تجددت المواجهات، أمس، في عمران بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح بشكل هو الأعنف منذ توقيع الطرفين اتفاق وقف الحرب، الأحد الماضي، فيما يواصل المحافظ المعيَّن حديثاً ووفد اللجنة الرئاسية جهودهم لتنفيذ الاتفاق. وقالت مصادر محلية وعسكرية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن محافظ عمران، اللواء محمد صالح شملان، واللجنة الرئاسية كانوا قد توصلوا، مساء الخميس، مع طرفي الصراع إلى تفاهمات تقضي بالنزول صباح الجمعة لتثبيت البند الأول (وقف إطلاق النار)، والبند الثاني (إزالة الاستحداثات ورفع المسلحين في عمران وأرحب وهمدان)، إلا أن مواجهات عنيفة فاجأت الجميع الساعة الثالثة فجراً في شمال المدينة باتجاه صعدة، حيث تقع سلسلة جبال الجنات والمحشاش التي سيطر عليها الحوثيون الشهر الماضي. وأضافت المصادر بأن الطرفين- الحوثيين وحزب الإصلاح (الإخوان)- استخدموا السلاح الثقيل، الدبابات وراجمات الصواريخ، وسقط قتلى وجرحى بالعشرات من الطرفين، وتزايدت أعداد النازحين من الأهالي، وهو ما قوَّض جهود المحافظ والرئاسية. ولفتت المصادر إلى أن القصف مستمر من الطرفين حتى ساعة كتابة الخبر، العاشرة مساء. وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن خرق اتفاق وقف الحرب، وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع إن مسلحي الحوثيين شنوا هجوماً مباغتاً من جبال المحشاش، محاولين استكمال السيطرة على شارع الأربعين الشمالي، والذي من شأن ذلك إحكام السيطرة على حي الجنات، حيث يقع المقر الرئيس لحزب الإصلاح في المحافظة وفرع جامعة الإيمان التابعة لعبدالمجيد الزنداني ومقر شركة سبأفون. ولفت إلى أن قوات من اللواء 310 تتمركز في موقع المرحة جنوبالمدينة، وقوات المطاوعة (كما يسميهم)، في إشارة إلى مسلحي حزب الإصلاح (الإخوان) والمتمركزين في محيط حي الجنات، وفي منطقة أسفل المحشاش تصدت للهجوم الحوثي. وأضاف: الحوثيون صعدوا بدبابة إلى تبة الصرارة لمساندة الزحف من المحشاش، لكننا تصدينا لهم بقصف مكثف بالدبابات وراجمات الصواريخ (الكاتيوشا) من موقع المرحة العسكري، كما تم قصفهم بدبابة من موقع يتمركز فيه المطاوعة- مسلحو الإخوان- أسفل المحشاش، المنطقة التي حاول الحوثيون السيطرة عليها. مشيراً إلى أن ضابطاً من اللواء 310 قتل، وكان يتولى قيادة الموقع أسفل المحشاش، ويدعى العقيد (محسن شوارب)، فيما قتل أحد مسلحي الإخوان. وقال ذات المصدر العسكري إن موقع المرحة قصف بالكاتيوشا الساعة الحادية عشرة صباحاً مسجداً في بيت بادي، على شارع الأربعين، يتمركز فيه مسلحون حوثيون، متوقعاً مقتل العشرات داخله من الحوثيين. وكان الحوثيون قد سيطروا على نقطة بيت بادي، الأسبوع قبل الماضي، فيما انسحبت قوات الإخوان واللواء 310 مدرع الذي يقوده حميد القشيبي إلى شبيل على ذات الخط، قبل أن يتمكن الحوثيون من السيطرة على شبيل منتصف الأسبوع الفائت. من جهته، اتهم الناطق الرسمي بحماية الحوثي محمد عبدالسلام، حزب الإصلاح (الإخوان) بخرق اتفاق وقف إطلاق النار. وقال عبدالسلام، في صفحته الرسمية في الفيسبوك، إن ما أسماها مليشيات الإصلاح التكفيرية شنت زحفاً عسكرياً في منطقة الضبر، مدخل المدينة باتجاه الجنات. وأضاف: "وإننا إذ نحمِّل هذه الميليشيات الإجرامية المسئولية الكاملة عن تصرفاتها الحمقاء ومخالفتها السافرة للاتفاق الأخير، والذي عبَّرت عنه إعلامياً وميدانياً، خاصة اليوم- أمس- بعودة الحرب بشكل كامل، فإن من حق أبناء عمران الشرفاء مواجهة هذه الغطرسة، ونتمنى من وزارة الدفاع أن تتخذ الموقف الصارم تجاه تجاهل هذه العناصر الإجرامية للاتفاق وهي ترمي به عرض الحائط". حد تعبيره. الفريق الفني يواصل إصلاح كهرباء عمران دون عوائق نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن مصدر باللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في محافظة عمران، بأن الفريق الفني المكلف بإصلاح الكهرباء مستمر في عمله منذ صباح اليوم- أمس- دون أي عوائق. ومضى على انقطاع التيار الكهربائي عن محافظتي عمران وحجة أكثر من 10 أيام بسبب إصابة أحد الأبراج بقذائف الحوثيين، جوار جبل "ضين" العسكري شرق مدينة عمران. وفشل الفريق، الخميس، في إصلاح الخلل بسبب وصول قذيفتي هاون أطلقها الحوثيون على الفريق الهندسي، حسب ما نقلته وكالة سبأ الحكومية. وطالب المصدر الذي تحدث ل"سبأ" كل الأطراف بعدم اعتراض الفريق خلال أدائه لعمله، كون ذلك يصب في خدمة الجميع، وبدون استثناء، حسب قوله.