفوا - منذ نشأتهم - شيئا عن الصومال سوى الحرب، وفي بعض الأحيان لم يكونوا يستطيعون مغادرة بيوتهم بسبب القتال الدائر في الشوارع. ويقول أحمد نور أحد منظمي البرنامج: "نحن لا نستطيع استخدام كلمة "أيدول" (في المسابقة) والتي تعني بالإنجليزية معبود (الجماهير) للإشارة إلى من سيفوز في هذه المسابقة، وذلك لاعتبارات دينية. ويضيف أن هؤلاء المتسابقين مستهدفون بالفعل من جانب المتطرفين لمجرد مشاركتهم في المسابقة. من الواضح الآن أن الشجاعة المدهشة تعيش جنبا إلى جنب مع الحياة الاعتيادية المملة في مقديشو. لكن الصومال ستتفوق علينا بخبر سار على الأقل . الحياة في بلادنا المتأرجحة بين المواجهات المسلحة والحرب ، تبدو رتيبة ومملة وما من أخبار سارة حول اليمن غير إعلان وزارة الخدمة المدنية أن " غدا عطلة رسمية " مع أن البلاد أصلا معطلة خلقة . بالتأكيد سألتقي اليوم أو غدا أو بعده بأحد الإخوة الصوماليين جوار أحد مطاعم العاصمة صنعاء ، وسأسأله عمن أصبح محبوب الجماهير في الصومال ، وسيقول لي اسمه وهو متباه جدا بذلك . ولكنني أخشى إذا ما سألني من هو محبوب الجماهير في اليمن ؟ أيش اقله : الفندم علي .. وإلا الشيخ حمود ؟! اللهم اجعله رؤيان . [email protected]