مشطت قوات الجيش أمس "وادي ضيقة" المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة الإرهابي في مديرية المحفد محافظة أبين، بعد انسحاب عناصر التنظيم الأجانب بكامل أسلحتهم، بموجب اتفاق دعته قبائل باكازم يقضي بانسحاب القاعدة من ضيقة ومدينة المحفد تجنباً للقصف من قبل قوات الجيش التي ضيقت الخناق على المنطقتين. الخطوة نفسها في شبوة، حيث انسحبت عناصر القاعدة من المناطق المتاخمة لجول الريدة (مركز مديرية ميفعة) بموجب اتفاق قبلي، فيما واصلت قوات الجيش القادمة من محور عتق الزحف وصولاً إلى منطقة خبر لغموش آخر منطقة حدودية لشبوة مع أبين. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري مشارك في الحملة إن قوات الجيش في أبين دخلت عصر أمس وادي ضيقة المعقل الرئيسي للقاعدة في المحفد وفيه أبرز معسكراتها التدريبية، بعد أن أبلغت القبائل قيادة الجيش بخروج عناصر القاعدة الأجانب وعددهم 150 بكامل أسلحتهم على متن (22 سيارة) باتجاه مناطق نائية في مديرية صعيد شبوة في طريقهم إلى معقل رئيسي للتنظيم يقع في مناطق وادي عبيدة محافظة مأرب، فيما سلم 15 من عناصر القاعدة من أبناء المحفد أسلحتهم وبقوا في منازلهم، ويقضي الاتفاق بعدم ملاحقتهم، واعتماد درجات وظيفية لهم. وأضاف: تحركت قوات الجيش المتمركزة في سناج عقب وصول البلاغات في الظهر بخروج العناصر الإرهابية، ومشطت أولاً منطقة الحنان وضيعمان قبل الدخول عصراً وادي ضيقة وتمشيط جباله. تفجير مبنى حكومي وكانت قوات الجيش في محور ميفعة بقيادة اللواء الصبيحي التحمت أمس الأول بعد سيطرتها على المعجلة مع القوات القادمة من محور أحور بقيادة حيدرة لهطل في سناج. وقال ذات المصدر العسكري إن قوات الجيش نجت من كمين إرهابي كبير في منطقة ضيعمان التي شهدت انفجار مبنى كان مقراً لقوات الأمن المركزي قبل أن تحتله القاعدة، وهو المبنى الذي تداولت وسائل إعلامية بأنه المجمع الحكومي في مركز مديرية المحفد. وأضاف: عندما كنا على بعد 2 كيلومتر من ضيعمان حدث انفجار ضخم اتضح بعد وصول القوات إلى المنطقة أنه المبنى المشار إليه، وتم التفجير بعبوات ناسفة مؤقتة ما يعني أن عناصر القاعدة كانت تتوقع دخول قوات الجيش إلى المبنى فور وصولها ضيعمان، وحددت الوقت إلاّ أنه لم يكن التوقيت صحيحاً، حيث تم تفجير المبنى قبل وصولنا إليه. ويقع وادي ضيقة على بعد 3 كيلومترات من المبنى في ضيعمان. ونفى المصدر صحة الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلامية أمس عن دخول قوات الجيش مدينة المحفد مركز المديرية، وقال في سياق تصريحه ل"اليمن اليوم": نحن وصلنا وادي ضيقة عصر اليوم –أمس- ومشطنا الجبال وأوكار القاعدة في الوادي، وتم تفكيك الكثير من العبوات والأحزمة الناسفة، وصباح يوم غد –اليوم- ستتجه القوات لتمشيط مدينة المحفد التي غادرها عناصر القاعدة الأجانب في وقت متأخر من مساء الاثنين. من جهته قال الشيخ محمد سعيد حديج، أحد مشائخ باكازم ل"اليمن اليوم" إن عناصر القاعدة أخلت مدينة المحفد ووادي ضيقة وغادرت بكامل أسلحتها ومعداتها باتجاه شبوة. وكانت عناصر القاعدة قبل انسحابها صباح أمس من سناج، نصبت كميناً لمقاتلي اللجان الشعبية أسفر عن استشهاد ثلاثة (محمد حيدره، صالح العاصي، علي منصر) وإصابة (حسن الطلي، وليد العنزي، سند محمد سيف) وجميعهم من أبناء قبائل باكازم، وفقاً لمصادر "اليمن اليوم". وفي جبهة شبوة محور ميفعة مشطت قوات الجيش جول الريدة مركز مديرية ميفعة والمناطق المتاخمة لها التي انسحبت منها عناصر القاعدة جراء الحصار المطبق عليها من قبل الجيش وضغوط قبلية من آل الرشيد وآل معوضة لتجنيب مناطقهم الدمار. وقال مصدر عسكري مشارك في الحملة ل"اليمن اليوم": مشطنا اليوم -أمس- بقية المناطق المتاخمة لجول الريدة والتي كانت تتمركز فيها العناصر الإرهابية. وجاء انسحاب القاعدة بموجب اتفاق قبلي بين مشايخ وأعيان منطقة ميفعة ومسلحي التنظيم الإرهابي من أجل وقف العمليات التي تخوضها قوات الجيش منذ أسبوع. وتتضمن الوثيقة المبرمة بين المشايخ والأعيان كطرف، ومسلحي القاعدة كطرف آخر، ستة بنود: السماح للجيش بالمرور على الخط العام لمدة أسبوع، إلزام الجيش بالحفاظ على الممتلكات الخاصة والسكينة العام، عدم ملاحقة مسلحي القاعدة من أبناء المديرية أو مداهمة البيوت، عدم ملاحقة أو أذية أي شخص من أبناء المنطقة أيا كان توجهه، انسحاب مسلحي القاعدة من أرض المعركة، وخروج المسلحين من غير أبناء المديرية، كما احتوت الوثيقة على عودة الأمن العام والسلطة المحلية لمزاولة نشاطها. وفي شبوة ولكن في محور عتق بقيادة قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء أحمد سيف اليافعي، واصلت قوات كبيرة من الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً) ووحدات اللواء 21 ميكا تقدمها من مثلث النقبة إلى مناطق حدودية مع أبين. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري في اللواء ثاني مشاة جبلي -أحد الألوية التابعة لما كان يعرف بالحرس الجمهوري- إن قوات الجيش تقدمت إلى مناطق قرن السوداء والعرم وصولاً على منطقة خبر لغموش التي تمركزت فيها، وهي آخر المناطق الجغرافية التابعة إدارياً لشبوة من جهة المحفد أبين. وأشار إلى أن عدداً من الوحدات العسكرية ستتجه في الصباح للالتحام بقوات الجيش في محور أبين. وقالت وزارة الدفاع في موقعها الرسمي أمس إن الوحدات العسكرية والأمنية المرابطة في محور عتق واصلت , اليوم- أمس- تقدمها من مديرية حبان إلى منطقة النقبة وتمشيط المنطقة وتطهيرها من العناصر الإرهابية، حيث تقدمت القوات المشاركة إلى منطقتي قرن السوداء والعرم ودكت المعاقل والأوكار والمخابئ التي كان يتحصن فيها الإرهابيون وفرار تلك العناصر الإجرامية. وأكد المصدر أن " نهاية الإرهاب باتت قريبة وأن عملية التطهير وملاحقة العناصر الإرهابية والإجرامية مستمرة حتى اقتلاع آفة الإرهاب واجتثاث جذور الشر والبغي والعدوان لتلك العناصر الدموية الآثمة التي أساءت إلى الدين الإسلامي الحنيف وإلى قيم وأعراف الشعب اليمني الأصيل". ونفى مصدر عسكري مسئول صحة أنباء تناولتها قنوات فضائية وصحف ومواقع إخبارية تحدثت عن هدنة محتملة أو حوار لأي جهة رسمية مدنية أو عسكرية مع عناصر وقيادات الإرهاب القاعدي. ونقل موقع وزارة الدفاع (سبتمبرنت) ووكالة الأنباء الحكومية (سبأ) عن المصدر: إن هذه الأنباء ليست سوى مجرد إشاعات وفبركات وتسريبات إعلامية كاذبة ومضللة وليس لها مطلقا أي أساس من الصحة. مستغرباً لجوء بعض وسائل الإعلام إلى ترويج مثل هذه الشائعات والأكاذيب في هذا التوقيت الذي تحقق فيه القوات المسلحة والأمن نجاحات كبيرة في دك معاقل الإرهاب وتسير بخطوات واثقة في اتجاه حسم المعركة والقضاء على ما تبقى من فلول العناصر الإرهابية. وشدد المصدر على أنه ليس هناك أي خيار أمام المقاتلين الأبطال في القوات المسلحة والأمن ومن خلفهم جماهير الشعب ، غير المضي قدماً للقضاء على قوى الإرهاب والتطرف أينما وجدت وتخليص اليمن من شرور الإرهاب الذي أضر كثيراً بمقومات ومقدرات الشعب والوطن. فرار إلى الشمال وفي السياق قالت تقارير أمنية إن عناصر القاعدة في جبهات القتال، خصوصا في محافظة شبوة، بدأت بالفرار منذ الاثنين نحو معاقل التنظيم في محافظات (البيضاء، أبين، مأرب)، وفقا لما ذكرته وزارة الداخلية، فيما تشهد محافظتا إب والضالع تحركات مكثفة لاستقبال عناصر التنظيم الفارين من أبين. وتأتي عملية النزوح هذه في ظل اتفاق بين الجيش والقبائل يقضي بإخراج عناصر القاعدة من أراضيها خلال مهلة انتهت، مساء أمس، فيما تواصل وحدات الجيش والأمن، لليوم السابع على التوالي، تقدمها لاستكمال تطهير جيوب القاعدة في مديريات ( الصعيد، حبان، ميفعة). وقالت وزارة الداخلية في مذكرة بعثتها لمدراء أمن المحافظات، سالفة الذكر ، إنها رصدت فراراً لعناصر القاعدة باتجاه مديريات مرخة العليا والسفلى و بيحان، مشيرة إلى أن معلومات لديها تؤكد أن اجتماعا لعناصر التنظيم في بيحان، محافظة شبوة، أقر توزيع العناصر التي كانت مرابطة في معاقل التنظيم في شبوة، على محافظاتمأربوالبيضاء، وإيفاد معظمهم لتعزيز جبهات القتال في أبين. تخطط للاستيلاء على عتاد عسكرية وفي محافظة البيضاء، قالت الداخلية إن القاعدة وجهت عناصرها بالبقاء في مناطق تمركزهم وتكثيف العمليات الإرهابية المباغتة على مواقع الأمن والجيش. وأشارت الوزارة في مذكرة بعثتها، الاثنين، لمدير أمن البيضاء، إن عناصر القاعدة تخطط لاستهداف ناقلات عسكرية محملة بدبابات وعربات (بي أم بي) ومدافع في طريقها إلى أبين. تنقلات مكثفة بين الضالع وإب وكشفت تقارير أمنية عن تنقلات مكثفة لعناصر القاعدة بين محافظتي الضالع وإب، شهدتها الساعات القليلة الماضية، فيما يبدو استقبالا لعناصر فرت من شبوة. وأبلغت وزارة الداخلية، الاثنين، مدراء أمن محافظتي (إب والضالع) أن عددا من عناصر التنظيم يستقلون أطقم شرطة تنقلوا، مساءً، بين مديرية دمت بمحافظة الضالع ومديريات الرضمة ، السدة، حزم العدين، بمحافظة إب، مشيرة إلى أن أغلب من كانوا يتنقلون بين المحافظتين، أجانب. نشاط التنظيم يستهدف الأجانب في مأرب وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن عناصر التنظيم بدأت تفعيل نشاطها في محافظة مأرب بالتخطيط لاختطاف أجانب عاملين في الشركات النفطية. وأشارت المصادر إلى أن عدداً من عناصر التنظيم مدعومين قبليا، عقدوا اجتماعا مساء الاثنين، واتفقوا مع شخصين من أبناء مأرب- تتحفظ الصحيفة على أسمائهما- بتنفيذ مهمة الاختطاف والترصد لحركة الأجانب. تمشيط محيط معسكرين على تخوم صنعاء وكثفت قوات الأمن والجيش في صنعاء، خصوصا منطقة الحتارش، من تحرياتها بحثاً عن شاحنتين وسيارة، محملات بالمتفجرات، قدمت، مساء الاثنين، إلى صنعاء لتنفيذ هجمات انتقامية، وفقاً لما أوردته الداخلية في مذكرتها لقادة الوحدات الأمنية. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن حملة أمنية مشطت محيط معسكر (48) -مقر قيادة الحرس الجمهوري سابقاً- إثر وصول أنباء عن وجود سيارة مفخخة بجواره لاستهدافه جراء مشاركة قواته الفاعلة في الحرب ضد القاعدة، كما مشطت وحدة أمنية وعسكرية أخرى محيط مقر اللواء الرابع بحثاً عن السيارة. وأشارت المصادر إلى أن التحريات لا تزال متواصلة على تخوم العاصمة لمنع تسلل تلك المركبات التي يعتقد وجودها حاليا في منطقتي الحتارش والأزرقين. وكانت الداخلية عممت، الاثنين، على شاحنتي نقل كبيرة تقلان حاويتين محملتين بالمتفجرات قد تصل صنعاء خلال الساعات المقبلة، وسيارة ثالثة ، مفخخة، كانت تسير بالقرب من مصنع المكرونة المحاذي لمعسكر 48.
