يواجه رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أسوأ أزمة تهدد مستقبله، عدا عن سلسلة من الفضائح السياسية ومواجهة المتظاهرين بالقوة. وقال وزير الطاقة التركي، يانر يلديز، الجمعة، إن 18 عاملا من عمال المناجم على الأكثر، لا يزالون محتجزين تحت الأرض في منجم الفحم المنكوب، متوقعا أن تبلغ الحصيلة النهائية للقتلى 300 قتيل. وتوقع وزير الطاقة التركي، ألا يخرج أي عامل حيا من المنجم المنهار في سوما شرقي تركيا. وأكد يلديز أن النيران لا تزال مشتعلة داخل المنجم، مما ساعد في نشر الأبخرة الضارة، ولكنه أشار إلى أن ذلك آخذ في الانخفاض. وكان أقارب الضحايا، شيعوا موتاهم، الخميس، في جنازة جماعية، حيث حرصوا على حمل صورهم فيما ردد البعض أسماء العمال المفقودين داخل المنجم. يذكر أن نحو 284 من عمال المنجم، لقوا حتفهم في أسوأ كارثة تشهدها المناجم التركية. إهمال الشركة المالكة من جهة أخرى، قال متحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الجمعة، إن المنجم خضع للتفتيش 11 مرة خلال السنوات الخمس الماضية، نافيا وجود أي ثغرات في أنظمة سلامة التعدين في البلاد. كما نفت الشركة الخاصة التي تستثمر منجم الفحم في سوما غرب تركيا، الجمعة، حدوث «أي إهمال»، بعد الحادث الذي وقع، الثلاثاء. وقال مدير الاستثمار في شركة سوما، في مؤتمر صحفي: «لم يحدث أي إهمال في هذا الحادث». وأوضح أن انفجار غبار الفحم، قد يكون سبب الانفجار في المنجم. هذا فيما نفى مسؤول آخر في الشركة، رمضان دوغرو، فرضية حدوث ماس كهربائي في لوحة المحولات داخل المنجم، وهي فرضية طرحت لدى وقوع الحادث. وأضاف: «لا نعلم كيف وقع الحادث». من جانبه كشف تقرير أن أردوغان عند زيارته لموقع الحادث في سوما يوم الأربعاء، اضطر للاختباء في متجر بينما صاحت جماهير من المتظاهرين أنه لص وكاذب. وصور أحد مساعديه وهو يركل متظاهرًا، بينما قام محتجون في وقت لاحق بركل سيارة أردوغان بينما كانت تغادر المنطقة. واحتشد متظاهرون في اسطنبول وأنقرة للاحتجاج على عدم بذله جهوداً كافية للحيلولة دون وقوع كارثة المنجم. وردد أتراك غاضبون هتافات مناهضة لرئيس الوزراء واحتكوا بحراسه ومرافقيه، بينما تفجرت احتجاجات في بضع مدن تركية بعد أسوأ كارثة في مناجم الفحم في تاريخ البلاد. وحطم سكان غاضبون نوافذ مبنى الحكم المحلي في سوما وهتف بعضهم قائلين «استقل يا أردوغان» بينما أطلقت أجزاء من الحشد الذي اصطف على جانبي الطريق صيحات استهجان، بينما كان رئيس الوزراء يسير في البلدة واحتكوا بأعضاء من حراسه ومرافقيه. ووجهت انتقادات لأردوغان في منابر التواصل الاجتماعي اتهمته بفقدان الحساسية، وذلك بعد أن ضرب رئيس الحكومة أمثلة عن حوادث مماثلة وقعت في مناطق أخرى من العالم، وذلك في معرض دفاعه عن سجل حكومته. كما كان الرئيس التركي عبدالله غول زار موقع الحادث وقوبل بصيحات استهجان من قبل بعض أقارب عمال المنجم.