عادت الحياة إلى طبيعتها في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت بعد ليلة منالمواجهات مع تنظيم القاعدة الذي اقتحمت عناصره المدينة من 3 اتجاهات وتمركزت في مواقع أمنية وحكومية ومدنية. وقال مصدر عسكري رفيع في المنطقة العسكرية الأولى ل«اليمن اليوم» إنما يقارب ال 200 مسلح من مقاتلي أنصار الشريعة (أحد فروع القاعدة) على متن 35 سيارة هايلوكسوشاص وكامري اقتحموا مدينة سيئون في الساعات الأخيرة من مساء أمس الأول من 3 اتجاهات (مناطقصحراوية تطوق المدينة)، مخترقة الحزامالأمني للمدينة الذي تسيطر عليه قوات معظمهما من مجندي حزب الإصلاح وتحديداًالمرابطين في معسكري السويري وهنين الذين تم تجنيدهم أثناء الأزمة، حيث دخلتالعناصر الإرهابية إلى المدينة دون وقوع أية اشتباكات مع تلك القوات عدا ما حصل فينقطة مدودة التي ترابط فيها قوات من النجدة. وأضاف: بدأت عملية الهجوم الساعة ال11 مساءً.. بتفجير المولد الكهربائي لقطع التيار عنالمدينة، أعقبه اشتباكات مع أفراد نقطة النجدة في أحد أطراف المدينة (نقطة مدودة) أسفرتعن استشهاد جندي وإصابة آخرين، وتزامن الاشتباك مع انفجار سيارتين مفخختيناستهدفتا مبنى الأمن القومي والمنطقة العسكرية الأولى، أسفرت عن استشهاد جندي أماممبنى الأمن القومي وآخر من حراسة المنطقة العسكرية. وأضاف المصدر أن مجموعة أخرى من العناصر توجهت إلى القصر الرئاسي ومبنىالسلطة المحلية وقصفتها بال»آر بي جي» والرشاشات، كما أطلقت عدة قذائف باتجاه مطار سيئون سقطتفي محيطه. وقد صدت قوات الأمن الخاصة (الأمنالمركزي سابقاً) وقوات الشرطة (النجدة سابقاً) الهجوم على مقراتهما، فيما تمكن الإرهابيون من اقتحام مبنى الأمن العامبعد فرار أفراده. كما اقتحمت العناصر المهاجمة إدارة شرطة السير، بعد قتل خمسة من حراستهواقتحموا فرع بنك التسليف الزراعي (كاكبنك) والبنك الأهلي ومبنى البريد واستولواعلى مبالغ مالية منها قبل أن تقوم بإحراق مبنيي البريد وكاك بنك، فيما تصدت قواتمن الجيش والأمن المرابطة لحراسة البنك المركزي وحالت دون اقتحام البنك. ووفقاً للمصدر العسكري فقد شوهدت تلك العناصر وهي تنقل المبالغ الماليةالمنهوبة من كاك بنك على متن سيارتين هايلوكس، فيما استثنت العناصر الإرهابية فرعبنك سبأ الإسلامي وشركة ذكوان النفطية الموجودة في نفس الشارع والمملوكتين لقياداتقبلية وعسكرية إخوانية نافذة في صنعاء. من جهته نفى قائد المنطقة العسكرية الأولى، اللواء الركن محمد الصوملي صحةما تناقلته وسائل إعلامية عن إقالته وتكليف قائد اللواء 115 (أحمد علي هادي) المرابط في ثمود قيادة المواجهات. وقال الصوملي في اتصال أجرته معه «اليمناليوم» إنه كان في العاصمة صنعاء لحظةالهجوم وتوجه صباحاً إلى مقر المنطقة في سيئون، مؤكداً عودة الهدوء إلى المدينةوأن الأوضاع تحت السيطرة. وأوضح أن 10 من أفراد الجيش والأمن استشهدوا، 5 منهم أفراد الحراسة المكلفة بحماية إدارة شرطة السير (المرور)،وواحد أمام مبنى الأمن القومي، وواحد من حراسة مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى،وواحد في نقطة مدودة، و2 في المجمعالحكومي. ولفت إلى أن ما تم اقتحامه فقط هو مبنى فرع (كاك بنك) كون حراسته من المدنيين، وإدارةالمرور نافياً صحة ما تناقلته وكالات أنباء عالمية عن تمركز عناصر القاعدة في سبعةمواقع بينها عسكرية رئيسية وأمنية وحكومية ومطار سيئون. وأشار إلى أن العناصر الإرهابية شنت الهجوم من الجهتين (الغربية والجنوبية) للمدينة. وعن عملية تحرير المدينة من مسلحي القاعدة، قال الصوملي إن القاعدة لم تحتلالمدينة وتتمركز فيها حتى نتحدث عن تحريرها، مشيراً إلى أن العناصر الإرهابية نفذتهجماتها من الجهتين الغربية والجنوبية للمدينة، وحاولت اقتحام مقار ومباني عسكريةوأمنية وحكومية ونهبها، ولكن تم التصدي لها ولم تنجح سوى في اقتحام (كاك بنك) وإدارةالمرور ثم لاذت بالفرار وانسحبت إلى أوكارها في أوساط المزارع المنتشرة على محيطالمدينة، لافتاً إلى أن المعلومات تفيد بمغادرة عدد من تلك العناصر باتجاه شبوةعلى متن 5 سيارات. من جهته قال مصدر رفيع في اللجنة الأمنية العليا بحضرموت إن ثمة شكوك كبيرةلدى القيادة السياسية العليا التي قال إنها وجهت بإجراء تحقيقات دقيقة ورفع تقريرمفصل لرئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، المشير عبدربه منصورهادي. ورفض المصدر التعليقحول ما إذا كان الأمر مرتبطاً بالأحداث المتسارعة في عمران لصالح جماعة الحوثيوتصاعد حدة الخلافات بين قيادة الإخوان من جهة، والرئيس ووزير الدفاع من جهة أخرى،لكنه قال إن عملية الهجوم والانسحاب هي أقرب ما تكون رسالة سياسية لا جهادية.