أحاول منذ صباح الأمس، أن أعتاد على الاسم الجديد "جمهورية اليمن الاتحادية". سيتم إتلاف كلِّ الأوراق الرسمية في الدوائر الحكومية، وفي الصيدليات، والشركات، وفي اللوحات الإعلانية.. ليتم استبدالها بالاسم الجديد.. سيكون أصحاب المطابع ممتنّين لمؤتمر الحوار الوطني أنْ منحوهم موسماً طويلاً من العمل ورقماً عالياً من الربح.. سيطبعون قسائم مرور جديدة بشعار "جمهورية اليمن الاتحادية.." أمانة العاصمة ستحتاج إلى لوحات جديدة حسب الأقاليم.. إدارة المرور ستغيّر أوراق السائقين، وسيتم تغيير لوحات السيارات، لكل إقليم. الأحوال المدنية ستنشر إعلاناً عن انتهاء صلاحية كلِّ البطائق الشخصية السابقة التي تنتمي إلى الجمهورية اليمنية، وستدعو المواطنين إلى سرعة قطع بطائق جديدة. أختام الشركات والبنوك سيتم تغييرها وشطب كلمة "الجمهورية اليمنية" منها. ستزدحم الجرائد بالإعلانات.. وستكتظُّ المطابع بالحبر الاتحادي الجديد.. سيقصُّون أجنحة الطير الجمهوري، ويبحثون عن طيور أخرى مسكونة برهاب التحليق.. اليوم سأنتقل من الجمهورية اليمنية إلى "جمهورية اليمن الاتحادية". لن يردّد الطلاب في تحية طابور الصباح "تحيا الجمهورية اليمنية".. حتى وإن قالوا "تحيا جمهورية اليمن الاتحادية" ستكون موسيقاها مختلفة عمَّا ألفناه. رحم الله الرائي البردوني، إذ يقول: قل لدهريَّةِ الرحيل أضيفي خبرةَ السِّندباد، يا سندبادَهْ قل لها أين كان أحفاد (أروى) يوم صاغت لها الأقاليم قادَهْ قل لصنعا ماذا تودّين؟ قولي توشك اليوم أن تفيد الوَدادَهْ هل أقول اقتضامُ أطراف ذاتي شبهةُ السِّلم أو غموضُ الإبادةْ أي أزواج أمِّيَ الآن عمي كم ستقضي يا ابْني ديون الحفادَهْ؟