أعدمت، أمس، عناصر يعتقد انتمائها لتنظيم القاعدة في حضرموت 14 جندياً تم اختطافهم أثناء مرورهم في خط شبام، بين سيئون ومدينة القطن، على متن باص تابع لشركة البراق. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري مشارك في الحملة العسكرية التي تستعد لبدء الحرب ضد القاعدة في مناطق وادي حضرموت، إن عناصر إرهابية اعترضت باص تابع لشركة البراق في طريق شبام وقامت بإنزالهم واختطافهم إلى جهة مجهولة قبل أن تقوم بإعدامهم ذبحاً بالسكين. وعما إذا كان الجنود ضمن الحملة العسكرية، قال المصدر وهو في عمليات قيادة المنطقة العسكرية الأولى إن المعلومات الكافة لم تتوفر لديهم بعد. ونشر أنصار التنظيم الإرهابي أمس في حساب خاص بالتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وعملية إعدامهم وبطائقهم العسكرية، كما نشر التنظيم صورة الإرهابي جلال بالعيد ما يشير إلى أنه المشرف على تنفيذ العملية. إلى ذلك أشرف أمس وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد المتواجد في سيئون على وضع اللمسات الأخيرة لبدء الحملة العسكرية والأمنية المشتركة، والتي يطلق عليها (كسر العظم) لتطهير مناطق وادي حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة. وعقد وزير الدفاع الذي وصل سيئون قادماً من محافظة عدن، بعد ساعات من عملية إرهابية نفذتها عناصر القاعدة على مدينة القطن -(60) كيلومتر غرب سيئون- ونهب فروع شركات الصرافة، اجتماعاً مع قيادات السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية في المحافظة واطلع على الترتيبات الأخيرة لبدء الحملة. وفي السياق وصلت أمس حضرموت، تحت غطاء جوي، تعزيزات عسكرية قادمة من المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، متمثلة بأطقم ومصفحات ومدرعات عسكرية وأكثر من 200 جندي، فيما أقلت مروحيات عسكرية وحدات من قوات مكافحة الإرهاب. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري رفيع مشارك في الترتيبات للحملة العسكرية إن التعزيزات العسكرية حطت رحالها في مفرق بن عيفان (يربط خط مأرب–المكلا – سيئون) ويعد المدخل الرئيس إلى مديرية القطن، من جهة الغرب (على بعد 10كم)، فيما تستعد قوات الجيش في سيئون لشن هجوم من جهة الشرق. وأكد المصدر العسكري أن الجيش أغلق الطرق المؤدية إلى القطن من الجهتين الغربية والجنوبية، فيما تتحكم القاعدة بالطرق المؤدية إلى القطن من جهتي الشرق والشمال. وقال موقع وزارة الدفاع (سبتمبر نت) إن قوات من اللواء 135 مشاة وصلت أمس إلى معسكر قوات الأمن الخاصة في مديرية القطن. وكان عشرات الإرهابيين يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة اقتحموا مدينة القطن السادسة صباح أمس الأول وسيطروا عليها حتى الحادية عشرة ظهراً، نهبوا خلالها عدداً من المصارف (التسليف الزراعي، اليمن الدولي، البريد) كما اقتحموا مبنى المجمع الحكومي ومحكمة القطن والأحوال المدنية وإتلاف محتوياتها. ونشرت مواقع تابعة لأنصار تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، أمس، صوراً لاقتحام التنظيم مدينة القطن.. وحسب الصور التي توضح ظهور الإرهابيين بلعيد والنظاري وهما في وسط مدينة القطن، وتظهر صورة أخرى للمسلحين من القاعدة، قال الحساب إنهم يلتفُّون حول إخوانهم المجاهدين. وفي مدينة سيئون وبالتزامن مع اقتحام القطن، حاول 8 إرهابيين اقتحام معسكر أمن الوادي والصحراء، غير أن الحراسة في بوابة المعسكر تصدت لهم وقتلتهم جميعاً، ونشرت القاعدة مواقعها على الإنترنت أسماء الثمانية الذين أسمتهم (الانغماسيين) وهم: 1- أبو ذر اللحجي. 2- أبو خطاب الصنعاني. 3- أبو أنس الشروري. 4- أبو دجانة الشروري. 5- أبو عوض العزاني. 6- أبو أحمد اللحجي. 7- عبدالرحيم العدني. 8- خطاب الحضرمي. وباتت مدينة القطن، إحدى مدن وادي حضرموت خلال السنتين الماضيتين المرمى السهل لعناصر يعتقد انتماؤها لتنظيم القاعدة، ومركز تحرك مهم بالنسبة لهم إلى المناطق المجاورة. واستغلت العناصر الإرهابية وجود الوديان الشاسعة المحيطة بالمدينة، خصوصاً وادي هينين ووادي سر، في جعلها معاقل ومعسكرات تدريب. وفي ذات وادي هينين كان حزب الإصلاح (الإخوان) أنشأ معسكراً تدريبياً لمقاتليه بإشراف الإرهابي جمال النهدي. +++ مروحية عسكرية تقل جثث عناصر القاعدة إلى صنعاء من جهة أخرى قال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن طائرة عسكرية نقلت جثث عدد من مقاتلي القاعدة الذين لقوا مصرعهم أمس الأول في الهجوم الإرهابي الذي استهدف معسكر أمن الوادي والصحراء في سيئون، بالإضافة إلى عدد من العناصر الإرهابية الذين تم اعتقالهم أثناء تنفيذهم لكمين مسلح للحملة العسكرية التابعة للواء 135 مشاة القادمة من محافظة لحج إلى حضرموت الأربعاء. وأضاف المصدر أن الجثث سيتم تسليمها للمستشفى العسكري بصنعاء لإجراء فحوصات للكشف عن هويات أصحاب الجثث المشوهة، فيما سيتم تسليم العناصر المقبوض عليها لجهاز الأمن القومي.