أصيب قائد حرس اللواء علي محسن الأحمر، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن، في المواجهات التي شهدتها أمس جبهة خيوان حاشد محافظة عمران، بين القبائل الموالية للحوثيين والقبائل الموالية لأولاد الأحمر، وأسفرت المواجهات عن سيطرة الحوثيين على منطقة حواري، تزامناً مع وصول لجنة الوساطة برئاسة اللواء فضل القوسي. فيما رضخ قائد حرس الحدود العقيد منصور ثوابة المحاصر في المجمع الحكومي بمديرية برط العنان محافظة الجوف لشروط القبائل الموالية للحوثيين بمغادرة الجوف إلى صنعاء. وقالت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن العقيد خالد علي العندولي، قائد حرس اللواء علي محسن أصيب إصابات بليغة صباح أمس وتم نقله ظهراً على متن مروحية عسكرية تم إرسالها من صنعاء. وأضافت المصادر أن قتلى وجرحى آخرين سقطوا في المواجهات أمس من الطرفين. وكان العندولي وصل إلى جبهة حاشد منتصف الشهر الماضي ليقود المواجهات في وادي خيوان مديرية حوث عقب سيطرة مسلحي القبائل الموالية للحوثيين عليه بما فيه مزرعة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ونسف حصن حسين الأحمر. وكان هاشم عبدالله بن حسين الأحمر انضم قبل أيام إلى جبهة حاشد كقائد ميداني بعد التقدم المربك لأنصار الحوثيين، غير أن مصدراً قبلياً رفيعاً في صنعاء أكد ل"اليمن اليوم" أنه شاهد هاشم الأحمر عصر أمس يخرج من منزله في العاصمة صنعاء بسيارته المصفحة ومرافقيه، متوقعاً أن يكون (هاشم) عاد على متن المروحية العسكرية التي أقلت العقيد العندولي. وفي جبهة الجوف قالت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن مسلحي القبائل الموالية للحوثيين في مديرية برط العنان فكوا أمس حصارهم عن المجمع الحكومي ومعسكر القشلة بعد مغادرة قائد حرس الحدود العقيد منصور ثوابة المجمع الحكومي إلى العاصمة صنعاء، وهو الشرط الذي وضعه الحوثيون فيما تم الإبقاء على الجنود الذين ينتظرون تعيين قائد جديد لهم. وكان الحوثيون قد سيطروا أمس الأول على ثلاثة من أهم المواقع الاستراتيجية في الجوف وتحديداً في مديرية خب والشعف (جبل حبش وجبل القعيف وجبل بن شامان) وهو ما يسهل للحوثيين السيطرة على أجزاء كبيرة من المحافظة. وفي جبهة دماج محافظة صعدة تبادل أمس السلفيون والحوثيون الاتهامات بشأن خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه اللجنة الرئاسية أمس الأول مع ممثلي الطرفين. وفيما قالت مصادر في جماعة الحوثي ل"اليمن اليوم" إن قرى محيطة بموقع البراقة التابع للسلفيين تعرضت لإطلاق نار بعد ساعات قليلة على بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وقالت مصادر في الجماعة السلفية بدماج ل"اليمن اليوم" إن جماعة الحوثي قصفت بالدبابات جامعا في دماج أثناء تأديتهم لصلاة الظهر، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين. من جانبه أكد عضو لجنة وساطة ل"اليمن اليوم" حدوث خروقات للاتفاق أمس، مشيرا إلى أن اللجنة الرئاسية سوف تنشر اليوم مراقبين عسكريين وقبليين على حدود التماس بين الطرفين لمنع تجدد إطلاق النار. وأشار الشيخ علي الحربي إلى أن المراقبين سوف يحولون دون تجدد المواجهات في حال تمكنوا من الانتشار على المواقع المتفق عليها من قبل ممثلي الطرفين مؤخرا. كما توقع أن تعمل اللجنة خلال الساعات القادمة على أخذ ضمانات من الطرفين بعدم خرق الاتفاقيات بينهما. ولا يزال تبادل إطلاق النار يعيق عملية تقدم المفاوضات بشأن تنفيذ بنود الآلية الرئاسية والتي تضمن تسليم مواقع طرفي الصراع على حدود التماس لوحدات عسكرية – وفقا لما ذكرته مصادر قبلية. وفي جبهة حرض بمحافظة حجة نشرت قوات الجيش أمس وحداتها على امتداد الخط الذي يربط محافظتي صعدة وحجة في حرض بعد انسحاب مقاتلي السلفيون والحوثيين منها بناء على اتفاق توصلت إليه لجنة الوساطة بينهما أمس الأول لتنهي بذلك قرابة شهرين من اقتتال الطرفين الذي يعد امتدادا لمواجهات طائفية لا تزال تشهدها عدة محافظات. وسلم ممثلون عن الحوثيين وآخرون عن السلفيين أمس موقع جبل النار الذي كان يتمركز فيه السلفيون في وادي فج حرض، وكذا موقع المحصام التابع للحوثيين في مديرية الملاحيظ إلى اللجنة الرئاسية التي أشرفت على انسحاب مقاتلي الطرفين وإعادة فتح الخط العام بين المحافظتين بعد إغلاق دام لعدة أسابيع. وقال أحد أعضاء لجنة وساطة قبلية رافقت اللجنة الرئاسية لاستلام مواقع الطرفين ل"اليمن اليوم " إن اللجنة الرئاسية سلمت موقع جبل النار لوحدة عسكرية من اللواء 105 حرس حدود المرابط في الملاحيظ، فيما تسلمت وحدة عسكرية من اللواء 12 حرس حدود موقع المحصام. وأشار الشيخ نبيل الجرب إلى أنه تم أيضا نشر نقاط أمنية وعسكرية لتلافي أية محاولة للطرفين للعودة للاقتتال من جديد. كما توقع أن يتم حل قضية جرحى المواجهات، وأن يتم علاجهم على نفقة الدولة أسوة بجرحى الجبهات الأخرى. ولا تزال اللجنة الرئاسية تعقد لقاءات مكثفة مع ممثلي الطرفين لمناقشة بقية البنود العالقة بين الطرفين والتي يصر طرفيا الصراع على ضرورة حلها في إطار حل شامل للمواجهات الطائفية في دماج. من جانبهم قال ممثلو الحوثيين في المفاوضات إنه تم تسليم بعض المواقع (جبهة حرض) للجنة الوساطة، مشيرا إلى أن بقية المواقع سيتم تسليمها على مراحل خلال 24 ساعة، كون تلك المواقع جبلية. وأشار أبو زيد ل"اليمن اليوم" إلى أن المفاوضات سوف تستمر خلال الفترة المقبلة لإنهاء بقية بنود الاتفاق.