قالت مصادر محلية إن اتفاق إنهاء المعارك بين السلفيين والحوثيين يقضي بإجلاء معظم السلفيين من بلدة دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن إلى إحدى مناطق محافظة الحديدة غرب البلاد. ونقل مراسل «المصدر أونلاين» عن مصادر محلية في دماج ان الاتفاق نص على مغادرة جميع السلفيين الذين لا ينتمون إلى دماج، سواءً كانوا يمنيين أم أجانب.
وأضافت ان الشيخ يحيى الحجوري سيتوجه مع بعض أنصاره إلى محافظة الحديدة فيما يبدو أنه إنشاء لمركز تعليمي هناك.
وقالت المصادر إن هذا يأتي بعد ضغوط مارسها الرئيس عبدربه منصور هادي الذي فوضه الحجوري لاقتراح حل ينهي مشكلة دماج بين السلفيين وجماعة الحوثيين المسلحة، مشيرة إلى أن هادي أبلغ السلفيين بوجود عناصر موالية للحوثيين داخل قوات الجيش والتي من المفترض أن تنتشر في دماج.
وقال سكان إن مئات من طلاب دار الحديث والساكنين في دماج بدأوا بحزم أمتعتهم تمهيداً لمغادرة البلدة.
واسس رجل الدين الراحل الشيخ مقبل الوادعي معهد دار الحديث قبل نحو 35 عاماً واصبح مقصداً لطلاب علوم شرعية سلفيون يفدون إليه من جميع أنحاء العالم.
ويسكن في دماج خليط من أبناء المنطقة الأصليين وآخرين من مناطق مختلفة من اليمن استقروا في البلدة وباتوا من سكانها.
واندلعت الاشتباكات في دماج بعد أن فرض المسلحون الحوثيون طوقاً على البلدة التي يسكنها نحو عشرة آلاف شخص وحاولوا اقتحامها، بينما دافع السلفيون عنها وسقط منهم أكثر من مائتي قتيل بينهم أطفال ونساء خلال قصف الحوثيين.
ونُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ورقة اتفاق موقعة من يحيى الحجوري مدير معهد دار الحديث ومطروحة بيد لجنة الوساطة، تنص على إيقاف الحرب وفك الحوثيين الحصار عن دماج وتبادل جثامين القتلى.
وجاء في البند الثاني من الاتفاق «جعل مدة أربعة أيام بلياليها نتمكن فيها من تجهيز أمورنا للخروج من دماج أنا (يحيى الحجوري) ومن أراد من طلابي إلى محافظة الحديدة ونخرج بأشيائنا آمنين ويكون ذلك بضمانة اللجنة والتكرم بإرسال مروحية لنقلي برفقة لجنة الوساطة وتتولى الدولة كافة تكاليف نقل الطلاب والمدرسين وأثاثهم وأدواتهم وتوفير وسائل النقل الكبيرة إلى حيث يستقر الشيخ يحيى بن علي الحجوري وطلابه مع عوائلهم وجميع شؤونهم وأسلحتهم بمختلف أنواعها».
وبحسب الوثيقة، طلب الحجوري ضمانة من الحوثي مُعمدة من الوسطاء ومن الرئيس عبدربه منصور هادي بأنه «حيث استقررنا أنا وإخواني لا يلحقنا ولا يلحق من بقي من أهل البلاد في دماج من الحوثي أذى ولدار الحديث بدماج الاستمرار».
وينص الاتفاق الموقع من أعضاء لجنة الوساطة على أن يجري تعويض الحجوري من أجل بناء بعض المساجد والبيوت والآبار والعيادات الطبية، إضافة إلى «التعويض العادل عن خسائر الحرب في الممتلكات والمنازل واعتبار شهداء دماج محسوبين على الدولة ورعاية وعلاج جميع الجرحى خلال الربع الأول من هذا العام».