كشف المتحدث الرسمي باسم جماعة السلفيين في دماج، سرور الوادعي جانبا من البنود غير المنشورة التي تضمنتها وثيقة الصُلح المبرمة بينهم وبين الحوثيين، وأهمها إخلاء دار الحديث ونقله إلى محافظة الحديدة. وقال الوادعي ل"اليمن اليوم" إن الاتفاق يلزم رئيس مركز دار الحديث في دماج الشيخ يحيى الحجوري الخروج إلى الحديدة، وكذا مغادرة الطلاب الأجانب إلى بلدانهم خلال الأيام القليلة القادمة.. مؤكداً أن بقية الطلاب سينتقلون مع الشيخ إلى الحديدة. وقال الوادعي وهو أول الموقعين على الوثيقة من جانب السلفيين، إن رئيس الجمهورية سلم دماج للحوثيين. وكان الحجوري قد فوض الرئيس هادي بعد سقوط جبهة كتاف بيد الحوثيين تفويضاً شاملاً لوضع حل لدماج. وقال الوادعي في سياق تصريحه ل"اليمن اليوم" إن الشيخ يحيى الحجوري فوض الرئيس باعتباره ولي الأمر لكنه لم يكن متوقعاً على الإطلاق أن يقدم على مثل هذه الخطوة، مضيفاً: "الرئيس تقرب من الحوثيين بتسليمهم دماج.. وهذا هو الحال للأسف يجازى المسالمون والخاضعون لسلطة ولي الأمر ويكافأ العصاة ومن يرفعون السلاح في وجه الدولة". وتساءل: "لماذا لم يقدم الرئيس على هذه الخطوة قبل مقتل ( 408 ) وجرح أكثر من 620 من طلاب دار الحديث وأبناء دماج.. ألم يكن هذا أفضل". وعبر الوادعي في ختام تصريحه عن خشيته من ثورة شعبية عارمة جراء هذا الموقف، "وعلى الرئيس هادي أن يتحمل تبعاتها". من جهته قال الشيخ عمدان الزنداني –أحد مشايخ السلفيين- في تصريح ل"اليمن اليوم" إن الشيخ يحيى الحجوري كشف ما دار بينه وبين الرئيس في اللحظات الأخيرة، وأن الرئيس قال لهم إن بريطانيا وأمريكا وفرنسا يريدون قصف دماج وأنه يبذل جهوداً مضنية لمنعهم ومن الأفضل سلامة لكم الخروج إلى الحديدة. وأكد الزنداني أن الجميع سيخرجون من دماج التزاماً بطاعة ولي الأمر. وكان السلفيون والحوثيون في صعدة وقعوا وثيقة الصلح بعد ساعات من توقيع الحوثيين وأولاد الأحمر على اتفاق وقف الحرب في حاشد، وبحيث ينسحب الحوثيون من بعض المناطق التابعة لأولاد الأحمر في العصيمات والتي سقطت بأيدي مسلحي القبائل الموالون للحوثيين خلال المعارك الأخيرة. ومساء أمس امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بتعليقات نشطاء السلفيين وقياداتهم المعبرة عن حجم الصدمة، مشيرين جميعهم إلى ما أسموه "غدر جماعة "الإخوان" وفي المقدمة علي محسن الأحمر، وحميد الأحمر، ومحمد اليدومي بالسلفيين" وأن الأيام القادمة ستكشف حقيقة ما جرى، ومن الذي استلم الثمن، سيما وأن وثيقة الصُلح تلزم الحوثيين التوقف عن الزحف نحو قرية الخمري مسقط رأس أولاد الأحمر.