أثارت الإتاوات المالية التي تدفعها الشركات النفطية في محافظة حضرموت لقيادات عسكرية وأمنية وقبلية مقابل الحماية الأمنية للشركات صراعاً بين قبائل حضرموت والجيش في محافظة حضرموت، فيما يتهم مشايخ القبائل في حضرموت القيادات الأمنية والعسكرية بالاستحواذ على أكثر من 60 مليون ريال شهريا. وكشف تقرير حكومي حديث عن حجم المبالغ المالية التي تدفعها شركات النفط العاملة في محافظة حضرموت سنويا لوحدات عسكرية مقابل الحماية الأمنية والتي تصل إلى 238 مليوناً و127 ألف دولار سنويا. وأشار التقرير إلى أن شركة كالفالي النفطية بالقطاع 9 العاملة في شروج البدر بمديرية وادي وحورة وفي حقل الرويضان نعومة بمديرية حريضة بوادي حضرموت تدفع مبلغاً وقدره مليونين و400 ألف دولار شهريا ويتقاضى اللواء 37 مدرع بالخشعة المنطقة العسكرية الأولى والذي يتولى حماية قطاعات نفطية متعددة، ومبلغ مليون و200ألف دولار شهريا للواء 27 مدرع ميكا الريان المنطقة العسكرية الثانية. تلك الإتاوات المالية التي تقدمها الشركات النفطية الأجنبية العاملة في قطاع المسيلة وقطاعات أخرى دفعت العديد من مشايخ القبائل إلى تجاوز توجيهات الهبة الشعبية خلال الأسبوعين الماضيين وفرض حصار على بعض الشركات الواقعة بالقرب من غيل بن يمين في وادي حضرموت وشركات أخرى بالقرب من قطاع المسيلة النفطي وفي منطقة عبدالله غريب كما أمهلت قبائل آل جابر والسادة آل مولى الدويلي التي تتمركز في منطقة رسب الواقعة بالقرب من منطقة نفطية الأسبوع الماضي النقاط العسكرية المتواجدة بالقرب من مناطقهم 24 ساعة لإخلائها واستبدالها بحراسات قبلية، إلا أن توجيهات رئاسية قضت بتغيير قائد حراسات الشركات السابق الذي تتهمه قبائل حضرموت بأخذ 60 مليون ريال شهرياً مقابل الحماية بالعميد قرار تعيين العميد خالد محمد مبارك بن طالب الكثيري قائداً لقوات حماية الشركات النفطية بقطاع المسيلة النفطي وصدور توجيهات رئاسية إلى وزارة النفط باستيعاب شباب حضرموت في الشركات النفطية وفق آلية السلطة المحلية وهو ما قوبل برفض عدد من القبائل التي تسعى إلى إحلال أبنائها مكان النقاط العسكرية والاستحواذ على المخصصات الشهرية التي تدفعها الشركات النفطية، كما طالب أحد مشايخ حلف قبائل حضرموت بتولي أبناء قبيلته حماية شركة DNO النفطية وهدد بإيقاف نشاطها حال عدم استجابتها شيخ قبائل بني مرة يتوعد محافظ حضرموت وحكومته باقتحام شركة "كالفالي" النفطية ما لم تنفذ مطالب القبائل كما هدد الشيخ عمر بن الشكل شيخ قبائل بني مرة، باقتحام رجال قبائله بشركة "كالفالي" نفطية التي تعمل في منطقته الكائنة بحدبة حريضة بوادي عمد إذا لم تتجاوب إدارة الشركة والحكومة اليمنية والسلطات المحلية بتنفيذ المطالب المتمثلة بإحلال أبناء المنطقة في وظائف الحماية الأمنية للشركة بدلا عن المستقدمين للعمل فيها من خارج المحافظة، ومنعت قبيلة بني مرة نقل النفط الخام عبر قاطرات الحثيلي من شركة كالفاني الكندية التي يبلغ إنتاجها اليومي عشرة آلاف برميل إلى ميناء الضبة وتسببت الاضطرابات التي تشهدها حضرموت بمغادرة كل الخبراء الأجانب بالشركة للمنطقة وعودتهم إلى بلادهم بعد محاصرة رجال القبائل لمقر الشركة. وتناقلت وسائل إعلامية عن أن نقابة شركة توتال يمن النفطية القطاع 10 سيقوم باستئناف الإضراب الشامل ووقف العمل في الإنتاج والتصدير للنفط في القطاع 10، وذلك استجابة للبيان الصادر من حلف قبائل حضرموت والذي طلب فيه العاملون في الشركات النفطية وقف إنتاج وتصدير النفط للضغط على الدولة لتنفيذ مخرجات وقرارات مؤتمر وادي نحب بغيل بن يمين والبدء الفوري بتلبية المطالب الحقوقية المشروعة لأبناء حضرموت .