الجماعات الإرهابية في سوريا –وجميعها فروع لتنظيم القاعدة- تعيش أوضاعاً مزرية، بعد أن اشتد عليها الجيش السوري، وخاصة بعد اتفاق سوريا والغرب على موضوع الأسلحة الكيماوية، وبعد أن أدرك العجم وبعض العرب أن دعم هذه الجماعات كان خطيئة كبرى تهدد أمن الإنسانية. واحد من الإرهابيين السعوديين المدحورين من سوريا، شرح في رسالته لأمه بعض ما يجري للإرهابيين هناك، لكنه وجد فسحة في اليمن، إذ كان واحداً من الذين هاجموا مستشفى العرضي في ديسمبر الماضي، رسالة الإرهابي لأمه موجودة بالصوت والصورة في شبكة الإنترنت، وهي محبطة للإرهابيين والمتعاطفين معهم، وأعتقد أنه لهذا السبب لم تذعها قناة الجزيرة ولا العربية، لكن لماذا لم تذعها أي قناة فضائية يمنية؟ ما تبقى من عناصر تلك الجماعات الإرهابية يخوضون قتالاً بعضهم ضد البعض الآخر، وكل جماعة تعتبر الأخرى (طائفة ردة وكفر) وهذه هي طبيعة الإرهابيين، فبعد أن ينتهوا من تكفير العالم كله، يكفرون بعضهم بعضاً، وإذا لم يجدوا من يقتلون، قتلوا المدنيين، وقتل بعضهم بعضاً، لإشباع غريزة القتل المتمكنة فيهم. الأخبار السارة هذه الأيام لا تنقطع، جبهة النصرة تقاتل داعش، وداعش تقاتل الجبهة الإسلامية.. الجبهة الإسلامية تقتل 40 من داعش، وداعش تقتل 30 من الجبهة الإسلامية.. النصرة تقتل والي داعش، وداعش تقتل رئيس الهيئة الشرعية للنصرة، داعش تقاتل الجيش الخر، والجيش الخر يقاتل داعش، وهكذا.. والإخوان المسلمون هذه الأيام يتابعون ما يجري هناك وفي قلوبهم حسرات، وفي أفواههم ماء، لأسباب أحسبكم تعرفونها، حتى إن قادة حزب الإصلاح الذين كانوا ينصرون جبهة النصرة بالمال والرجال، ولا واحد منهم هذه الأيام ذهب إلى أرياف سوريا –علنا على الأقل- لكي (يفارع) بين الإخوان الإرهابيين! إرهابيو داعش قتلوا قبل يومين 50 شخصاً ينتمون لجماعات إرهابية أخرى.. وأين؟ داخل مستشفى أطفال بريف حلب، المستشفى حولته داعش إلى مركز (الإمارة) ومكاناً لاحتجاز خصومها، ولما رأت أن جماعات أخرى في سبيلها للسيطرة على مركز (الولاية) قتلت (الأسرى) الخمسين، وبينهم إعلاميون، ومن لطائف الأقدار أن من بين أولئك الإعلاميين واحد يدعى (محمد قراينة) كان أبرز المتعصبين لداعش، وكتب مرة يدافع عنها، ويقول لخصومها "كثرت أصابع الاتهام والأقاويل أن داعش تختطف الإعلاميين في حلب، خسئتم يا حثالة، دولة الإسلام –داعش- باقية"! فلم تبقِ داعش على صاحبها حتى، وليست باقية، والعاقبة للمعتبرين.