شن زعيم جماعة الحوثي عبدالملك بدرالدين الحوثي، أمس هجوماً حاداً هو الأول من نوعه على حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) على خلفية الحرب الجارية بينهما في مدينة عمران، معلناً قراره الإفراج عن 100 جندي وضابط وقعوا في الأسر لدى جماعته أمس الأول. وقال في خطاب متلفز بثته قناة المسيرة:«إن للحرب في عمران أهدافاً عدة يسعى حزب الإصلاح واللواء علي محسن الأحمر إلى تحقيقها، ومنها إنقاذ القاعدة وتأمين توسعها وانتشارها، الانقلاب على مخرجات الحوار الوطني، الهرب من فشلهم الذريع في الحكم بعد أن أوصلوا البلد خلال ال3 أعوام إلى أوضاع مأساوية»، ومن الأهداف أيضاً ما أسماه (الارتزاق المادي من الخارج). وأضاف أن حزب الإصلاح يعيش مأزقاً حاداً في مختلف الاتجاهات نتاج فشلهم في الحكم، مشيراً إلى أنهم يشكلون غطاءً سياسياً لتنظيم القاعدة الذي قال إنه هو الآخر يعمل لصالح أجندة أمريكية. وقال عبدالملك الحوثي إن مسلحين من حزب الإصلاح ومن أسماهم التكفيريين والقاعدة يشاركون في الحرب في عمران وأنهم يلبسون زي الفرقة الأولى مدرع المنحلة، لافتاً إلى «مؤامرة تستهدف الجيش». وزاد بأن مقر الفرقة تحول إلى وكر لتنفيذ الجرائم الإرهابية، منتقداً عدم تنفيذ قرار رئيس الجمهورية الخاص بالهيكلة والذي من شأنه تحويل مقر الفرقة إلى حديقة 21 مارس. وقال إن المواقع العسكرية التابعة للواء 310 مدرع الذي يقوده حميد القشيبي في عمران هي في الأصل مواقع مشتركة تضم إلى جانب أفراد اللواء عناصر مسلحة من حزب الإصلاح والقاعدة. وخص الحوثي بالذكر علي محسن الأحمر –مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن- وقال إنه يمارس مهامه كرئيس لرئيس الجمهورية وإن له نفوذ وزير دفاع، وأنه تمكن في الحرب التي شهدتها حاشد من إخراج أسلحة من مخازن وزارة الدفاع، كما سخر أموال الموازنة العامة للدولة في تلك الحرب. ونفى الحوثي أن يكون مسلحو جماعته هم من فتح أبواب السجن المركزي في عمران أمام السجناء، متهماً ما أسماها القيادة الحربية لحزب الإصلاح في عمران. وأشاد الحوثي بقوات الجيش والأمن، داعياً إلى مساندتها والالتفاف معها . إلى ذلك تواصلت يوم أمس المعارك العسكرية بين مسلحي جماعة الحوثي من جهة وقوات القشيبي (310 مدرع) ومسلحي حزب الإصلاح (الإخوان) من جهة أخرى في مدينة عمران، استكمل خلالها الحوثيون من السيطرة على مواقع عسكرية جديدة في المدخل الجنوبي للمدينة من جهة صنعاء وتلك الواقعة على خط صنعاءعمران التي تضم كتائب من الأمن الخاصة والفرقة (المنحلة) كانت وصلت أمس الأول كتعزيزات عقب سيطرة الحوثيين على مواقع استراتيجية. فيما قصف الطيران الحربي ولليوم الثاني على التوالي مواقع لمسلحي الحوثيين في المدخل الجنوبي لمدينة عمران وتبادل الطرفان -الحوثيين والإخوان- قصفاً عنيفاً بالمدفعية أسفرت عن سيطرة جديدة للحوثيين وتضييق الخناق على اللواء 310 مدرع. وقال مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع ل«اليمن اليوم» إن الحوثيين استولوا على مواقع جديدة إلى جانب تلك التي استولوا عليها الاثنين (الصلاطة والسجن المركزي) مقللاً من أهمية القصف بالطيران «كون المسألة حرب مليشيات». وأضاف أنه تم أمس قصف المواقع المسيطر عليها من قبل الحوثيين بشكل مكثف بالمدفعية من داخل اللواء 310 ومن مواقع مستحدثة على خط صنعاءعمران بالقرب من موقع جبل ضين العسكري الاستراتيجي والذي يفرض عليه الحوثيون حصاراً مطبقاً من جميع الاتجاهات عدا اتجاه صنعاء، ولفت إلى أن القصف رغم كثافته لم يؤدِّ إلى نتيجة (حيث زاد الوضع الميداني سوءاً على ما كان عليه الاثنين). وعما يتردد بشأن سيطرة الحوثيين على مواقع عسكرية جديدة في ذات الاتجاه -المدخل الجنوبي لمدينة عمران- قال المصدر -يحمل رتبة عسكرية رفيعة في اللواء 310 مدرع ويرفض الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريحات الصحفية- «بالفعل تمكن الحوثيون من السيطرة على موقع عسكري، وجبل استراتيجي»، لكنه قال إنها «مواقع مستحدثة على خط صنعاءعمران تمركزت فيها التعزيزات العسكرية التي وصلت من صنعاء الاثنين». وأضاف أن «هذه التعزيزات شاركت اليوم –أمس- من مواقعها المستحدثة بفعالية في القصف على مواقع للحوثيين غير أنها سكتت فجأة مع حلول المساء، وتأكد لنا لاحقاً أنها تعرضت لهجوم مباغت من قرى ذات غالبية حوثية في بني ميمون، وسحب، وقرى أخرى على خط صنعاءعمران أسفر عن سقوط الموقع القريب من جبل ضين». وأشار إلى أن «المعلومات الأولية الواردة إلينا في مقر قيادة اللواء تفيد بأن هناك قتلى وجرحى في صفوف الجنود في هذا الموقع، فيما تم أسر الغالبية والاستيلاء على كامل المعدات والآليات العسكرية التي قال إنه لا يعرف حقيقة حجم ما تم وضعه في هذا الموقع، مشيراً إلى أن قوام الآليات العسكرية التي وصلت تعزيزات أمس الأول هي (6 دبابات ومدرعتان بي إم بي، و3 أطقم برشاشاتها التي تعرف بالحميضة). من جهتها أعلنت جماعة الحوثي سيطرتها على الموقع العسكري المشار إليه. إلا أن الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام نقل في صفحته الرسمية بالفيسبوك رواية أخرى وقال إنه تمت السيطرة على الموقع بعد تفاوض مع الضباط والجنود الذين كانوا يتمركزون في موقع يدعى بحترى، كما تم السيطرة الكاملة على جبل الريان. وفي وقت متأخر من المساء سيطر الحوثيون على موقع السودة والتباب المطلة على مبنى المحافظة. وأفاد«اليمن اليوم» شيخ قبلي بارز أن اللواء حميد القشيبي غادر عمران على متن مروحية عسكرية إلى العاصمة صنعاء، غير أن شيخاً قبلياً مقرباً منه رجح أنه لا يزال في مقر قيادة اللواء 310، مشيراً إلى أن الأمور تسير بشكل متسارع لصالح الحوثيين. إلى ذلك قال مصدر طبي في مستشفى عمران المركزي ل«اليمن اليوم» إن ثلاجة المستشفى استقبلت أمس 6 جثث جديدة لجنود قتلوا في موقع الصلاطة الاثنين، أربعة منهم مبينة أسماؤهم في الكشف المرفق من قبل قيادة اللواء وهم (سليم الحودي، علي الحجي، يحيى الشيخ، وليد عسكر) في حين أن جثتين مجهولتا الهوية. وأشار إلى أن المعلومات تفيد بأن جثثاً أخرى لا تزال في موقع الصلاطة ولم تتمكن بعد سيارات الإسعاف التابعة للمستشفى أو حتى تلك التابعة للمنظمات الدولية من الوصول إليها. وعن هوية الجثتين مجهولتي الهوية قال ذات المصدر العسكري في اللواء 310 في اتصال عاودته معه «اليمن اليوم»: «لم نجد بحوزتهم بطائق هوية لا عسكرية ولا مدنية»، متوقعاً أن تكون الجثتين من (المطاوعة)، في إشارة إلى مسلحي حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) كون موقع الصلاطة كان يضم العشرات منهم إلى جانب العشرات من الجنود، ولا يزال 90 % منهم في عداد المفقودين منذ سيطرة الحوثيين على الموقع أمس الأول.
