عادت الحملة العسكرية والأمنية المشتركة أدراجها إلى مقارها بأمانة العاصمة بعد يوم من تمركزها في مناطق تشهد حرباً بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين الحوثيين وحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) في مديرية بني مطر محافظة صنعاء، فيما تمددت المواجهات من قرى الظفير والحمراء وحمضان وبيت سعد إلى (متنة) حيث مركز المديرية. وفي مناطق على الحدود الإدارية بين همدان وعمران على خط صنعاء نفذ مسلحو الإخوان مسنودين بقوات ثقيلة من لواء القشيبي 310 مدرع صباح أمس زحفاً في محاولة لاسترداد مواقع سيطر عليها الحوثيون. وساند الطيران الحربي زحف الإخوان، حيث شن منذ الصباح الباكر قصفاً عنيفاً على مواقع تمركز الحوثيين في بني ميمون وذيفان، ولكن دونما جدوى. الحوثيون على بعد 20 كيلومتر من الأمانة وقالت ل«اليمن اليوم» مصادر محلية متطابقة في بني مطر التابعة إدارية لمحافظة صنعاء إن الحملة العسكرية والأمنية المشتركة أكملت صباح أمس انسحابها، وشوهدت مدرعات عسكرية وناقلات جند وأطقم عسكرية في طريقها إلى العاصمة، بينها عربات معطوبة. وكانت الحملة ومعظمها من القوات الخاصة وصلت مساء أمس الأول مديرية بني مطر عقب سيطرة الحوثيين على قرية الظفير المعقل الرئيس للإخوان في المديرية بعد مواجهات استمرت 3 أيام. ووفق ما أفاد به «اليمن اليوم» مصدر قبلي في بني مطر فإن الحملة العسكرية والأمنية توجهت لحماية وتأمين خط صنعاءالحديدة، غير أنها –الحملة- انعرجت قرابة 30 كيلومتر من الخط حتى وصلت وتمركزت في قرى الحمراء وبيت سعد القريبة من الظفير، وشرعت في قصف مواقع الحوثيين. وأضاف المصدر القبلي إن الحملة أثارت استياء واسعاً لدى قبائل بني مطر والتي كانت قد توصلت مع الحوثيين ومعظمهم من أبناء قرية الظفير إلى اتفاق لوقف الحرب وإخلاء تمركزهم في جبل الظفير الاستراتيجي، غير أن الحملة أفسدت الاتفاق. ولفت المصدر إلى أن الحملة تعرضت لكمين من مسلحي الحوثيين مساء الخميس أسفرت عن إعطاب آليات عسكرية وإصابة عدد من الجنود، وأضاف أنه في ذات المساء انسحبت الحملة جزئياً، وفي صباح الجمعة أكملت انسحابها. وقال ذات المصدر القبلي ل«اليمن اليوم» إن مشايخ ووجهاء بني مطر نصحوا وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد بضرورة الانسحاب وأن تواجد الحملة سيزيد الأمور تعقيداً، مشيراً إلى أن الوزير استجاب لنصيحتهم. وترافق مع انسحاب الحملة أمس مع أنباء في وسائل إعلام حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) عن سيطرة الحوثيين على مبنى مديرية بني مطر في منطقة متنة، والتي تبعد 20 كيلومتر غرباً عن أمانة العاصمة، غير أن مدير المديرية العميد محمد الجعدبي نفى ذلك. وقال في اتصال أجرته معه «اليمن اليوم» مساء أمس: أنا الآن أكلمك من مبنى المديرية ولا صحة لما تناقلته وسائل إعلامية، إلا أنه أشار إلى أن الوضع لا يزال خطراً وقابل للانفجار في أية لحظة. وأوضح أن مسلحي الحوثيين يتجمعون إلى مقرهم في متنة (مركز المديرية) وكذلك الحال بالنسبة لمسلحي الإصلاح، قبل أن ينسحب مسلحو الإصلاح إلى منازلهم في وقت متأخر من المساء. وفي اتصال أجرته معه «اليمن اليوم» قال مصدر قبلي في بني مطر مقرب من حزب الإصلاح إن الحوثيين هاجموا قرية داعر -2 كيلومتر من مركز المديرية- بمختلف أنواع الأسلحة وفرضوا سيطرتهم عليها ثم انتشر مسلحوهم على متن أطقم مسلحة على طول الخط الرابط بين شبام كوكبان محافظة المحويت مروراً بالظفير، و«متنة» مركز مديرية بني مطر على خط صنعاء–الحديدة. مشيراً إلى أن هذا الانتشار للحوثيين عقب انسحاب الحملة العسكرية هو ما جعل وسائل إعلام الإصلاح (الإخوان) تتحدث عن سقوط مركز مديرية بني مطر بيد الحوثيين. وكان الحوثيون قد نسفوا الثلاثاء، منزل الشيخ عبدالله الظفيري وهو عاقل قرية الظفير وقيادي إخواني، ومنزلي قياديين آخرين ونقل القياديين إلى محافظة صعدة أسرى حرب، حيث يتهمهما الحوثيون بقصف طقم يقوده أحد أنصارهم كان ماراً على خط الظفير شبام المحويت.