أصيب جنديان ولقي انتحاري مصرعه أمس نتيجة انفجار سيارة مفخخة استهدفت مبنى الأمن القومي بمدينة المكلا محافظة حضرموت، في إطار محاولة القاعدة التخفيف عن عناصرها في أبين. وقال مصدر أمني في حضرموت ل"اليمن اليوم" إن عناصر من تنظيم القاعدة على متن سيارتين (هايلوكس وشاص) مرافقة لسيارة مفخخة نوع صالون موديل 2002م تحمل 250 كجم من مادة ال(TNT) هاجمت مبنى فرع الأمن القومي في منطقة فوّه مدينة المكلا.. إلا أن السيارة انفجرت قبل وصولها المبنى بثواني، وأسفرت عن إصابة جنديين بشظايا ومقتل الانتحاري. وأضاف بأن الجنود المكلفين بحماية المبنى بمساندة أطقم عسكرية تابعة للقوات الخاصة تصدوا لعناصر القاعدة التي كانت تحاول اقتحام المبنى، وتوجهت العناصر إلى الجهة الشرقية لمدينة المكلا، مشيراً إلى أن الانفجار أدى إلى أضرار في المبنى. وباشرت الأجهزة الأمنية التحقيقات لمعرفة هوية الانتحاري الذي تناثر جسده إلى أشلاء ومعرفة بيانات السيارة . وفي إطار محاولة القاعدة تخفيف الضغط على عناصرها في شبوةوأبين أطلقت عناصر مسلحة يعتقد انتماؤها لتنظيم القاعدة صاروخاً مساء أمس على معسكر دار النصر في مدينة البيضاء. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن عناصر يعتقد انتماؤها لتنظيم القاعدة أطلقت صاروخاً نوع (بي 10) على معسكر دار النصر التابع للواء 26 ميكا، مدينة البيضاء، ولم تسفر عن إصابات في صفوف الجنود. وبحسب المصدر فإن الجنود ردوا على العناصر بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة باتجاه الجبال المطلة على المعسكر والتي تتمركز فيها العناصر، ولم تعرف عدد الإصابات في صفوف العناصر. الجيش يواصل تقدمه في أبينوشبوة 5 كيلومترات فقط تفصل قوات الجيش القادمة من جهة (مودية) للالتحام بقوات الجيش القادمة من اتجاه أحور، وهي الخطوات التي لا بد منها للمعركة الأهم في المعقل الرئيسي للقاعدة في أبين "وادي ضيقة" بمديرية المحفد. وقالت مصادر عسكرية مشاركة في الحملة ل"اليمن اليوم" إن قوات الجيش واصلت أمس تقدمها في جبهة المحفد حيث وصلت إلى منطقة سيل وهي المنطقة الثالثة التي يقتحمها الجيش، بعد المعجلة ومعوان، في طريقه إما إلى مركز مديرية المحفد (مدينة المحفد) أو الالتحام مع قوات الجيش القادمة من جهة أحور بقيادة حيدر هطل، والزحف نحو "وادي ضيقة" المعقل الرئيسي للقاعدة في أبين. وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى في صفوف القاعدة في مواجهات أمس في منطقة سيل، مشيرة إلى أن من بين القتلى 4 قيادات وسطية، بينهما "أبو أسامة الشيشاني". وقال المصدر إن قائد الحملة، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء الركن محمود الصبيحي نجا أمس من محاولة اغتيال للمرة الثانية منذ بدء الحملة، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت طقماً عسكرياً كان على متنه إلاّ أن الانفجار تأخر لثوان من مرور الطقم. وتوضيحاً لسير المعركة، قال عبداللطيف السيد قائد اللجان الشعبية ل"اليمن اليوم" إن 4 كم تفصل منطقة سناج التي وصلها قائد محور أبين العميد حيدرة هطل،أمس الأول من جهة شمال أحور وقام بتمشيط المنطقة والجبال القريبة منها، فيما لا يزال ينتظر العميد هطل وصول قائد المنطقة العسكرية الرابعة بقواته إلى سناج. وأضاف السيد إن الصبيحي سيلتقي بقائد محور أبين في منطقة سناج وسيتم وضع خطة جديدة لشن هجمات على وادي ضيقة التي تبعد عن سناج 4 -5 كيلومترات، إلا أنه ليس من السهل اقتحام وادي ضيقة معقل تنظيم القاعدة، حيث أن العناصر زرعت ألغاما وعبوات ناسفة في الطريق المؤدية إلى الوادي، لذا على الجيش أولاً تمشيط الوادي قبل دخوله. وأوضح السيد أن الحملات العسكرية القادمة من محافظة أبين تحاول تضييق الخناق من جهة الشمال في حين قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن أحمد السيف اليافعي واللواءين الثاني مشاة جبلي والثاني مشاة بحري يحاولان تضييق الخناق من جهة الشرق مفرق صعيد وعزان، لإرغام العناصر على الاتجاه شرقاً، ما يعني أن على الحملة العسكرية التقدم نحو صعيد وعزان. وقالت وزارة الدفاع في موقعها الرسمي إن مسلحي القاعدة تعرضوا أمس لأكبر هزيمة أجبرتهم على الانسحاب من النقطتين الرئيسيتين التي كانا متمركزين فيها بالخط الرئيسي وسط المحفد والتي أصبحت حالياً في قبضة الجيش. ولفتت وزارة الدفاع إلى أن الجيش "ضيق الخناق على العناصر الإرهابية، ولم يتبق منهم سوى قلّة في منطقة وادي ضيقة". وفي جبهة شبوة سيطرت قوات الجيش من اللواءين الثاني مشاه جبلي والثاني مشاه بحري، أمس، على منطقة سلامة إحدى المناطق المتاخمة لمركز مديرية ميفعة(جول الريدة) التي اقتحمتها قوات الجيش في ثالث أيام الحملة، وتستعد للمعركة الأهم في منطقة عزان المعقل الرئيسي للقاعدة في شبوة. وأضاف المصدر أن مواجهات عنيفة اندلعت مساء أمس في كولة باكر ومنطقة الطلح وهما من المناطق المتاخمة أيضاً لجول الريدة، وأشار المصدر إلى أن تصفية عناصر القاعدة من سلامة، وباكركر، والطلح تأتي في إطار الاستعدادات الجارية الآن التي تستهدف دحر عناصر القاعدة المتمركزة في وادي ميفعة وكدرة عطل، شمال مركز المديرية (جول الريدة) ولا بد من ذلك قبل الحديث عن معركة عزان. وفي محور شبوة أيضاً، ولكن في جبهة الصعيد وحبان، تسلم قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء الركن أحمد سيف اليافعي مهام إدارة المعركة. ويعد معسكر القاعدة في الصعيد الأهم من بين معسكرات القاعدة، ويتحدث البعض عن أن أهمية هذا المعسكر تفوق معسكر التنظيم في وادي ضيقة بأبين. وكانت قوات الجيش تعرضت لخسائر بشرية وتدمير آليات عسكرية في أول أيام الحملة العسكرية في جبهة الصعيد في كمائن نصبها التنظيم. وتوصلت التحقيقات في أحد الكمائن التي نصبتها عناصر القاعدة للجيش في حملته على معاقل التنظيم في شبوة، إلى أن خطأ استخباراتياً كاد يفشل الحملة التي قادها عبر مفرق الصعيد، قائد محور عتق ومديرا الأمن العام والأمن الخاص. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن معلومات تحصلت عليها أجهزة الاستخبارات، أفادت بانسحاب عناصر القاعدة من نقاط تمركزهم في الصعيد، وتوجههم صوب مديرية رضوم لإعاقة تقدم حملة عسكرية أخرى بقيادة وزير الدفاع ، مما دفع بالحملة العسكرية إلى التقدم صوب مديرية حبان، حيث تعرضت لكمين قتل فيه نحو 8 جنود وأصيب 22 آخرون . وقالت المصادر إن عناصر القاعدة أخلت نقاطها بالفعل، لكنها تمركزت في محيط تلك النقاط، وهاجمت الحملة العسكرية أثناء مرورها من تلك النقاط.