وقع الحوثيون والسلفيون في دماج محافظة صعدة أمس وثيقة صُلح بينهما وبدأ سريان الاتفاق بوقف إطلاق النار في التاسعة مساء . وبحسب ما أعلنته السلطات عبر وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) فإن الاتفاق يقتضي سماح الجانبين بدخول المراقبين فوراً، تمهيداً للخطوات التنفيذية على الميدان ابتداءً من اليوم السبت. مثل الحوثيين في التوقيع على وثيقة الصلح: عبدالكريم أمير الدين الحوثي، ويوسف الغيثي، ومهدي المشاط، وعن السلفيين: سرور الوادعي، وتركي مقود، ومحمد علي حمود ظافر، ومعوض صومع. وجاء التوقيع على الصلح في دماج بعد ساعات من توقيع الحوثيين وأولاد الأحمر على اتفاق وقف القتال في جبهة حاشد. وقال مصدر "اليمن اليوم" في اللجنة الرئاسية في حاشد التي يقودها اللواء فضل القوسي، إن صالح وجمان وأحمد فائق الدومني وقعا عن الحوثيين في حين وقع حسين وهاشم الأحمر عن أولاد الأحمر. وأشار المصدر إلى أن اللجنة في حاشد عادت أمس من الجبل الأسود إلى مركز مديرية حوث وعقدت اجتماعاً لها في منزل حسين الأحمر لمناقشة مسألة آلية التنفيذ وتحديد أسماء المراقبين لتنفيذ الاتفاق. إلى ذلك أفاد "اليمن اليوم" مصدر قيادي في جماعة السلفيين أن ضغوطاً رئاسية كبيرة تمارس على الشيخ يحيى الحجوري -رئيس مركز دار الحديث في دماج محافظة صعدة- لتسليم جبل البراقة المطل على دماج وسحب مقاتلي السلفيين منه كشرط لتدخل الجيش في صد أي هجوم حوثي على دماج. وأضاف المصدر أن ممثلين عن الشيخ يحيى الحجوري بينهم مفيد الضالعي المتحدث باسم حلف النصرة في جبهة كتاف، التقوا قبل أيام برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وقال لهم وبصريح العبارة إنه "لا خيار أمامكم سوى تسليم جبل البراقة للجيش، حينها نحن ملزمون بحمايتكم في دماج من أي اعتداء حوثي". وكان اللقاء عقد بعد سقوط كتاف صعدة ووادي خيوان حاشد بيد الحوثيين. وأشار المصدر إلى أن الشيخ يحيى الحجوري تحدث عصر أمس إلى طلاب في دار الحديث بدماج معبراً عن استيائه وعدم ثقته من كل شيء وأنه "لا ثقة لنا بعد اليوم لا في الحكومة ولا في آخرين إلاّ بالله" في إشارة منه إلى ما حصل من غدر بالسلفيين ممن قاتلوا باسمهم في الجبهات الأخرى. وفي السياق تناقلت أمس وسائل إعلامية أخباراً عن "محادثات سرية بين الرئيس هادي ومستشار الرئيس لشئون الدفاع والأمن، اللواء علي محسن الأحمر، والقيادي في حزب الإصلاح حميد الأحمر بهدف إيقاف الحرب في جبهة حاشد محافظة عمران بعد التقدم الذي أحرزه مسلحو القبائل الموالون للحوثيين نحو مناطق نفوذ أولاد الأحمر في العصيمات. وبحسب المصادر فإن الصفقة تهدف إلى تسليم موقع جبل البراقة لكتيبة من الجيش وسحب مقاتلي السلفيين منه مع ضمان جماعة الحوثي للسلفيين بمواصلة التدريس في مركز دار الحديث بدماج ولكن دون حمل السلاح، وفي المقابل يلتزم الحوثيون بوقف القتال في حاشد وانسحابهم من بعض مناطق العصيمات التي سيطروا عليها. إلى ذلك فصلت أحزاب المشترك جبهة أرحب محافظة صنعاء عن باقي الجبهات، حيث عقد المجلس الأعلى لأحزاب المشترك اجتماعاً له أمس لمناقشة وقف الحرب في أرحب. وقال مصدر قيادي في المشترك ل"اليمن اليوم" إنه تم تفعيل اللجنة التي سبق وشكلها المشترك من رؤساء مكاتبه التنفيذية في صنعاء لحل المشكلة في أرحب ووقف القتال الدائر هناك بين القبائل الموالية للحوثيين والقبائل الموالية لحزب الإصلاح. وأشار المصدر إلى أن الإصلاح يرى أنه معنيّ فقط بالمواجهات في أرحب كونه طرفاً فيها في حين ينفي علاقته بالموجهات في دماج والجوف وحاشد وحرض. نص الاتفاق في دماج: بسم الله الرحمن الرحيم إعلان وقف اطلاق النار استجابة لنداء السلام الذي أطلقه فخامة الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله، ومواكبة لجهود اللجنة الرئاسية والعسكرية والنيابية المكلفة وكذا جهود الوساطات الاجتماعية والقبلية وكل الخيرين. وحرصاً منا على إنجاح هذه المساعي الخيرة وبحمد الله وتوفيقه يسرنا أن نعلن من جانبنا نحن أنصار الله والسلفيين في محافظة صعدة وقف إطلاق النار الشامل في دماج ابتداء من الساعة التاسعة من مساء يومنا هذا الجمعة تاريخ 1/10/ 2014م والسماح من الجانبيين بدخول المراقبين فورا تمهيدا للخطوات التنفيذية في الميدان التي ستبدأ غدا السبت 11 /1/ 2014م إن شاء الله سائلين الله أن يحقن دماء المسلمين وأن يوفق الله الجميع لما فيه أمن واستقرار اليمن واليمنيين .