في شهر الله، والقرآن، والتقوى، والصيام، والصبر، وليلة القدر، والتراويح، والزكاة، والرحمة، نرى مسلمين يجسدون مخالفة التزاماتهم لتعاليم خالقهم، في أشوه صورة، وهذه الصورة المشوهة سيحتاج المسلمون إلى عشرات السنين لكي يعدلوها، وينقوها.. وانظروا ماذا يفعل بعض المسلمين، لكي لا تلوموا الآخرين الذين صاروا يستبشعون الإسلام، وهم ينظرون الصورة.. ولُّوا وجوهكم شطر بلاد الإسلام، وسترون أنها بيئة الإرهاب المعاصر بكل أشكاله، والقتل المجاني بكل صنوفه.. في أيام رمضان هذا سفك، ويسفك الإصلاحيون دماء مسلمين بكميات غير مسبوقة والمبرر مذهبي سخيف، وتنظيم القاعدة بانتحارييه وسياراته المفخخة وأحزمته الناسفة ومتفجراته وبنادقه يقتل جنوداً ومصلين صائمين في البيضاء، وفي المحفد ولودر أبين، وحبان شبوة، والمكلا وحجر ووديعة حضرموت، وحوطة لحج، ومن أرحب يرسمون خطط القتل ويرسلون القتلة للعاصمة.. يحدث هذا في شهر الصوم، والقتل حرام في كل وقت وفي كل مكان، وكل دماء الناس معصومة، فبأي إسلام يدين هؤلاء؟! في سوريا الدمار تتواصل حلقاته، والقتل هناك استعر أكثر في شهر رمضان، وفي لبنان أيضا التي كانت لا تعرف الإرهاب، ولا الإرهابيين الأجانب على الأقل في شهر الصيام.. وفي مصر يكبّر الإرهابيون ويذبحون ويفطرون، وفي قطاع غزة وجدت حركة حماس نفسها في عطالة، فقامت تحارب غزاة الفضاء بطائرات من ورق، وصواريخ شماريخ، تضحي بمئات القتلى والجرحى الفلسطينيين في شهر الصوم، لكي تذكر الدنيا أنها حركة مقاومة، والدنيا لا تتعاطف معها، وأقصى ما تذهب إليه تقول لإسرائيل حاربوا حماس بنظام، واقتلوا بنظام.. حماس تقلب الهزيمة نصرا، وتحسب تبول مجندة إسرائيلية على سراويلها نصرا مؤزرا.. الفلسطينيون مكشوفون للآلة الإسرائيلية، وقادة حماس وعيالهم مختبئون يتندرون بمجندة بالت في سراويلها، وينتظرون الشيكات وحقائب الورق الأخضر.. وفي العراق يفاخر شذاذ الآفاق الدواعش الغزاة، بخلافة إسلامية تقتل الجنود والمواطنين في مهرجانات جماعية، وتزكي صومها بقتل المسيحيين العراقيين - سكان العراق الأصليين- وطردهم من مناطقهم، لأنهم لم يدفعوا الجزية لخليفة المسلمين البغدادي، وزاد مفتي القاعدة الهتاري الريمي يدعو تنظيم القاعدة في اليمن لمبايعة خليفة الداعشيين البغدادي، الذي نزعم أنه ملهم الإصلاحيين اليدومي، والعكيمي، والحسن أبكر، إلى فكرة التبشير بالدواعش اليمنية.. في ليبيا يصوم ويتسحر المواطنون على أصوات الصواريخ والقذائف والمتفجرات، ويفطرون في ظلال الدخان، والمليشيات الإسلامية تتسحر بعشر طائرات، وتفطر بلحم بشري حنيذ، والفطور الدسم للجهاديين السلفيين في تونس والجزائر مواطنون وجنود على حدود الدولتين.. ولا حدود لخوارج العصر.