لو جمعت وجه «كنيدي»، ومخّ نيوتن، وعضلات «ألبت شو»، ورشاقة بيليه.. في جسد واحد، وحدث أن دبّت فيه الحياة، فلن يكون المخلوق الناتج لطيفاً خارقاً بالضرورة ، بل على الأرجح مسخاً مرعباً مختلاً كانت «ماري شيلي» قد تخيلت مثله سنة 1818م» في رواية « Frankenstein». في رواية الخيال العلمي الشهيرة تلك، والتي صارت مادة سينمائية خصبة، نجح «فرنكشتاين» وهو طالب طب ذكي في جامعة «ركنسبورك» الألمانية، في بعث الحياة، في جسد جمعه من أعضاء بشرية لعدة موتى، لكنه فشل في السيطرة على المخلوق الناتج عن تجربته، أو التخلص منه، بعد أن تبين له أنه في غاية العنف والقبح، فدفع حياة أسرته وحياته في النهاية على يد الكائن المدمر الذي انبثق عن تجربته المشؤومة. جمع صفات الكمال لا تنتج الإنسان الكامل، كما قد تتصور، بل صيغة توفيقية تلفيقية متخمة بالنواقص والعاهات، الفكرة غير ممكنة عملياً، وإن كانت حلما بشرياً، أو مادة للكوابيس، كما في مسخ الكائنات لأوفيد!، وكحالة الوحش «أبو الهول»، وحكومة الوفاق التي لا تشبه المؤتمر ولا الإصلاح ولا الاشتراكي ولا الناصري.. بقدر ما تشبه مسخ «فرنكشتاين».! في ظل انعدام الثقة والتوافق وحضور التقاسم والتناحر وغياب القيم الكلية المشتركة التي تنتظم جهود وتوجهات الجميع. قد يبدو الأمر حالة مرضيّة متقدمة من حالات الانفصام وازدواج الشخصية والتناقض والنفاق.. كما في حالة « الإخوان المسلمين « التي قال مؤسسها عن فكرتها إنها «شملت كل نواحي الإصلاح في الأمة، فهي دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية».! هل كان «حسن البنا» يحلم، أم يخطط بالفعل لجماعة بهذه الصفات المستعارة المنتقاة من جماعات وأفكار شتى،؟! وأيا كان الأمر فقد أنتج غولا عنيفاً يعادي كل أصوله المفترضة، ولا يشبه أياً منها، كائناً بدأ تاريخه باغتيال «النقراشي»، وهكذا دفع «حسن البنا» مثل «فرانكشتاين» حياته ثمناً لجرائم إرهابية لم يرتكبها بيده.! ...